تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَيفَ السَبيلُ إِلى إِخفاءِ حُبِّكُمُ = وَالقَلبُ مُنقَلِبٌ وَالعَقلُ مُعتَقَلُ

يا مُلبِسي القَلبِ ثَوبَ الحُزنِ بَعدَهُمُ = حُزني قَشيبٌ وَصَبري بَعدَكُم سَمِلُ

لِذا بَواكِرُ أَيّامي لِبُعدِكُمُ = أَصائِلٌ وَضُحاها بَعدَكُم طَفَلُ

أَحسَنتُمُ القَولَ لي وَعداً وَتَكرِمَةً = لا يَصدُقُ القَولُ حَتّى يَصدُرَ العَمَلُ

حَتّى إِذا وَثِقَت نَفسي بِمَوعِدِكُم = وَقُلتُ بُشرايَ زالَ الخَوفُ وَالوَجَلُ

حَمَّلتُموني عَلى ضُعفي لِقُوَّتِكُم = مالَيسَ يَحمِلُهُ سَهلٌ وَلا جَبَلُ

لِلَّهِ أَيّامُنا وَالدارُ دانِيَةٌ = وَالشَملُ مُجتَمِعٌ وَالجَمعُ مُشتَمِلُ

شَفَيتُ غُلَّةَ قَلبي وَالغَليلَ بِها = فَاليَومَ لا غُلَّتي تَشفى وَلا الغَلَلُ

يا حَبَّذا نَسمَةُ السَعدِيِّ حينَ سَرَت = مَريضَةً في حَواشي مِرطِها بَلَلُ

لا أَوحَشَ اللَهُ مِن قَومٍ لِبُعدِهِمُ = أَمسَيتُ أَحسُدُ مَن بِالغَمضِ يَكتَحِلُ

غابوا وَأَلحاظُ أَفكاري تُمَثِّلُهُم = لِأَنَّهُم في ضَميرِ القَلبِ قَد نَزَلوا

ساروا وَقَد قَتَلوني بَعدَهُم أَسفاً = يا لَيتَهُم أَسَروا في الرَكبِ مَن قَتَلوا

وَخَلَّفوني أَعُضُّ الكَفَّ مِن نَدَمٍ = وَأَكثِرُ النَوحَ لَمّا قَلَّتِ الحِيَلُ

أَقولُ في إِثرِهِم وَالعَينُ دامِيَةٌ = وَالدَمعُ مُنهَمِرٌ مِنها وَمُنهَمِلُ

ما عَوَّدوني أَحِبّائي مُقاطَعَةً = بَل عَوَّدوني إِذا قاطَعتُهُم وَصَلوا

وُسِرتُ في إِثرِهُم حَيرانَ مُرتَمِضاً = وَالعيسُ مِن طَلِّها تَحفى وَتَنتَعِلُ

تُريكَ مَشيَ الهُوَينا وَهيَ مُسرِعَةٌ = مَرَّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ

لا تَنسِبَنَّ إِلى الغِربانِ بَينَهُمُ = فَذاكَ بَينَ غَدَت غِربانُهُ الإِبِلُ

وَفي الهَوادِجِ أَقمارٌ مُحَجَّبَةٌ = أَغَرَّةٌ حَمَلَتها الأَينُقُ الذَلُلُ

تِلكَ البُروجُ الَّتي حَلَّت بُدورُهُمُ = فيها وَلَيسَ بِها ثَورٌ وَلا حَمَلُ

وَحَجَّتِ العيسَ حادٍ صَوتُهُ غَرِدٌ = بِنَغمَةٍ دونَها المَزمومُ وَالرَمَلُ

حَدا بِهِم ثُمَّ حَيّا عيسَهُم مَرَحاً = وَقالَ سِر مُسرِعاً حُيّيتَ ياجَمَلُ

لَيتَ التَحَيَّةَ كا نَت لي فَأَشكُرَها = مَكانَ يا جَمَلٌ حُيِّتَ يا رَجُلُ

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 09:28 م]ـ

الشاب الظريف

أَحْلى الهَوى أَنْ يَطُولَ الوَجْدُ والسَّقَمُ = وأَصْدَقُ الحُبِّ ما جَلَّتْ بِهِ التُّهَمُ

لَيْتَ اللَّياليَ أَحْلاماً تَعُودُ لَنا = فَرُبَّما قَدْ شَفَى دَاءَ الهَوَى الحُلُمُ

لا آخذَ اللَّهُ جِيرانَ النَّقا بِدَمِي = هُمْ أَسْلَمُونِي لِوَجْدٍ مِنْهُ قَدْ سَلِمُوا

وَحَرَّمُوا في الهَوَى وَصْلِي وَمَا عَطَفُوا = وَحَلَّلُوا بِالنَّوى قَتْلِي وَمَا رَحمُوا

وَفَّيْتُهُمْ حَقَّ حِفْظِ العَهْدِ مُغْتَبطاً = بِهِمْ وما رُعِيَت لي عِنْدَهُمْ ذِمَمُ

يَا غَائبينَ وَوَجْدي حَاضِرٌ بِهِم = وَعَاتِبينَ وَذَنْبي في الغَرامِ هُمُ

لا أَوْحَشَتْ مِنْكُمُ دارٌ بِكُمْ شَرُفَتْ = ولا خَلَتْ مِنْ مَغَانِي حُسْنِكُمْ خِيَمُ

بِنتُمْ فلا طَرْفَ إلّا وَهْو مُضْطرِبٌ = شَوْقاً ولا قَلْبَ إِلّا وَهْوَ مُضْطَرِمُ

فكُلُّ أَرْضٍ وَطِئْتُمْ تُرْبَها فَلَكٌ = وَكُلُّ وادٍ حَلَلْتُمْ رَبْعَهُ حَرَمُ

هل عائدٌ والأماني قَلَّما صَدقتْ = دَهْرٌ مَضَى وَمغاني حُسْنِكُمْ أُمَمُ

فَالجِسْمُ مُذْ غِبْتُمُ بِالسّفْحِ مُتّشِحٌ = وَالقلبُ مُضْطَرِبٌ بالشَّوْقِ مُضْطَرِمُ

لم يُنْسِنا سَالِفاً مِنْ عَهْدِكُم قِدَمٌ = وَلا سَعَتْ بِالتَّسَلّي نَحْوَنا قَدَمُ

أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ رَكْباً في هَوادِجِهِمْ = مُحجَّبٌ لَيْسَ تُرْعَى عِنْدَهُ الذممُ

لَهُ مِنَ الغُصْنِ قَدٌّ زَانَهُ هَيَفٌ = وَمِنْ غزالِ الحِمَى طَرْفٌ بِهِ سَقَمُ

يَبيتُ قَلْبي عَلَيْهِ حُرْقَةً وَجَوىً = وَقَلبُهُ بَارِدٌ مِنْ لَوْعَتِي شَبِمُ

ظَلِلْتُ فِيهِ وَأَمْسَى قَلْبُهُ حَجَراً = لَمْ يَشْفِ قَطّ مُحِبّاً شَفَّهُ أَلَمُ

فَوا الّذي زَانَهُ مِنْ طَرْفِهِ سَقَمٌ = وَأَودَعَ السِّحْرَ فيهِ أَنَّهُ قَسَمُ

لَوْلا تَثنِّي رُدَيْنِيِّ القَوامِ بِهِ = حَلفْتُ أَلْفَ يَمِينٍ أَنَّه صَنَمُ

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 11:07 م]ـ

لَولا الهَوى ما ذابَ مِن حَنينِهِ = صَبٌّ أَصابَتهُ عُيونُ عَينِهِ

مُتَيَّمٌ لا تَهتَدي عُوّادُهُ = إِلّا بِما تَسمَعُ مِن أَنينِهِ

أَصبَحَ يَخشى الظُبيَ في كِناسِهِ = وَلا يَخافُ اللَيثَ في عَرينِهِ

يَعتَذِرُ الرُشدُ إِلى ضَلالِهِ = وَيَقرَأُ العَقلُ عَلى جُنونِهِ

يا جيرَةَ الحَيِّ أَجيروا عاشِقاً = ما حالَ عَن شَرعِ الهَوى وَدينِهِ

باطِنُهُ أَحسَنُ مِن ظاهِرِهِ = وَشَكُّهُ أَوضَحُ مِن يَقينِهِ

لا تَحسَبوا ما ساحَ فَوقَ خَدِّهِ = مَدامِعاً تَسفَحُ مِن جُفونِهِ

وَإِنَّما ذابَ جَليدُ قَلبِهِ = فَطَرفُهُ يَرشَحُ مِن مَعينِهِ

صفي الدين الحلي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير