وعرف في مأثورنا القديم ادب الطفيليين، وادب الصعاليك، ومن يشملهم مصطلح الفلاكة والمفلوكين,
وفي وقت اعتبار الادب علوما لا مجرد كتب طرف وظرائف كانوا يحددون العلوم المصنفة في دائرةالادب,, قال صديق حسن خان) - 1307ه (: هو علم يحترز به عن الخطأ في كلام العرب لفظاً وخطاً ,, قال ابو الخير: اعلم ان فائدة التخاطب والمحاورات في افادة العلوم واستفادتها) لما لم تتبين للطالبين الا بالالفاظ واحوالها (: كان ضبط احوالها مما اعتنى به العلماء فاستخرجوا من احوالها علوما انقسمت انواعها الى اثني عشر قسما سموها بالعلوم الادبية، لتوقف ادب الدرس عليها بالذات، وادب النفس بالواسطة,, وبالعلوم العربية ايضا، لبحثهم عن الالفاظ العربية فقط، لوقوع شريعتنا التي هي احسن الشرائع وافضلها واعلاها واولاها على افضل اللغات واكملها ذوقا ووجدانا,, انتهى,
واختلفوا في اقسامه فذكر ابن الانباري في بعض تصانيفه انها ثمانية، وقسمه الزمخشري في القسطاس الىاثنى عشر قسما كما اورده العلامة الجرجاني في شرح المفتاح وذكر القاضي زكريا في حاشية البيضاوي انها اربعة عشر، وعد منها علم القرآن,, قال: وقد جمعت حدودها في مصنف سميته) اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم (,, لكن يرد عليه ان موضوع العلوم الادبية كلام العرب وموضوع القراءات كلام الله سبحانه وتعالى,
ثم ان السيد والسعد تنازعا في الاشتقاق هل هو مستقل كما يقوله السيد او من تتمة علم الصرف كما يقوله السعد,
وجعل السيد البديع من تتمة البيان والحق ما قاله السيد في الاشتقاق، لتغاير الموضوع بالحيثية المعتبرة) 11 (,
قال ابو عبدالرحمن: سبق لي الاشارة الى ان الاحتراز عن الخطأ أعم من علم الادب,, هاهنا حَدَّد الاحتراز بكلمة في كلام العرب لفظا وخطاً، فهذا اذن من المصطلحات القديمة التي خصصت الادب باللغة العربية متنا وقاعدة,, ولا ريب ان البلاغة ذات دخل في الاحتراز من الخطأ ولهذا سميت بالنحو الثاني,, وكلام الله يفسر بلغة العرب وعلوم القرآن تراعي قواعد العربية فعلوم القرآن داخلة في الاصطلاح,
وهناك كتب مزجت بين الادب واللغة كمجالس ثعلب، وكامل المبرد، فهي اصدق نموذج للكتاب الادبي بهذا الاصطلاح القديم,
قال ابو عبدالرحمن: وسبق ان اوردت نصوصا من كليات الكفوي، ولم استوف مناقشتها، فمما ذكره من معاني الادب) حسن الاحوال في القيام والقعود (,
قال ابو عبدالرحمن: إن كان ذلك بتوجيه شرعي فهو من الفضائل، فيكون من المعنى الحقيقي الوضعي,, وان كان لملحظ جمالي فهو علىالتشبيه بالفضائل وذلك مجاز,
ولما عرف ابو زيد الادب بأنه ملكة تعصم من قامت به عما يشينه: رجَّح الكفوي التعبير بالملكة، لانها الصفة الراسخة للنفس,
قال ابو عبدالرحمن: هناك ادب، وباعث أدب، فالادب الخصال الحميدة ذاتها,, وباعث الادب الملكة الراسخة، او التربية التعليمية، او وازع العقوبة، او اغراء الترغيب,
وتفريق الكفوي بان التأديب يتعلق بالمروءات وان التعليم يتعلق بالشرعيات: ليس بفارق على الحقيقة، لان الشرع يأتي بالمروءات,,والفارق الصحيح بينهما: ان التعليم المؤدب من العلوم ما له اثر في تربية النفس على الخصال الحميدة، فيكون العلم مقصودا لغايته لا لذاته,
وفرق بينهما نقلا عن الكرماني بأن المروءات دنيوية عرفية، وان الشرعيات دينية أخروية,
قال ابو عبدالرحمن: والشرع ايضاً يرد بالعرفي والديني!! ,
حواشي,
) 1 (المعجم الادبي ص 315,
) 2 (تاريخ ابن خلدون 1/ 641 - 642,
) 3 (حققت في مقدمة كتابي مبادىء في نظرية الشعر والجمال ان هذا الاستعمال لا يصح لغة,
) 4 (المعجم الادبي ص 315 - 316,
) 5 (انظر على سبيل المثال مفتاح السعادة في مواضع متفرقة، مفيد العلوم، ومبيد الهموم ص 120 - 133، والتعريفات ص 24 - 25، وكشف الظنون 1/ 38 - 49، وأبجد العلوم ص 34 - 47,
) 6 (انظر عنه المعجم في الآداب للتونجي ص 54,
) 7 (انظر عنه المصدر السابق ص 55,
) 8 (انظر عنهن المصدر السابق ص 56 و63,
) 9 (انظر عنه المصدر السابق ص 17,
) 10 (انظر عنه معجم المصطلحات العربية في اللغة والآداب ص 20 - 21,
) 11 (أبجد العلوم 1/ 44 - 45,
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 01:36 ص]ـ
بين المجاز الأدبي,, والمجاز اللغوي,, والمصطلح
مقال للعلامة (أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري)
¥