تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

= تبيين أوجه التأويل تبعا لاختلاف أماكن الوقف والابتداء: لأن الوقفات والسكتات الصوتية التي يأتي بها القارئ خلال أدائه تقوم بدور وظيفي في تحديد دلالات ما ينطق به.

* ثم أشار المؤلف لأمر لمسه أثناء دراسته لمبحث الوقف وهو: أن له وظيفة يمكن تسميتها بـ "الوظيفة الإيقاعية" وهي تبدو من ناحيتين:

= أن الفواصل القرآنية تختلف من حيث موقعها الإعرابي أو مبناها الصرفي، لكن الوقف يحقق لها الانسجام والاتساق عن طريق نطقها ساكنة.

= أن الوقوف على الجمل داخل الآية الواحدة ـ خصوصا الطويلة منها ـ يلاحظ فيه الانسجام والاتساق في الغالب أيضا.

2/ المد: وهو الذي يفتقر اليوم إلى دراسات حديثة بالأجهزة الصوتية المستحدثة، إلا أنه لم يكن مدا صوتيا لا مساس له بالمعنى، بل هو ظاهرة من ظواهر الزيادة لأحرف الكلمة القرآنية والتي تستدعي زيادة في المعنى. فهو يوحي بالتفخيم أو إثارة الانتباه للكلمة الممدودة لدى القارئ والمستمع.

3/الإظهار والإخفاء: فعدم وجود الغنة له دلالة وهي أن الأمر يتم بسرعة فائقة وأن الكلمتين اللتين حدث بينهما حكم الإظهار ملتصقتان في الدلالة التصاقا تاما، بخلاف الإخفاء فتبقى فيه الغنة التي تستغرق زمنا في التلاوة مما يعني أن المقام يتطلب زمنا ومسافة ولا يتم على وجه السرعة.

4/ الإدغام: فإن كان بغنة فهي تتضمن مدة زمنية تساعد في إبراز الدلالة من حيث وجود امتداد أو بطء أو اتساع أو طول أو نحو ذلك.وأما إن كان بغير غنة فإن الأمر قطعي ولا يتطلب زمنا.

5/ القلقلة: فالنبر الذي فيها يعطيها خاصية انفجارية.

ثانيا: فن التحبير الصوتي ـ الدلالة والأداء ـ:

لا يخفى ماله من صلة وثيقة بمسألة الجمال الصوتي مما يؤدي إلى سرعة دخول المعنى للقلب، لأن الأذن تتلذذ به وترتاح إليه.

وأيضا فإن القارئ الجيد يمكنه التعبير عن المعنى بصوته شدة ورقة، وارتفاعا وانخفاضا. ومن أبرز مظاهر التحبير الصوتي /

1 - النبر: وهو مصطلح صوتي يعني الضغط على مقطع من مقاطع الكلمة ليجعله بارزا وواضحا في السمع أكثر من غيره من مقاطع الكلمة. وله وظيفة دلالية تتحدد وفق نوع النبر:

أ ـ فإن كان نبرا كلميا أظهر التباين الدلالي في السياق.

ب ـ وإن كان نبرا مقطعيا أي على مستوى المقطع أظهر التباين في الكلمة.

2 - التنغيم: وهو أن يعطي المتكلم العبارة نغمات معيّنة تنجم نفسيا عن عاطفة يحسها وفكريا عن معنى يختلج في ذهنه وعضويا عن تغيّر في عدد الهزات التي تسري في حنجرته.

قال الدركزلي:"قال بعض المحققين: ينبغي أن يقرأ القرآن على سبع نغمات؛ فما جاء من أسمائه تعالى وصفاته فالتعظيم والتوقير، وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق، وما جاء على ردّها فبالإعلان والتفخيم، وما جاء في ذكر الجنة فبالشوق والطرب، وما جاء في ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب، وما جاء في ذكر الأوامر فبالطاعة والرغبة، وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة".

ويظهر دور التنغيم جليا في التفريق بين الجمل الخبرية والاستفهامية والتعجبية ونحوها وكذلك في الإفصاح عن خواص الأبواب النحوية كالتحذير والإغراء والنداء والندبة والاستغاثة وغيرها. مما لا يمكن فهمه وتحليله دون النظر في هيئتها الصوتية وما يلفها من ظواهر تطريزية مميزة لها.

وخلاصة القول في هذا الفصل أن نقول: إن الأداء القرآني المتقن ينهض لتحقيق غاية مهمة وهي كشف الدلالات المقصودة للنصوص القرآنية وتجليتها للسامع بهدف إحداث التأثير المناسب لديه.

يتبع الفصل الثالث: المتقابلات في الظاهرة الصوتية إن شاء الله تعالى،،،،،

ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[29 Nov 2008, 04:08 م]ـ

الفصل الثالث:

المتقابلات في الظاهرة الصوتية.

والمراد بها / الألفاظ القرآنية التي ترد على نمط صوتي معين في بعض السياقات، وترد على نمط صوتي آخر في سياق آخر أو سياقات أخرى. كأن ترد بالادغام في موضع وبالفك في آخر، أو تستعمل مبدلة حينا وغير مبدلة حينا آخر، أو يجري استعمالها بالإثبات في آية وبالحذف في أخرى.

وهذه المتقابلات تمّ تناولها من خلال ثلاثة مباحث. هي:

أولا: الإدغام و فك الإدغام.

ويمكن حصر تلك الألفاظ والأحوال التي وردت عليها في القرآن الكريم، فقد جاءت في ثمان كلمات، وقعت على ثلاثة أحوال كانت على النحو التالي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير