ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 07:40 م]ـ
قمرية الوادي
أحمد شوقي
بِي مِثلُ مَا بِكِ يا قُمرِيَّةَ الوَادِي = نادَيتُ لَيلَى فَقُومِي فِي الدُّجَى نَادي
وَأَرسِلي الشَّجوَ أَسجَاعاً مُفَصَّلَةٌ = أَو رَدِّدِي مِن وَراءِ الأَيكِ إِنشَادي
لا تَكتُمي الوَجدَ فَالجُرحانِ مِن شَجَنٍ = وَلا الصَّبابَةَ فَالدَمعانِ مِن وادِ
تَذَكَّري هَل تَلاقَينا عَلَى ظَمَإٍ = وَكَيفَ بَلَّ الصَّدَى ذُو الغُلَّةِ الصَّادي
وَأَنتِ فِي مَجلِسِ الرَيحَانِ لاهِيَةٌ = ما سِرتِ مِن سامِرٍ إِلاَّ إِلَى نَادي
تَذَكَّري قُبلَةً فِي الشَعرِ حائِرَةً = أَضَلَّها فَمَشَت فِي فَرقِكِ الهَادي
وَقُبلَةً فَوقَ خَدٍّ ناعِمٍ عَطِرٍ = أَبهَى مِنَ الوَردِ فِي ظِلِّ النَّدى الغَادي
تَذَكَّري مَنظَرَ الوَادِي وَمَجلِسَنا = عَلَى الغَديرِ كَعُصفورَينِ فِي الوَادي
وَالغُصنُ يَحنُو عَلَينا رِقَّةً وَجَوىً = وَالماءُ فِي قَدَمَينا رائِحٌ غَادِ
تَذَكَّري نَغَماتٍ هَهُنا وَهُنا = مِن لَحنِ شادِيَةٍ فِي الدَّوحِ أَو شَادي
تَذَكَّري مَوعِداً جادَ الزَّمانُ بِهِ = هَل طِرتُ شَوقاً وَهَل سابَقتُ مِيعَادي
فَنلتُ مَا نلتُ مِن سُؤلٍ وَمِن أَمَلِ = وَرُحتُ لَم أَحصِ أَفرَاحِي وَأَعيَادي
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 12:19 ص]ـ
الله يعلمُ أنّني كَمِدُ = لا أستطيعُ أبثُّ ما أجِدُ.
روحانِ لي: رُوحٌ تضَمّنَها = بلَدٌ، وأُخرَى حازَها بلَدُ.
وَأرَى المُقيمَةَ ليس ينفعُها = صبرٌ، ولا يقوَى بها جَلَدُ.
وأظُنّ غائبَتي، كَشاهِدَتي، = بِمكانها تجِدُ الذي أجِدُ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 12:07 م]ـ
قال الشاعر الليبي أحمد رفيق المهدوي:
يا من على البعد نهواه، ويهوانا = لشد ما شفنا شوق فأضنانا
ذكرى عهود الهوى باتت تساورنا = يا من يبلغ للأحباب شكوانا
إنا بحكم الهوى صرنا ولا عجب = نزداد ذكرا لمن يزداد نسيانا
ما أنصفتنا الليالي في نوى تركت = جسما هنا، وهناك القلب هيمانا
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 12:24 م]ـ
قال داود بن سلم التميمي:
ما ذَرّ قَرْنُ الشّمْسِ إلاّ ذَكرْتُها، = وَيذكِرُنيها ما دَنَتْ لِغُرُوبِ.
واذكُرُها ما بينَ ذاكَ وَبعدَهُ، = وبالليلِ أحلامي، وَعندَ هُبوبِ.
وَبُلّيتُها شوْقاً، وَبَلاّنِيَ الهَوَى، = وأعيا الذي بي طِبَّ كلّ طبيبِ.
وأعجبُ أنّي لا أموتُ صَبَابَةً، = وما كمَدٌ مِنْ عَاشِقٍ بِعَجيبِ.
وكم لامَ فيها من مُؤدّ نصيحَةً، = فقلتُ له: أقصِرْ، فغيرُ مُصيبِ.
أتَأْمُرُ إنْساناً بفُرْقَةِ قلْبِهِ؟ = أتُصْلِحُ أجساداً بِغَيْرِ قُلُوبِ؟
وكُلُّ محِبٍّ قد سلا، غيرَ أنّني = غريبٌ! ألا يا ويحَ كلِّ غريبِ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 10:37 م]ـ
يَرَاكَ الفُؤادُ بعينِ الهَوَى، = وَعينُ المَحَبّةِ لا تُخلِفُ
إذا غِبْتَ عن ناظرِ المُقلَتَيْـ = ـنِ فقلبي يراك وما يَطرِفُ
تمكّنَ في القلبِ من حبّكم = عيونٌ من الحبّ ما تَنْزَفُ
فمَن يكُ من حبّه سالياً، = فإنّيَ من حبّكم مُدْنَفُ.
كلامٌ رَخيمٌ وَدلٌّ مليحٌ، = وَوَجهُك من كلِّ ذا أظرْفُ
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 11:07 م]ـ
بديع الحسن كم هذا التجنّي ... ومن أغراك بالإعراض عني
حويت من الملاحة كل معنى ... وحزت من الظرافة كل فن
وأعرف قبلك الأعصان تُجنى ... فيا غصن الأراك أراك تجني
وأعجب ما أحدث عنك أنّي ... فُتنتُ، وأنت لم تعلم بأني ...
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 11:33 م]ـ
من روائع الغزل = لصفي الدين الحلي
في مِثلِ حُبِّكُمُ لا يَحسُنُ العَذَلُ = وَإِنَّما الناسُ أَعداءٌ لِما جَهِلوا
رَأَوا تَحَيُّرَ فِكري في صِفاتِكُمُ = فَأَوسَعوا القَولَ إِذ ضاقَت بِيَ الحِيَلُ
وَأَنَّهُم عَرَفوا في الحُبِّ مَعرِفَتي = بِشَأنِكُم عَذَروا مِن بَعدِ ما عَذَلوا
يا جاعِلي خَبَري بِالهَجرِ مُبتَدَأً = لا عَطفَ فيكُم وَلا لي مِنكُمُ بَدَلُ
رَفَعتُ حالي وَرَفعُ الحالِ مُمتَنِعٌ = إِلَيكُمُ وَهوَ لِلتَمييزِ يَحتَمِلُ
كَم قَد كَتَمتُ هَواكُم لا أَبوحُ بِهِ = وَالأَمرُ يَظهَرُ وَالأَخبارُ تَنتَقِلُ
وَبِتُّ أُخفي أَنيني وَالحَنينَ بِكُم = تَوَهُّماً أَنَّ ذاكَ الجُرحَ يَندَمِلُ
¥