تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال الزمخشري: " تدبُّر الأمر: تأمُّله والنظر في إدباره وما يؤول إليه في عاقبته ومنتهاه، ثم استعمل في كل تأمل؛ فمعنى تدبر القرآن: تأمل معانيه وتبصر ما فيه" (11).

وقال الرازي: " التدبير والتدبر: عبارة عن النظر في عواقب الأمور وأدبارها" (12).

وقال ابن عادل: " والتَّدْبير والتَّدَبُّر: عبارة عن النَّظَر في عَوَاقِب الأمُور وأدْبَارِهَا" (13).

وقال الشوكاني: " يقال تدبرت الشيء: تفكرت في عاقبته وتأملته، ثم استعمل في كل تأمل، والتدبير: أن يدبر الإنسان أمره كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته" (14).

وقال الآلوسي: " وأصل التدبر التأمل في أدبار الأمور وعواقبها ثم استعمل في كل تأمل سواء كان نظراً في حقيقة الشيء وأجزائه أو سوابقه وأسبابه أو لواحقه وأعقابه" (15).

وقال ابن عاشور: " والتدبّر مشتقّ من الدُّبر، أي الظَّهر، اشتقّوا من الدُّبر فعلاً، فقالوا: تدبّر إذا نظر في دبر الأمر، أي في غائبه أو في عاقبته، فهو من الأفعال التي اشتقّت من الأسماء الجامدة. والتدبّر يتعدّى إلى المتأمَّل فيه بنفسه، يقال: تدبّر الأمَر. فمعنى (يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتأمّلون دلالته، وذلك يحتمل معنيين: أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله، وأنّ الذي جاء به صادق" (16).

وقال أيضاً: " والتدبر: إعمال النظر العقلي في دلالات الدلائل على ما نصبت له. وأصله أنه من النظر في دُبُر الأمر، أي فيما لا يظهر منه للمتأمل بادئ ذي بدء" (17).

الثاني: النظر في تفاسيرهم للآيات التي وردت فيها هذه الكلمة:

قال البيضاوي: " (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه، وأصل التدبر النظر في أدبار الشيء" (18).

وقال أيضاً: " (لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) ليتفكروا فيها فيعرفوا ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة والمعاني المستنبطة " (19).

وقال البقاعي: " (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) أي يتأملون، يقال: تدبرت الشيء - إذا تفكرت في عاقبته وآخر أمره" (20).

وقال الشنقيطي في قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29): "وقد ذكر جل وعلا، في هذه الآية الكريمة، أنه أنزل هذا الكتاب، معظماً نفسه جل وعلا، بصيغة الجمع، وأنه كتاب مبارك وأن من حكم إنزاله، أن يتدبر الناس آياته، أي يتفهموها ويتعقلوها ويمعنوا النظر فيها، حتى يفهموا ما فيها من أنواع الهدى، وأن يتذكر أولوا الألباب، أي يتعظ أصحاب العقول السليمة، من شوائب الاختلال" (21).

وقال في آية سورة محمد: " ومعلوم أن كل من لم يشتغل بتدبر آيات هذا القرآن العظيم أي: تصفحها وتفهمها، وإدراك معانيها والعمل بها، فإنه معرض عنها، غير متدبر لها، فيستحق الإنكار والتوبيخ المذكور في الآيات إن كان الله أعطاه فهماً يقدر به على التدبر، وقد شكا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه من هجر قومه هذا القرآن، كما قال تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30) " (22).

المبحث الثالث

معنى إضافة التدبر للقرآن.

يمكن الخروج بتعريف لكلمة التدبر بمعناها الاصطلاحي عند المفسرين بأن التدبر هو:

(تأمل القرآن بقصد الاتعاظ والاعتبار)

• فكلمة (تأمل) قد اتفق عليها أغلب المعرفين للتدبر.

• وكلمة (القرآن) هي الواردة في نص الآية الكريمة: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ)، وهو المقصود في قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) (المؤمنون: من الآية68)، وفي قوله: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير