تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[09 Apr 2009, 01:22 ص]ـ

الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده

وبعد،،،

المتأمل لقوله تعالى (وما عليك ألا يزكي) في سورة عبس يلحظ أمورا عظاما منها:-

1 - مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم تبليغ الرسالة ولا يطالب بضمان الأثر الإيجابي بقبول الناس لرسالته (إن عليك إلا البلاغ) الشورى:48، وهذا الحكم ينطبق على ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم من الدعاة والعلماء والفقهاء.

2 - قد يأتي الخير من حيث لا يحتسب المرأ، والمتابع لحال الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابن أم مكتوم رضي الله عنه يرى ذلك جليا، فقد استخلفه المصطفى صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين يؤم الناس في الصلاة. فقد ظهر الخير جليا في ابن أم مكتوم في علمه وحصافة عقله وقوة إيمانه ورجاحة قراره حتى استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين.

3 - ليس لأموال الناس أو لأنسابهم أو لأحسابهم أو لأقدارهم قيمة أمام شرع الله، فكل سبب ونسب مقطوع إلا سبب ونسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام، وبئس لم بطأ به عمله ولم يسرع به نسبه.

4 - شرع الله هو الإسلام، وليس في الإسلام ما يتداول الآن بين الغرب وللأسف بين بعض علمائنا من مصطلحات "الأمة المحمدية" أو الشريعة المحمدية"، إنما هي مصطلحات أنشأها الغرب مقابلة لمفهوم المسيحية شريعة وأمة نسبة إلى المسيح وهو منهم براء، فلنحذر هذه التعبيرات البراقة القاتلة.

5 - لا مساومة ولا محاباة ولا مباهاة في تطبيق شرع الله تعالى، أُمرنا بالتيسير لا بالفساد والانحلال. ديننا دين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، ولكن لا مجال للانحلال في شرع، وأصل هذا الاتجاه نصراني أيضا ابتدعه بولس الرسول أول الأمر بإسقاط فريضة الختان عن غير اليهود ممن يعتنقون النصرانية، وانتهى به الأمر إلى أن وصم التوراة والناموس بأنهما لعنة وضعها الرب على عاتق العباد وللتخلص منها يكفي الإيمان بدم المسيح المخلص. وللأسف بدأ هذا الاتجاه الخطير يتدسس بدهاء إلى بعض طبقات علمائنا بلا وعي أو دراية أو بحسن النوايا على أقل تقدير، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد

ـ[شاكر]ــــــــ[09 Apr 2009, 05:51 م]ـ

(عبس وتولى. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعله يزكى؟ أو يذكر فتنفعه الذكرى؟ أما من استغنى فأنت له تصدى؟ وما عليك ألا يزكى؟ وأما من جاءك يسعى وهو يخشى , فأنت عنه تلهى؟! كلا! إنها تذكرة. فمن شاء ذكره , في صحف مكرمة , مرفوعة مطهرة , بأيدي سفرة , كرام بررة). .

إن هذا التوجيه الذي نزل بشأن هذا الحادث هو أمر عظيم جدا. أعظم بكثير مما يبدو لأول وهلة.

إنه معجزة , هو والحقيقة التي أراد إقرارها في الأرض , والآثار التي ترتبت على إقرارها بالفعل في حياة البشرية.

ولعلها هي معجزة الإسلام الأولى , ومعجزته الكبرى كذلك.

ولكن هذا التوجيه يرد هكذا - تعقيبا على حادث فردي - على طريقة القرآن الإلهية في اتخاذ الحادث المفرد والمناسبة المحدودة فرصة لتقرير الحقيقة المطلقة والمنهج المطرد.

وإلا فإن الحقيقة التي استهدف هذا التوجيه تقريرها هنا والآثار الواقعية التي ترتبت بالفعل على تقريرها في حياة الأمة المسلمة , هي الإسلام في صميمه. وهي الحقيقة التي أراد الإسلام - وكل رسالة سماوية قبله - غرسها في الأرض.

هذه الحقيقة ليست هي مجرد:

كيف يعامل فرد من الناس؟ أو كيف يعامل صنف من الناس؟ كما هو المعنى القريب للحادث وللتعقيب.

إنما هي أبعد من هذا جدا , وأعظم من هذا جدا.

إنها: كيف يزن الناس كل أمور الحياة؟

ومن أين يستمدون القيم التي يزنون بها ويقدرون؟

والحقيقة التي استهدف هذا التوجيه إقرارها هي:

أن يستمد الناس في الأرض قيمهم وموازينهم من اعتبارات سماوية إلهية بحتة , آتية لهم من السماء , غير مقيدة بملابسات أرضهم , ولا بمواضعات حياتهم , ولا نابعة من تصوراتهم المقيدة بهذه المواضعات وتلك الملابسات.

وهو أمر عظيم جدا , كما أنه أمر عسير جدا.

عسير أن يعيش الناس في الأرض بقيم وموازين آتية من السماء. مطلقة من اعتبارات الأرض. متحررة من ضغط هذه الاعتبارات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير