1 - الجزم في حالتي الإدغام وفك الإدغام. وتمثلها المتقابلتان: (يشاق ـ يشاقق) و (يرتد ـ يرتدد).
2 - النصب في حالة الإدغام والجزم في حالة الفك. وتمثلها المتقابلات: (يمل ـ يملل) و (يمدكم ـ يمددكم) و (يمسك ـ يمسسك) و (يضل ـ يضلل) و (يحلّ ـ يحلل).
3 - الرفع في حالة الإدغام والجزم في حالة الفك. وتمثلها المتقابلات: (يحاد ـ يحادد) و (يضله ـ يضلله) و (يمسهم ـ يمسسهم).
ونلاحظ أن الذي وقع مجزوما جاز فيه الإدغام والفك وأن الذي وقع مرفوعا أو منصوبا لم يرد إلا على الإدغام
قال ابن عاشور:"وفك الدالان من (يحادد) ولم يدغما لأنه وقع مجزوما، فجاز فيه الفك والإدغام، والفك أشهر وأكثر في القرآن، وهو لغة أهل الحجاز، وقد ورد فيه الإدغام نحو قول الله تعالى (ومن يشاق الله) في قراءة جميع العشرة وهو لغة تميم".
ثم قام المؤلف وفقه الله بدراسة صوتية دلالية متعمّقة لبعض هذه المتقابلات كما وردت في الاستعمال القرآني.
وزبدة هذه الدراسة أختصرها فيما يلي:
أن الإدغام له دلالة خاصة وهي ما يحمله من معاني الخفاء والمساترة والإضمار، أما الفك فهو يعني الجلاء والمجاهرة والإظهار. وهذه المعاني تكاد تكون مطّردة في جميع الأمثلة التي تمثل الباب.
ثانيا: الإبدال وتركه.
ورد الإبدال وتركه في القرآن الكريم بالاستقراء في أربع عشرة متقابلة، جاءت على نوعين:
1 - متقابلات وردت مبدلة مدغمة مرة وغير مبدلة مرة أخرى.
وهي تسع كلمات: (يذّكّرون ـ يتذكرون) و (يضّرّعون ـ يتضرعون) و (المصّدّقين ـ المتصدقين) و (يدّبّروا ـ يتدبرون) و (يزّكّى ـ يتزكى) و (المطّهّرين ـ المتطهرين) و (اطّيّرنا ـ تطيّرنا) و (يخصّمون ـ يختصمون) و (يهدّي ـ يهتدي).
2 - متقابلات وردت على نحو معين في موضع آخر ثم وردت في موضع آخر مبدلا فيها حرف.
وهي خمس كلمات: (مكة ـ بكة) و (اللاتي ـ اللائي) و (عتي ـ عتو) و (بسطة ـ بصطة) و (يبسط ـ يبصط) 0
ثم استعرض المؤلف دلالة ذلك في ضوء بعض الأمثلة التي أوردها، وهي دلالة ليست مطّردة، بل تعلل حسب الموضع الذي وردت فيه بما يقتضيه سياقها.
ثالثا: الإثبات والحذف.
مما لا شك فيه أن إثبات حرف من كلمة قرآنية في موضع وحذفه في آخر أو تغيير حركته؛ هو أمر مقصود، وينطوي على حكم باهرة، والمتقابلات التي ورد فيها الإثبات والحذف جاءت على أقسام ثلاثة من حيث وقوعه:
1 - أول اللفظ: وهي محصورة في ست كلمات: (تتنزّل ـ تنزّل) (تتوفاهم ـ توفاهم) (تتبدلوا ـ تبدل) (تتفرقوا ـ تفرقوا) (تتولوا ـ تولوا) (تتذكرون ـ تذكرون).
2 - وسط اللفظ: وهي كلمتان: (تستطع ـ تستطيع) (استطاعوا ـ اسطاعوا).
3 - آخر اللفظ: وهي محصورة في تسع كلمات: (أخرتني ـ أخرتن) (اتبعني ـ اتبعن) (تسألني ـ تسألن) (اخشوني ـ اخشون) (نبغي ـ نبغ) (عبادي ـ عباد) (أكن ـ أك) (السبيلا ـ السبيل) (الرسولا ـ الرسول).
ثم استعرض الكاتب وفقه الله أمثلة منتقاة من كل قسم أبرز من خلالها الجوانب الصوتية والدلالية فيها ويمكن أن يقاس عليها غيرها.
يتبع الفصل الرابع: "الصوت وأثره في الدلالة السياقية" و"الخاتمة" ثم تعداد لأبرز مزايا هذه الأطروحة الرائعة إن شاء الله تعالى ...
ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[03 Dec 2008, 04:54 م]ـ
الفصل الرابع:
الصوت وأثره في الدلالة السياقية.
يمثل هذا الفصل خطوة مهمة في الكتاب لأن فيه محاولة لدراسة العلاقة بين الصوت والدلالة على مستوى السياق اللغوي، فقد وقف المؤلف وفقه الله على دور الأصوات ـ بأنواعها وصفاتها وترتيبها ـ في كشف الدلالة السياقية من خلال عدد من السياقات القرآ نية.
وسيتبين للقارئ أن كل زيادة في قوة الصوت وجهره تستلزم قوة في الدلالة، وارتقاء في المعنى، وتلك واحدة من أبرز الخصائص الصوتية للغتنا الخالدة، التي يدق فيها الالتحام بين الصوت والدلالة.
وليس يخفى أن الاتساق الصوتي الدلالي يبلغ ذروته في الأسلوب المحكم للقرآن الكريم، حيث نجد أن أصوات السياق تنهض لأداء الدلالة، مصحوبة بجرسها اللائق، وصيغتها المناسبة، وإيحائها المتميز.
فالقرآن الكريم يستعمل الألفاظ ذات الجرس الناعم الرخي والسلس الموحي، في المواضع التي يشيع فيها جوّ من الحياة الهانئة الجميلة، وتجد عكس هذا حين تقتضي الدلالة؛ الشدة في جرس الأصوات والألفاظ وإيقاع العبارات.
¥