ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 03:39 م]ـ
الإحرام من الميقات لابن الأمير الصنعاني
ولما بدا ميقات إحرام حجنا ... نزلنا به والعيس فيه أنخناه
ليغتسل الحجاج فيه ويحرموا ... فمنه نلبي ربنا لا حرمناه
ونادى مناد للحجيج ليحرموا ... فلم يبق إلا من أجاب ولباه
وجردت القمصان والكل أحرموا ... ولا لبس لا طيب جميعاً هجرناه
ولا لهو ولا صيد ولا نقرب النسا ... ولا رفث لا فسق كُلاً رفضناه
وصرنا كأموات لففنا جسومنا ... بأكفاننا كل ذليل لمولاه
لعل يرى ذل العباد وكسرهم ... فيرحمهم رب يرجون رحماه
ينادونه: لبيك لبيك ذا العلا ... وسعديك كل الشرك عنك نفيناه
فلو كنت يا هذا تشاهد حالهم ... لأبكاك ذاك الحال في حال مرآه
وجوههم غبر وشعث رءوسهم ... فلا رأس إلا للإله كشفناه
لبسنا دروعاً من خضوع لربنا ... وما كان من درع المعاصي خلعناه
وذاك قليل في كثير ذنوبنا ... فيا طالما رب العباد عصيناه
إلى زمزم زمت ركاب مطينا ... ونحو الصفا عيس الوفود صففناه
نؤم مقاماً للخليل معظماً ... إليه استبقنا والركاب حثثناه
ونحن نلبي في صعود ومهبط ... كذا حالنا في كل مرقى رقيناه
وكم نشز عال علته رفودنا ... وتعلو به الأصوات حين علوناه
نحج لبيت حجه الرسل قبلنا ... لنشهد نفعاً في الكتاب وعدناه
دعانا إليه الله قبل بنائه ... فقلنا له لبيك داع أجبناه
أتيناك لبيناك جئناك ربنا ... إليك هربنا والأنام تركناه
ووجهك نبفي أنت للقلب قبلة ... إذا ما حججنا أنت للحج رمناه
فما البيت ما الأركان ما الحجر ما الصفا ... وما زمزم أنت الذي قد قصدناه
وأنت منانا أنت غاية سولنا ... وأنت الذي دنيا وأخرى أردناه
إليك شددنا الرحل نخترق الفلا ... فكم سُدَّ سَدُّ في سواد خرقناه
كذلك ما زلنا نحاول سيرنا ... نهارا وليلاً عيسنا ما أرحناه
إلى أن بدا إحدى المعالم من منى ... وهب نسيم بالوصال نشقناه
ونادى بنا حادي البشارة والهنا ... فهذا الحمى هذا ثراه غشيناه
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 03:40 م]ـ
رؤية البيت لابن الأمير الصنعاني
وما زال وفد الله يقصد مكة ... إلى أن بدا البيت العتيق وركناه
فضجت ضيوف الله بالذكر والدعا ... وكبرت الحجاج حين رأيناه
وقد كادت الأرواح تزهق فرحة ... لما نحن من عظم السرور وجدناه
تصافحنا الأملاك من كان راكبا ... وتعتنق الماشي إذا تتلقاه
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 03:41 م]ـ
طواف القدوم لابن الأمير الصنعاني
فطفنا به سبعاً رملنا ... وأربعة مشينا كما قد أمرناه
كذلك طاف الهاشمي محمد ... طواف قدوم مثل ما طاف طفناه
وسالت دموع من غمام جفوننا ... على ما مضى من إثم ذنب كسبناه
ونحن ضيوف الله جئنا لبيته ... نريد القرى نبغي من الله حسناه
فنادى بنا أهلا ضيوفي تباشروا ... وقروا عيونا فالحجيج قبلناه
غدا تنظروني في جنان خلودكم ... وذاك قراكم مع نعيم ذخرناه
فأي قرى يعلو قرانا لضيفنا ... وأي ثواب مثل ما قد أثبناه
وكل مسيء قد أقلنا عثاره ... ولا وزر إلا عنكم قد وضعناه
ولا نصب إلا وعندي جزاؤه ... وكل الذي أنفقتموه حسبناه
سأعطيكم أضعاف أضعاف مثله ... فطيبوا نفوساً فضلنا قد فضلناه
فيا مرحبا بالقادمين لبيتنا ... إلى حججتم لا لبيت بنيناه
علي الجزا مني المثوبة والرضى ... ثوابكم يوم الجزا أتولاه
فطيبوا سروراً وافرحوا وتباشروا ... وتيهوا وهيموا بابنا قد فتحناه
ولا ذنب إلا قد غفرناه عنكم ... وما كان من عيب عليكم سترناه
فهذا الذي نلنا بيوم قدومنا ... وأول ضيق للصدور شرحناه
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 03:42 م]ـ
المبيت بمنى والمسير إلى عرفات لابن الأمير الصنعاني
وبتنا بأقطار المحصب من منى ... فيا طيب ليل بالمحصب بتناه
في يومنا سرنا إلى الجبل الذي ... من البعد جئناه لما قد وجدناه
فلا حج إلا أن نكون بأرضه ... وقوفاً وهذا في الصحيح رويناه
إليه ابتدرنا قاصدين إلهنا ... فلولاه ما كنا لحج سلكناه
وسرنا إليه قاصدين وقوفنا ... عليه ومن كل الجهات أتيناه
على علميه للوقوف جلالة ... فلا زالتا تحمى وتحرس أرجاه
وبينهما جزنا إليه بزحمة ... فيا طيبها ليت الزحام رجعناه
ولما رأيناه تعالى عجيجنا ... نلبي وبالتهليل منا ملأناه
وفيه نزلنا بكرة بذنوبنا ... وما كان من ثقل المعاصي حملناه
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 03:42 م]ـ
الوقوف بعرفة لابن الأمير الصنعاني
وبعد زوال الشمس كان وقوفنا ... إلى الليل نبكي والدعاء أطلناه
فكم حامد كم ذاكر ومسبح ... وكم مذنب يشكو لمولاه بلواه
فكم خاضع كم خاشع متذلل ... وكم سائل مدت إلى الله كفاه
وساوى عزيز في الوقوف ذليلنا ... وكم ثوب عز في الوقوف لبسناه
ورب دعانا ناظر لخضوعنا ... خبير عليم بالذي قد أردناه
ولما رأى تلك الدموع التي جرت ... وطول خشوع مع خضوع خضعناه
تجلى علينا بالمتاب وبالرضى ... وباهى بنا الأملاك حين وقفناه
وقال انظروا شعثا وغبرا جسومهم ... أجرنا أغثنا يا إلها دعوناه
وقد هجروا أموالهم وديارهم ... وأولادهم والكل يرفع شكواه
إلي فإني ربهم ومليكهم ... لمن يشتكي المملوك إلا لمولاه
ألا فاشهدوا أني غفرت ذنوبهم ... ألا فانسخوا ما كان عنهم نسخناه
فقد بدأت تلك المساوي محاسنا ... وذلك وعد من لدنا وعدناه
فيا صاحبي من مثلنا في مقامنا ... ومن ذا الذي قد نال ما نحن نلناه
على عرفات قد وقفنا بموقف ... به الذنب مغفور وفيه محوناه
وقد أقبل الباري علينا بوجهه ... وقال ابشروا فالعفو فيكم نشرناه
وعنكم ضمنا كل تابعة جرت ... عليكم وأما حقنا فوهبناه
أقلناكم من كل ما قد جنيتم ... وما كان من عذر لدينا عذرناه
فيا من أسا يا من عصى لو رأيتنا ... وأوزارنا ترمى ويرحمنا الله
¥