ـ[الجواد]ــــــــ[17 - 07 - 2004, 12:41 ص]ـ
أخي سامح:
عندما كتبت هذا الموضوع كنت في شوق لسماع ملحوظاتك الدقيقة ونقدك الوافي لا مجرد ثناء عام وإشارة إلى رأي مخالف مبهم ........
سامحك الله يا سامح: إذ بخلت علي بتوجيهاتك الثاقبة وإرشاداتك الموفقة .....
ها أنا أستجديك أن توضح ما ألمحت إليه بين السطور في تعقيبك ......... فهل تفعل؟؟؟ أتمنى ذلك .....
صاحبي اللدود: السمو
لقد أثلجت صدري بتعقيبك الوافي وأعجبتني صراحتك ووضوحك
أيها الصاحب اللدود: تقول أن الحداثيين متباينون في حداثاتهم وتعريفاتهم لها ..............
وتحدثت عن النسخة العربية الإسلامية!!!!! لمفهوم الحداثة (التجديد الواعي) ...............
تحدثت عن المصطلح اللغوي للحداثة ..... والحداثة الشاملة .... حداثة توطين البادية ..... حداثة تعليم البنات ....
ثم وجهت إلي كلامًا خطابيًا جميلاً أكدت فيه على ضرورة الارتقاء بالفكر ..... وأن دعوات التجديد لاتعني المؤامرة ضد أدبنا وتراثنا ..... وخشيت علينا من التحجر المكرور حتى لا تعد من سقط المتاع .......
وشبهتني بمن يذبح الحمامة بيد وعينه تدمع حزنًا عليها .....
صديقي اللدود: السمو
أعجبني ردك كثيراً ـ أي والله ـ رغم أنك ذبحتني بيدك وعينك تدمع حزنًا علي ....
هل تسمح لي بطرح شيئ مما لدي؟
أما حديثك عن المفهوم الشامل للحداثة وأنه يتضمن حداثة توطين البادية ... وحداثة تعليم البنات ....
فهذا أمر أتفق معك فيه , إلا أنه عموم خارج عن طرحي (اللغة وهجوم الحداثة) .... فلا خلاف بيننا هنا
وأما ذكرك للمدلول اللفظي اللغوي فهذا أمر أتفق معك فيه , إلا أنني ذكرت أن دعاة الحداثة استغلوا هذا اللفظ
ومدلوله اللغوي لإقناع الآخرين بحداثتهم ...... فلا خلاف أيضًا ......
تحدثت ـ يا صاحبي ـ عن نسخة سعودية إسلامية!!!! لمفهوم الحداثة .... واستشهدت بمقولات للغذامي ....
أخي الأكبر السمو:
لو كانت هذه النسخة موجودة ــ كما يزعم الغذامي ــ حقيقة فصدقني بأنه لن يعارضها أحد .......
الحقيقة أنها ليست موجودة أصلاً لدى الحداثيين السعوديين بدليل قولك أنهم متباينون في الأسس وأنهم قد يتناقضون بل قد يناقض الحداثي نفسه .... وجاء في تعقيبك أن منهم المتأثر بالغرب ويدعو إلى إقصاء الدين ..... الخ
معلمي الفاضل: السمو
إن الغذامي نفسه ليس لديه منهج محدد , ففي كل يوم له راية ..... كان شاعرًا عموديًا .... ثم تحول إلى شاعر تفعيلي ....... ثم أديب حداثي ........... فناقد ومنظر للحداثة ....... بعدها تحول إلى النقد الثقافي .........
دعني أسألك سؤالا في أي هذه المراحل وجدت النسخة العربية الإسلامية للحداثة (التجديد الواعي) ..........
أعتقد أنها لم توجد إلا مؤخرًا فقط ...... ومصطلحًا فقط ...... ولدى الغذامي فقط ...... بعد أن هجر الحداثة!!!!!
فهل سمعت بهذه النسخة عند غير الغذامي؟؟؟؟
أبي المربي: السمو
نبهتني مشكورًا إلى أن الحكم العام على أهل الحداثة فيه جور وظلم ........ أشكرك على تنبيهك المقنع
أتمنى أن توجه هذه النصيحة الثمينة إلى الغذامي الذي مارس الإقصاء لكل من خالف الحداثة
فهاهو الغذامي يلخص موقف المناوئين للحداثة في كتابه الموقف من الحداثة ـــ لاحظ الكتاب للغذامي ـــ
يقول: " وأخيرًا يتضح لنا أن مناوأة الحداثة نابعة من قصور معرفي لدى المناوئين ....... " ص 56
أبي الفاضل: السمو
أعتذر إن كنت قد أطلت عليك .... وأرجو أن تنير لي الدرب بما لديك من علم غزير ........
أبا سارة:
أما آن لك بالمشاركة العلمية فبمشاركتك تتضح الرؤى وتتلاقح الآراء ........
ـ[أبو سارة]ــــــــ[18 - 07 - 2004, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم
الأستاذ الجواد سلّمه الله
كلامك أكثر من رائع،أشعر أنه مشاعر صادقة مكتوبة بماء العلم والإطلاع، ومؤطرة بسياج التمكن، وجزى الله الأستاذ السمو عنا خيرا، فقد استطاع أن يستخرج ماتكنه من خفايا هذه المعرفة0
أخي الكريم000
لا استطيع الخوض في غمار هذا المفهوم (الحداثة) لقلة بضاعتي فيه، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه، ولكني أعلم أن ثلة من مدعي (الحداثة) يبهروننا بآراء لانعلم سيرة قائليها مثل أدموند وولسن ومن شاكلهم،بينما نجد هؤلاء المدعين قاصرون عن الوعي بأبسط المفهومات لابن رشيق وابن الأثير مثلا!
ونتيجة لهذا المفهوم، أصبح من عقائد هؤلاء أن عدم (التبعية) للغربيين تعني عدم (التأهيل) للوعي و (فهم الحداثة) فصحب هذا المفهوم تنكر لكل مايمت لغير الغرببين،أي أنه لا فهم، إلا عن طريق الغربيين!
وإن صح ما قلتَه عن الغذامي هذا، رغم أني لا أعرفه ولم يسبق أن قرأت له شيئا من قبل، فليس بغريب،لأنها شهرة كرجع الصدى ولا حقيقة لها على أرض الواقع، وحسب أحد من هؤلاء أن يقف في مصاف ابن رشد تاريخيا! ولكن بينهم وبين ذلك خرط القتاد! وقد يكون في مقدورهم أن يبلغوا مقاما كمقام (فريد شوقي)! من جهة الشهرة الزمنية!
أخي الكريم
يجب أن يكون الميزان لكل فن من الفنون هو الميزان الشرعي الإسلامي، فالمنطق على عقلانية أكثر قواعده، فهو لايتوافق مع الشرع، وإن كانت قوانين المنطق صيغت بأبعد صورة لعقل الإنسان،فإن عقل الإنسان مهما أبدع فهو محدود التصور،ولايصح مع هذا أن نخلق قواعد ومن ثم نطبقها على الخالق!
لدينا ذخائر وكنوز (خام) لو أُستعملت من (صناع) المفاهيم، لخرجنا بشيء يميزنا ويحفظ لنا هويتنا بين الأمم، وربما يكون ذلك خير من تقليدنا (الممسوخ) للغرب،وبما أن تركيب الكلام عمل عقلي لا نقلي،فالخلل إذن في العقول لا في النقول، وما أجمل النقول التي نملكها، ولكن، نعود فنقول: أين صناع المفاهيم؟
هذا رأي مقتضب لا أجزم بموافقة الغير له،وربما أكون مخطئا ببعض ماجاء به، فمن لم يعجبه هذا الرأي،فلا ضير أن يلقيه في (سلة المهملات) غير مأسوف عليه! 0
أرجو أن تقبلوني كقارئ لكتاباتكم، فأنا معجب بما تكتبه أناملكم، ومنكم نستفيد0
والسلام عليكم
¥