تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[معالي]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 12:26 م]ـ

السلام عليكم

وعدتُ بعودة، قد لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن عهدًا مضى وعليّ الالتزام.

ملخص ما أريد قوله أحاول اختصاره في نقاط:

- عبارة القاضي رحمه الله أكاد أجزم بأنه لا يقصد بها معنى العزل الذي فهمه بعضهم من أنه عدم سلطة الشرع على النصّ على الإطلاق.

وسبب جزمي أن الرجل قاض، وسيرته المحمودة تنبئ عن رجل له في العلم والدين باع غير قصير، ولايمكن أن يأتي بما يتناقض مع واقع شخصيته، ولو كان أتاه لَعِيبَ عليه، وأزعم أنه إن كان يقصد بالعزل ما قدّمتُ فقد أتى بما يتعارض مع سيرته.

- من يقرأ الوساطة يجد أن القاضي عاب على المتنبي خروجه العقدي في بعض أبياته، فكيف نوفق بين قول القائلين إن العبارة تعني الفصل بين الفن والدين وبين نقد القاضي لخروج المتنبي؟!

هذا من وجهة نظري دليل على نقض رأي هؤلاء.

- التفسير السليم كما أرى هو أن القاضي إنما يعني أنه لايصحّ أن نحيل الشعر عن وجهه فيكون على الوجه الذي فعله الراعي مع عبدالملك بن مروان:

أخليفة الرحمن إنا معشر=حنفاء نسجد بكرة وأصيلا

عرب نرى لله في أموالنا=حق الزكاة منزلا تنزيلا

وردّ الناقد ابن مروان معروف.

ومَنْ أراد معرفة أحكام الدين فلن يبحث عنها في الشعر، بل إنه واجدها في مصادر التشريع المعروفة.

- نقل صاحب الرسالة الشافية أن عليا رضي الله عنه كان يفضّل امرا القيس على سائر الشعراء، وكلنا لا يجهل أن امرأ القيس هو صاحب المعلقة التي هي سيدة شعره، وفيها ما فيها!

- المُعوّل على حركة اللغة، ومعرفة تراكيبها، وبنائها، وكيف عكست صورة المعنى المتشكلة في النفس.

ثم هذه الحركة كما هو معلوم هي التي أخذت بيد الفقهاء والمفسرين ليفهموا نصوص الوحيين.

- هذا لا يعني الدعوة إلى تقبل غث المعاني وسافلها، بل هذا مما توقف عنده العلماء وفعل الجرجاني بأبيات المتنبي المارقة دليل على ذلك، ولكنه يعني بالضرورة أن للشعر فنية هي بمنأى عن الخطابية والمباشرة.

- إن كان الشاعر بعدها مقتدرًا على تفعيل أداته الشعرية لتصوير المعاني الدينية، فحيهلا، وإلا فربما وهن شعره.

هناك أمرٌ مهم فيما يتعلق بقول الأستاذ رؤبة:

هو كما قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه عندما سُئلَ

عن علّة ضعف شعره بعد الإسلام فقال رضي الله عنه بمعناه:

" إنّ الشعر يقوى بالكذب و إنّ الإسلام حرّم الكذب فلذلك ضعف شعري"

و هذا مشاهدٌ عياناً و يعرفه كل من لاكه بقلبه و لسانه ..

الحقيقة أنني أشك في صحّة هذه المقولة، وقد قرأتها منسوبة إلى غير حسان رضي الله عنه.

لأن الصحيح أن النبي كان يقول له ما معناه: "اهجهم وروح القدس يؤيدك"، أفيكون شعر المؤيَّد بروح القدس ضعيفا؟!

نحن بحاجة إلى دراسة مقارنة بين شعر حسان الجاهلي وشعره الإسلامي، وأكاد أجزم أن الإسلامي متفوق عليه، بدلالة الحديث فقط.

لله درّ الصحابي الجليل و الشاعر النبيل

لبيد بن ربيعة حين ترك الشعر من اجل القرآن العظيم ..

لمّا أبصرت عيناه ما غشيت أبصارنا عنه من بديع محكماته و جلاء آياته ..

فاللهم أكرمنا بما أكرمته به ..

لماذا سكت لبيد رضي الله عنه عن الشعر؟!

هل لمذمّة في الشعر؟!

لا أظن أن بيننا من يقول هذا.

الرجل كان من أعف الناس لسانا في جاهليّته، وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحفظ ديوانه كاملا، كما جاء في بعض الأخبار!

مجمل ما دار هنا قد يُفهم منه الدعوة إلى الاشتغال بالقرآن الكريم، وهذا حسن جدًا.

ولكن مفتاح فهم القرآن هو الشعر الجاهلي، كما ذهب إلى ذلك أهل العلم. وفي الشعر الجاهلي ما فيه، فكيف العمل؟

قد تفيد الإحالة هنا على الفصل الذي عقده عبدالقاهر في دلائل الإعجاز في الردّ على من ذمّ الشعر، ففيه مباحث تتصل بهذه القضية تحديدًا، وأراها الصواب، والله أعلم.

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 02:37 م]ـ

عُدتِ والعود أحمد وفصلتِ وبيّنتِ وشفيت وكفيتِ ووفّيتِ ..

فجزاك الله خيراً ..

فقد وضح كلام القاضي وهو واضحٌ من قبل ..

لكنَّ البتر أبهم قليلاً عليه ...

أما بخصوص:

الحقيقة أنني أشك في صحّة هذه المقولة، وقد قرأتها منسوبة إلى غير حسان رضي الله عنه.

لأن الصحيح أن النبي كان يقول له ما معناه: "اهجهم وروح القدس يؤيدك"، أفيكون شعر المؤيَّد بروح القدس ضعيفا؟!

نحن بحاجة إلى دراسة مقارنة بين شعر حسان الجاهلي وشعره الإسلامي، وأكاد أجزم أن الإسلامي متفوق عليه، بدلالة الحديث فقط.

هذه المقولة قالها الأصمعي أيضاً في شعر حسّان ..

فشعره في الهجاء قويٌّ لا غبار عليه والعون من روح القدس كان في هجاءه لكفّار قريش ..

لكنّ هناك من المعاني التي كان حسّانٌ في الجاهلية مبتكراً فيها وقد انتهى بعد الإسلام عنها مثل وصف الخمر ولا تخفى أبياته الشهيرة ضمن قصيدته التي مدح بها أحد ملوك الغساسنة:

ولقد شربت الخمر في حانوتها ... .. صهباءَ صافيةً كطعم الفلفلِ

يسعى عليَّ بكأسها متنطفٌ ... .. فيعلّني منها ولو لم أنهلِ

إنَّ التي ناولتني فرددتها ... .. قتلت .. قتلتَ فهاتها لم تقتلِ

حتى أنَّ الأخطل ضمّن أول بيتٍ صدرَه في أحد قصائده ..

والذي يقرأ شعر حسّان رضي الله عنه يجد الفارق بين شعره في الجاهلية وشعره في الإسلام ..

إلا إذا استثني الهجاء منه وهجاء حسّانٍ كان قوياً مقذعا - والمشركون أهلٌ له -

وكان جريرٌ ممن اقتفوا بآثاره في الهجاء ..

وقد ذكر البرقوقي في شرحه لديوان حسّان - رضي الله عنه -

أنَّ كل شعرٍ قيل في صدر الإسلام وعهد النبوة مما ينافح به كان ينسب إلى شعر حسّان فدخل الغثاء فيه ..

وقد قرأت دراسةً من أيام تعليمي الثانوي في شعر حسّان رضي الله عنه

- وللأسف الشديد وهذه مشكلتي نسيت اسم مؤلفها - وقد فصّل جوانب القوة في شعره قبل وبعد الإسلام ..

أرجو ممن لديهم خلفيةٌ عن هذا الموضوع

" شعر حسان قبل وبعد الإسلام "

أن يتحفونا ولهم كل الشكر والتقدير ..

والسلام,,,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير