تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أرسطو الذي ألفها "هنرى دانديلي" في النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي؛ حيث نجدها بتفاصيلها الدقيقة نفسها في كتاب "المجلس والمساوئ" المترجم عن الفارسية. ألوان التأثروفي العصور الوسطى كما يتضح الأثر العربي في قصص الفابولا نجده في قصص الفروسية والحب، الذي انتشر بشكل لم يكن معروفًا في الأدب الأوروبي في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي، وقدم منه البطل الفارس في حب محبوبته يغني ويذوب ويقدم أشكال الوفاء والتضحية من أجل هذا الحب النبيل. هذا الشكل كان منتشراً في الأدب العربي متمثلاً في أعمال مثل كتاب "الزهرة" للأصفهاني، و"طوق الحمامة" لابن حزم، وهما في ذات الوقت سابقان خصوصا الأخير بأكثر من قرن على كتاب "فن الحب العفيف" لـ "أندريه لوشابلان" في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي، وظهرت في هذا الكتاب أشكال فنية وموضوعات ليست لها سابقة في الأدب الغربي، وهي ذلك الحب العفيف واحترام المرأة وتجميلها. ومن ثم يتضح أن معظم قصص الفروسية والحب قد سبقت رقي المرأة اجتماعياً في ذلك العصر، وجاوزت التقاليد السائدة التي لم تصل فيها المرأة إلى تلك المكانة التي يشاد بها في القصة، تلك المكانة المعروفة في الأدب العربي بتأثير روح الإسلام الذي كان قد نشأ في الغرب إما عن طريق الحروب الصليبية أو عن طريق العرب في الأندلس، وقد استمر هذا التأثير في أدب الحب والفروسية طوال العصور الوسطى وفي عصر النهضة. التأمل والمجتمعاتومن أشهر القصص العربي التي تأثر بها الأدب الغربي هي قصة "حي بن يقظان" التي كتبها الفيلسوف "ابن طفيل" في القرن الثالث عشر الميلادي في أسلوب قصصي رمزي في شكل صوفي يدعو فيها إلى معرفة الله عن طريق العقل والتأمل الواعي، وهي قصة طفل ولد بلا أب أو أم في جزيرة منعزلة وربته أنثى الظبي، ولكنه استطاع أن يتوصل إلى حقائق الحياة ووجود الله بواسطة عالم متصوف يأتي إلى الجزيرة المنعزلة للتعبد. وقد ترجمت حي بن يقظان إلى العبرية واللاتينية والإنجليزية في القرنين الرابع عشر والسابع عشر، وقد تأثر بهذه القصة الكاتب الأسباني "بلتاسار حراثيان" حتى إنه كتب قصتة "النقاد" على نفس خط حي بن يقظان لابن طفيل الأندلسي، وهذا التأثير يأتي طبيعياً في فترة حكم المسلمين للأندلس. والبعض يعتبر أن قصة "روبنسون كروزو" لدانيال ديفو التي ظهرت في عام 1719 ترجع إلى نفس التأثر بقصة حي بن يقظان، ولكن الشبه ضئيل بينهما، وكذلك القصة قد كتبت بتأثير من رحلة حقيقية حدثت لأحد التجار. وإذا تحدثنا عن جنس أدبي آخر وهو المقامات وهو جنس أشتهر كثيراً في الأدب العربي في القرن الثالث عشر الميلادي، وهو عبارة عن حكاية يسودها شبه حوار درامي ويقوم موضوعها على هجاء ونقد المجتمع، ونجد أن الأدلة التاريخية تشير إلى تشابه قوي بين قصص الشطار والرعاة التي انتشرت في أوروبا في القرنين السادس والسابع عشر، وهي ذات صيغة هجائية للمجتمع والتاريخ الأدبي يشير إلى أن أشهر المقامات التي عرفت في الأدب العربي، وهي مقامات الحريري (القاسم بن علي) ومقامات بديع الزمان الهمذاني عرفت في أسبانيا، وترجمت إلى عدة لغات، وسار الكتاب الأسبان على نمط مقامات الحريري خاصة في روايات الشطار. وكان لكتاب ألف ليلة وليلة (المجهول المؤلف) والذي كان معروفا لدى المسلمين قبل منتصف القرن العاشر الميلادي ومترجم عن أصله الفارسي كما يقول "المسعودي" في "مروج الذهب "قد أثرى العديد من المسرحيات والقصص الأوروبي، وخاصة بعد ترجمتها إلى عدة لغات أوروبية وخاصة في أواخر القرن الثامن عشر وخاصة في فرنسا. التراجم والملاحمأما عن الشعر نجد العرب قد برعوا فيه وأبدعوا قصائد خلّدت شكل الأدب العربي القديم، ولم يكن للعرب إبداع في مجال الملاحم إلا في مرحلة متأخرة من تاريخ آدابهم، ولكنها وجدت بعد ذلك، وتعتبر الملحمة الإيطالية الكوميديا الإلهية "للشاعر "دانتي إليجيرى " التي كتبت في القرن الرابع عشر الميلادي والتي تندرج تحت قائمة الأدب الغربي المتأثر بالأدب العربي واضحة التأثر بالتيار الإسلامي المتأجج قبل فترة كتابتها، ويبدو فيها التأثر الشديد بقصة الإسراء والمعراج. فالملحمة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء هي الجحيم – والمطهر – والفردوس، وتتضمن قصة المعراج الإسلامي بحذافيرها، وهي وإن كانت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير