تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مقدمة خاطئة قادت إلى نتيجة خاطئة .. إن وجود علاقات رياضية في نص ما ليس كافيا للحكم بأنها دليل إعجاز. أنا و أنت بإمكاننا أن نكتب نصا ونضمنه ما شئنا من موافقات وعلاقات عددية، ولكن المهم: هل هذا هو الحال الذي عليه الاعجاز العددي في القرآن؟

(أحدهم جادلني، جاءني بنص من الإنجيل، وعدد لي ما فيه من توافقات محورها الرقم 7، يريد بذلك أن يثبت أن في الإنجيل من الإعجاز العددي ما يفوق ما يورده الباحثون من امثلة على أنها من الإعجاز العددي في القرآن، وسألني: ماذا تسمي هذه الموافقات؟ أليست إعجازا؟

قلت له:لا. ليست إعجازا، ولعلك نسيت أن الإنجيل لم ينزل باللغة العربية، وأنت جئتني بنص مكتوب بالعربية. ليس من الصعب ملاحظة أنه من تأليف بعض الناس.

وها أنت يا أخي الكريم تستدل بكتاب أهله قالوا أنه ملفق، ولكنك تظنه السلاح الذي بحثت عنه طويلا لتحارب به الإعجاز العددي. أؤكد لك لو أن سور القرآن كلها جاءت من العدد 7 ومضاعفاته أو من غيره لقلت لك هذا ليس إعجازا).

المشكلة لدى الكثيرين بخاصة الذين يعارضون الإعجاز العددي أن صورة الإعجاز العددي في القرآن غير واضحة لديهم، وربما بعضهم لا يعرف عنها سوى ما سمعه من صديق له، أو معارض مثله. الإعجاز العددي في القرآن هو غير ما اختمر في عقلك أخي الكريم. والعلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه غير هذا الذي يكتبه البعض، إنها أكثر تعقيدا واكثر إتقانا، وليس من الممكن محاكاتها من قبل أحد. إن الفرق بين ما يمكن أن نصنعه نحن من علاقات رياضية في نصوص من صنعنا، والعلاقات الرياضية في القرآن كبير جدا. ومن الخطأ أن نحكم على تلك العلاقات ونحن لا نعرف عنها غير القليل وبعضنا لا يعرف عنها شيئا.

أنت مثلا – مع احترامي – لشخصك الكريم: هل درست العلاقات الرياضية في القرآن وتوصلت إلى أن بإمكان البارعين من علماء الرياضيات محاكاتها؟ أليس هناك من يزعم أن بإمكانه محاكاة لغة القرآن؟

هنا مسألة مهمة سبق أن نبهت إليها، ولكن لا حياة لمن تنادي: إن بناء العلاقات الرياضية في القرآن مختلف تماما عما هو مألوف لدينا، وعما يمكننا تصوره، وعما يمكننا فعله لو أردنا محاكاة تلك العلاقات .. ولهذا فهو إعجاز.

ولقد سبق أن ذكرت لك بعض الملاحظات عن الإعجاز العددي في الآيات السبع التي ورد فيها العدد 6 (عدد أيام خلق الكون) .. ولعلك تحسب أن الموضوع انتهى.- وانتظرت ردا منك - الموضوع مازال واسعا ومتشعبا ويزداد تعقيدا، وأرى أنه بدل أن تنتقد وتعارض دون علم أو دراية بما تعارضه، أنصحك بدراسة موقع الآية الأولى التي ورد فيها العدد 6، ثم الآية الأخيرة التي ورد فيها، وبعد أن تتحفنا بما لاحظت، نعدك بالمساعدة. مع احترامي لشخصك الكريم ثانية.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Feb 2009, 06:31 م]ـ

المقدمة الخاطئة أخي هي: أن رسم القرآن توقيفي

والنتيجة الخاطئة: أن القرآن معجز برسمه.

إذاً ليس الحديث في إعجاز القرآن الكريم، لأن هذا قد ثبت بأدلة كثيرة ووجوه متعددة، وكل هذه الأوجه متعلقة بمعنى القرآن لا برسمه، إنما الحديث في إعجاز رسم المصحف، لأنه هو الذي تدور عليه بحوث الإعجاز العددي.

القرآن الكريم كتب على معهود الصحابة في الكتابة، والتاريخ والأدلة الصحيحة كلها تدل على هذا.

ومن أراد أن يبحث في إعجاز رسم المصحف فطريقُهُ هي الرواية والبحث التاريخي، وليس العمل الرياضي المجرد الذي يضرب بكل ما سبق عرض الحائط.

إن إثبات الإعجاز هو إثبات أن هذا الرسم وحي من الله أراد أن يكون القرآن عليه دون غيره، فكيف يمكن أن نثبت أن هذا هو مراد الله؟

هل لأننا وجدنا علاقات رياضية تحكمه؟

دور عالم الرياضيات هو البحث في العلاقات العددية، لكن هذا البحث يجب أن يكون في المكان الصحيح، أما رسم المصحف فليس مكانا للبحث الإعجازي لأنه لم يقم الدليل الصحيح على أن رسم المصحف وحي من الله.

هذه -أخي الحبيب- خلاصة ما يمكن قوله.

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[11 Feb 2009, 07:32 م]ـ

المشكلة لدى الكثيرين بخاصة الذين يعارضون الإعجاز العددي أن صورة الإعجاز العددي في القرآن غير واضحة لديهم، وربما بعضهم لا يعرف عنها سوى ما سمعه من صديق له، أو معارض مثله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير