تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَتَزعُمُ أَنّي أُطيعُ الوُشاةَ = وَأَصغي إِلى عَذَلِ العُذَّلِ

لَقَد نَصَلَ الدَهرُ صَبغَ الشَبابِ = وَصَبغُ المَحَبَّةِ لَم يَنصُلِ

عَجِبتُ لِقَدِّكَ مَع لينِهِ = يُرينا اِعتِدالاً وَلَم يَعدِلِ

يَلينُ وَفي فَتكِهِ قَسوَةٌ = وَذَلِكَ شَأنُ القَنا الذُبَّلِ

وَعَيناكَ قَد فَوَّقَت أَسهُماً = فَمَن دَلَّهُنَّ عَلى مَقتَلي

وَخَدُّكَ موقَدَةٌ نارُهُ = وَقَلبي بِجُذوَتِها يَصطَلي

أَيا ما طِلاً لِوُعودِ الوِصالِ = وَوَعدُ تَجافيهِ لَم يَمطُلِ

بَخِلتَ وَقَد حُزتَ مُلكَ الجَمالِ = وَمَن مَلَكَ المُلكَ لَم يَبخَلِ

فَهلاً تَعَلَّمتَ فَضلَ السَماحِ = مِن راحَةِ المَلِكِ الأَفضَلِ

مَليكٌ إِذا هَطَلَت كَفُّهُ = تَصاغَرَ قَدرُ الحَيا المُسبِلِ

يَشيدُ العُلى بِاليَراعِ القَصيرِ = وَيَفخَرُ بِالطَرَفِ الأَطوَلِ

تَلاقيهِ في الحَربِ صَعبَ المِراسِ = وَفي السِلمِ ذا الخُلُقِ الأَسهَلِ

أَخَفُّ إِلى الحَربِ مِن ذابِلٍ = وَأَثقَلُ في الحِلمِ مِن يَذبُلِ

يُضيءُ لَنا في ظَلامِ الخُطوبِ = وَيُشرِقُ في حِندِسِ القَسطَلِ

فَسَيلُ عَطاياهُ لِلمُجتَدي = وَنورُ مُحَيّاهُ لِلمُجتَلي

يُرَمِّلُ بِالدَمِ شِلوَ الكَمِيِّ = وَيَحنو عَلى البائِسِ المُرمِلِ

مَناقِبُ مَعروفُها تالِدٌ = مُحَمَّدُ أَورَثَها مِن عَلي

إِلى آلِ أَيّوبَ يُغزى الفَخارُ = في كُلِّ ماضٍ وَمُستَقبَلِ

مُلوكٌ لَهُم شَرَفٌ آخَرٌ = يُخَبَّرُ عَن شَرَفٍ أَوَّلِ

يَنُمُّ بِهِم جودُهُم مِثلَما = تَنُمُّ الرِياحُ عَلى المَندِلِ

أَيا ناصِرَ الدينِ يا اِبنَ الَّذي = بِهِ أَصبَحَ المُلكُ في مَعقِلِ

حَباكَ المُؤَيَّدُ تَأيِيدَهُ = كَذا هِمَّةُ اللَيثِ في الأَشبُلِ

وَلَولا وَجودُكَ كانَ السَماحُ = تَحتَ الصَفائِحِ وَالجَندَلِ

فَعَلتَ مِنَ الجودِ ما لَم تَقُل = وَغيرُكَ قالَ وَلَم يَفعَلِ

فَقَلبي بِإِحسانِكُم فارِغٌ = وَكَفّي بِإِنعامِكُم مُمتَلي

سَمَحتَ اِبتِداءً وَلَم أَمتَدِح = وَأَنعَمتَ عَفواً وَلَم أَسأَلِ

وَوالَيتَ بِرَّكَ حَتّى رَحَلتُ = حَياءً وَلَولاهُ لَم أَرحَلِ

وَلَو شِئتُ نَهضي إِلى قَصدِكُم = لَخَفَّفتُ عَن ظَهرِيَ المُثقَلِ

فَأَهمَلتُ واجِبَ سَعيي إِلَيكَ = وَما كُنتُ عِندَكَ بِالمُهمَلِ

وَكَفَّرتُ عَن زَلَّةِ الإِنقِطاعِ = بِأَحسَنِ مَن كانَ في مَنزِلي

فَأَرسَلتُهُ راجِياً أَنَّهُ = يُمَحِّصُ عَن زَلَّةِ المُرسِلِ

فَإِن لاحَظَتهُ عُيونُ الرِضى = = لَكَ الفَضلُ في ذاكَ وَالفَخرُ لي

وَإِن لَم يَكُن غايَةً في الجَمالِ = وَبَدرُ مَعانيهِ لَم يَكمَلِ

فَإِنَّ لَهُ غايَةً في الذَكاءِ = وَلُطفَ البَديهَةِ وَالمِقوَلِ

وَبِكرٍ خَدَمتُ بِها عاجِلاً = وَسيفُ القَريحَةُ لَم يُصقَلِ

أَرومُ إِقامَةَ عُذري بِها = وَأُثني عَلى فَضلِكَ الأَكمَلِ

وَمِثلُكَ مَن قَبِلَ الإِعتِذارَ = وَصَدَّقَ قَولَ المُحِبُّ الوَلي

فَوا ضُعفَ حَظّي وَفَوتَ المُنى = إِذا كانَ عُذرِيَ لَم يُقبَلِ

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 03:33 م]ـ

من أروع ما قيل في الغزل = ................... جميل بثينة

لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي = بُثينة ُ، أو أبدتْ لنا جانبَ البُخلِ

يقولون: مهلاً، يا جميلُ، وإنني = لأقسِمُ ما لي عن بُثينة َ من مَهلِ

أحِلماً؟ فقبلَ اليوم كان أوانُه =، أمَ اخشى؟ فقبلَ اليوم أوعدتُ بالقتلِ

لقد أنكحوا جهلاً نبيهاً ظعينة = ً، لطيفة َ طيِّ الكَشحِ، ذاتَ شوًى خَدل

وكم قد رأينا ساعياً بنميمة = ٍ لأخرَ، لم يعمدِ بكفٍ ولا رجلٍ

إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا، = جرى الدمعُ من عينَي بُثينة َ بالكُحل

ولو تركتْ عقلي معي ما طلبتها =، ولكنْ طلابيها لما فات من عقلي

فيا ويحَ نفسي! حسبُ نفسي الذي بها = ويا ويحَ أهلي! ما أصيب به أهلي

وقالتْ لأترابٍ لها، لا زعانفٍ = قِصارٍ، ولا كُسّ الثنايا، ولا ثُعْل

إذا حَمِيَتْ شمسُ النهار، اتّقينها = بأكسية ِ الديباجِ، والخزّ ذي الحملِ

تداعينَ، فاستعجمنَ مشياً بذي الغضا، = دبيبَ القطا الكُدريّ في الدمِثِ السّهل

إذا ارتعنَ، أو فزعنَ، قمنَ حوالها =، قِيامَ بناتِ الماءِ في جانبِ الضَّحل

أرانيّ لا ألقَى بُثينة َ مرة ً، = من الدهرِ، إلاّ خائفاً، أو على رَحْل

خليليّ، فيما عِشتما، هَلْ رَأيتُما = قتيلاً بكى، من حبّ قاتلهِ، قبلي؟

أبيتُ، مع الهلاك، ضيفاً لأهلها =، وأهلي قريبٌ موسعونَ، ذوو فضلِ

ألا أيّها البيت الذي حِيلَ دونه، = بنا أنت من بيتٍ، وأهلُكَ من أهلِ

بنا أنت من بيتٍ، وحولَك لذة ٌ، = وظِلُّكَ لو يُسطاعُ بالباردِ السّهل

ثلاثة ُ أبياتٍ: فبيتٌ أحبه، = وبيتان ليسا من هَوايَ ولا شَكلي

كِلانا بكى، أو كاد يبكي صَبابَة = ً إلى إلفِه، واستعجلتْ عبرَة ً قبلي

أعاذلتي أكثرتِ، جهلاً، من العذلِ =، على غيرِ شيءٍ من مَلامي ومن عذلي

نأيتُ فلم يحدثْ ليَ النأيُ سلوة ً =، ولم ألفِ طولَ النأي عن خلة ٍ يسلي

ولستُ على بذلِ الصّفاءِ هَوِيتُها، = ولكن سَبتني بالدلالِ وبالبُخل

ألا لا أرى اثنَينِ أحسنَ شِيمَة ً =، على حدثان الدهر، مني، ومن جملِ

فإن وُجدَتْ نَعْلٌ بأرضٍ مَضِلّة ٍ، = من الأرضِ، يوماً، فاعلمي أنها نعلي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير