ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[05 Feb 2009, 08:58 ص]ـ
شيخنا الفاضل أبا عبدالملك, شكر الله لك غيرتك على كتاب الله, وهذا ما يشهد لك به القاصي والداني ممن قرأ كتبك ومقالاتك أو سمع دروسك ومحاضراتك, ولكن ألا ترى شيخنا أن هناك فرقا بين مستويين في هذا العلم, الأول: دروس التفسير العلمية التي تُعنى بتحرير الأقوال وبيان الراجح منها ومعرفة مراد المفسر ومستنده في كل قول واعتماده على أقوال السلف وغير ذلك مما هو معلوم لدى أهل الاختصاص. والثاني: يعتني بتقريب هذا العلم للناس وربطهم بكتاب الله من خلال بيان المعنى العام للآيات ثم الوقوف على هدايتها وما فيها من فوائد إيمانية وتربوية. وبمعرفة هذين المستويين نعلم أن ما ذكرته في كلامك السابق ينطبق على من أراد الحديث عن هذا العلم في المستوى الأول وهذا حق لا مراء فيه. أما دروس التفسير والتي ينطبق عليها القول في المستوى الثاني فهي باب واسع يستحيل إغلاقه وقصره على أهل الاختصاص, فبيان كلام الله للناس وتعطير مجالس الذكر به وأخذ الفوائد والعبر منه بالاعتماد على كلام أئمة هذا العلم الموثوقين بعيدا عن الآراء الشاذة والأقوال الغريبة_ أمر مألوف عند السلف والخلف, وفي الكلمات والمواعظ والخطب, وهؤلاء في الغالب ليسوا من أهل الاختصاص. وإني لأعلم شيخنا أن هذا لا يخفى عليك ولكني رأيت من مداخلة الإخوة الكرام ما قد يُفهم منه الحجر على كل متكلم في التفسير من غير أهله حتى ولو كان من النوع الثاني وهذا مالا يمكن شرعا ولا عقلا. أسأل المولى القدير أن يجعلنا من أهل القرآن الذي هم أهل الله وخاصته وأن يفقهنا في الدين وأن يعلمنا التأويل. والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[07 Feb 2009, 11:09 م]ـ
الحمد لله وبعده،،،
شيخي مساعد حفظه الله الأدهى والأمر أن يطبع هذا الكلام ويباع على أنه الكتاب الذي فيه ما فيه من ما ذكرت من الأخطاء على التفسير والمفسر.
يتبع؟؟
ـ[مرهف]ــــــــ[08 Feb 2009, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأصل في القضية قوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)، وطرح الموضوع تم على فئة غير متخصصة ولا متمرسة في أصول التفسير وعلوم القرآن، وهذا الموضوع ذكرني بنص لشيخنا الدكتور نور الدين عتر في كتابه "علوم القرآن الكريم"، واسمحوا لي أن أنقل نصه من كتابه صـ94، 95 تحت عنوان "شروط المفسر والقواعد التي يحتاج إليها فيقول حفظه الله:
(إن النقاش الذي سبق في التفسير بالرأي يفيد أموراً هي شروط وقوعد على غاية من الأهمية تتعلق بالاحتياط في التفسير بالرأي نعرضها موجزة فيما يلي:
أولاً: التحفظ من القول في كتاب الله تعالى إلا على بينة: باستيفاء العلوم التي ذكرناها فإن الناس في العلم بالأدوات المحتاج إليها في التفسير على ثلاث طبقات:
إحداها: من بلغ في ذلك مبلغ الراسخين كالصحابة والتابعين ومن يليهم، وهؤلاء قالوا في التفسير برأيهم مع التوقي والتحفظ، والهيبة والخوف من الهجوم، فنحن أولى منهم إن ظننا بأنفسنا أنا في العلم والفهم مثلهم.
الثانية [أي من طبقات الناس]: من علم من نفسه أنه لم يبلغ مبالغهم ولا داناهم، فهذا طرف لا إشكال في تحريم ذلك عليه، وسبيله أن يأخذ تفسيراً يدرسه بمراجعة العلماء.
الثالثة: من شك في بلوغه مبلغ أهل الاجتهاد أو ظن ذلك في بعض علومه دون بعض، فهذا أيضا داخل تحت حكم المنع من القول فيه، لأن الأصل عدم العلم، فعندما يبقى له شك أو تردد في الدخول مدخل العلماء الراسخين فانسحاب الحكم الأول عليه باق بلا إشكال، وكل أحد فقيه نفسه في هذا المجال، وربما تعدى بعض أصحاب هذه الطبقة طوره، فحسن ظنه بنفسه، ودخل في الكلام فيه مع الراسخين، ومن هنا افترقت الفرق، وتباينت النحل، وظهر في تفسير القرآن الخلل) ا. هـ ثم أكمل الشيخ الدكتور نور الدين باقي شروط المفسر ألخصها بالآتي: منها أن يعتمد المفسر على من تقدمه في التفسير وله في ذلك سعة، ومنها أن يكون على بال من الناظر والمفسر والمتكلم على القرآن أن ما يقوله من التفسير هو قول بلسان بيانه: هذا مراد الله تعالى من هذا الكلام، فليثبت أن يسأله الله تعالى: من أين قلت عني هذا؟ فلا يصح له ذلك إلا ببيان الشواهد وإلا كان باطلاً، ومنها أن يلاحظ المفسر في
¥