الإعجاز العددي في القرآن هو غير ما اختمر في عقلك أخي الكريم. والعلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه غير هذا الذي يكتبه البعض، [ COLOR="Red"] إنها أكثر تعقيدا واكثر إتقانا، وليس من الممكن محاكاتها من قبل أحد.
إن الفرق بين ما يمكن أن نصنعه نحن من علاقات رياضية في نصوص من صنعنا، والعلاقات الرياضية في القرآن كبير جدا. ومن الخطأ أن نحكم على تلك العلاقات ونحن لا نعرف عنها غير القليل وبعضنا لا يعرف عنها شيئا.
أنت مثلا – مع احترامي – لشخصك الكريم: هل درست العلاقات الرياضية في القرآن وتوصلت إلى أن بإمكان البارعين من علماء الرياضيات محاكاتها؟
أليس هناك من يزعم أن بإمكانه محاكاة لغة القرآن؟
هنا مسألة مهمة سبق أن نبهت إليها، ولكن لا حياة لمن تنادي: إن بناء العلاقات الرياضية في القرآن مختلف تماما عما هو مألوف لدينا، وعما يمكننا تصوره، وعما يمكننا فعله لو أردنا محاكاة تلك العلاقات .. ولهذا فهو إعجاز.
ولقد سبق أن ذكرت لك بعض الملاحظات عن الإعجاز العددي في الآيات السبع التي ورد فيها العدد 6 (عدد أيام خلق الكون) .. ولعلك تحسب أن الموضوع انتهى.- وانتظرت ردا منك - الموضوع مازال واسعا ومتشعبا ويزداد تعقيدا، وأرى أنه بدل أن تنتقد وتعارض دون علم أو دراية بما تعارضه، أنصحك بدراسة موقع الآية الأولى التي ورد فيها العدد 6، ثم الآية الأخيرة التي ورد فيها، وبعد أن تتحفنا بما لاحظت، نعدك بالمساعدة. مع احترامي لشخصك الكريم ثانية.
شيخنا الكريم:
إنَّمَا يكونُ الإعجَازُ القرآنِيُّ في أكثَرهِ جلِيّأً للبُسَطاء والخواصِّ كذلك , وإن خَفِيَ بعضُهُ على العامة من خلق اللهِ فلا يحْتَاجُ متلقُّوهُ درَاسَةَ أنْواعٍ من العُلُوم والمُعَادَلاتِ لإدْرَاكِ هذِهِ الأَسْرَار.
وأمرٌ بهذهِ الخُصوصِيَّةِ في التعقيدِ والنُّدْرَةِ والصُّعُوبةِ ينبغي أن يكُونَ في نوادي ومَجالسِ أهل الحَلِّ الحسَابِيِّ والعقدِ المَسَائليِّ , مادامَ أكثرُ النَّاسِ يحْتَاجُ للإحاطةِ بكثيرٍ من المُقَدِّمَاتِ والفنونِ الرياضية ليتضحَ لهُ أنَّ القرآنَ معجزٌ بأعدادهِ المنبنيةِ على إعجازِ رسْمه.
وسبقَ أن توجهتُ لشخصكُمُ الكريمِ بسؤالٍ عن الردِّ الذي ينبَغي أنْ نُواجهَ به من ينقضُ إعجازنا المبنيَّ على روايةٍ واحدةٍ من 20 روايةٍ متواترةٍ مقروءٍ بها.
أو منْ ينقُضُهُ في الروايات التي اتفقت في أغلبها بخلافها في المقطوع والموصول الذي ينهدمُ بالاختلاف فيه الكثيرُ الكثيرُ من الحسابات والأرقام , بينما نعولُ نحنُ عليه كثيراً في حسابنا للكلمات يمينَ وشمالَ كلمة الإعجَاز المُرادة.
فهل سنقيدُ حينها الإعجازَ العددي بهذه الرِّوَايةِ الوحيدة , ونشرعُ في دراسة ظواهر الإعجاز العددي , حتى يخرجَ علينا جهدٌ موسوعيٌ (شبهُ مُستحيلٍ فيما أحسبُ) أفردَ ظاهرةَ الإعجاز العددي لكل روايةٍ باستقلال.؟
أم يضطرنا المنكرونَ - إن أعْجَزنا الإعجازُ في جميع روايات القرآن - بلازمِ هذا العَجز القائل:
إنَّ إعجازَ القرآنِ في الأعدادِ لا يظهرُ إلا في روايةِ كذا وكذا.؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Feb 2009, 12:35 ص]ـ
المقدمة الخاطئة أخي هي: أن رسم القرآن توقيفي
والنتيجة الخاطئة: أن القرآن معجز برسمه.
إذاً ليس الحديث في إعجاز القرآن الكريم، لأن هذا قد ثبت بأدلة كثيرة ووجوه متعددة، وكل هذه الأوجه متعلقة بمعنى القرآن لا برسمه، إنما الحديث في إعجاز رسم المصحف، لأنه هو الذي تدور عليه بحوث الإعجاز العددي.
أما رسم المصحف فليس مكانا للبحث الإعجازي لأنه لم يقم الدليل الصحيح على أن رسم المصحف وحي من الله.
هذه -أخي الحبيب- خلاصة ما يمكن قوله.
أخي الكريم:
ليست جميع أبحاث الإعجاز العددي تدور على رسم المصحف وتعتمد عليه، إن من الممكن إثبات الإعجاز العددي دون الاعتماد على رسم المصحف ..
من ناحية اخرى: بما أن هناك أقوال في رسم المصحف، ولا يمتلك أي منها دليلا قاطعا عليه، وترى أن من حقك الانتصار لأحدها، فمن حق غيرك الانتصار لما يراه،
والمطلوب في هذه الحالة من الطرفين الأدلة على ما ذهب إليه. فهل يا ترى تملك مثل تلك الأدلة؟
ولعل المسألة المهمة هنا: لماذا لا تتوقع تعدد الإعجاز بتعدد الرسم؟
¥