تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من تفسير شيخنا أثير الدين، وتكلم هو في بعض الأماكن وليس بكثر بعض شيء، فجاء كتابا جيدا".

3 - الدر المصون في علوم الكتاب المكنون:

للإمام شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي المعروف بالسمين، (ت: 756هـ) وهو من أصحاب أبي حيان، وقد ألف هذا الكتاب في حياة أبي حيان أيضا، وقد تأثر فيه تأثرا بالغا بشيخه (انظر: الدر المصون (الدراسة) 1/ 79 - 80)، حتى قطع بعضهم بأن "الدر" هو تلخيص لـ"لبحر" مع زيادات، كما يقول التنبكتي (نيل الابتهاج: 43): "وتأليفه في إعراب القرآن في أربعة أسفار كبار لخصه من تفسير أبي حيان وزاده أشياء"، ويقول الإمام محمد الأمير (حاشية الأمير على المغني: 2/ 42): "أي: لخص كل منهما إعرابا [يعني: من "البحر المحيط"]، وهما الصفاقسي وشهاب الدين الحلبي المعروف بالسمين". ومن الدليل على أن "الدر" هو اختصار لـ"لبحر" أن السمين تبع أبا حيان في سهوه في مسألة "زبرا". كما سيأتي. لكن السمين لم يقتصر على الاختصار وإنما أكثر من مناقشة أبي حيان (انظر: الدر المصون (الدراسة): 1/ 81 - 96)، كما يقول ابن حجر (في ترجمة السمين في الدرر الكامنة: 1/ 55): "وله تفسير القرآن في عشرين مجلدة رأيته بخطه، والإعراب سماه: "الدر المصون"، في ثلاثة أسفار بخطه، صنفه في حياة شيخه وناقشه فيه مناقشات كثيرة، غالبها جيدة".

ولم يذكر محققو "البحر المحيط" (ط. دار الكتب العلمية: 1/ 93) "الدر المصون" بين اختصارات "البحر المحيط".

4 – إعراب القرآن الكريم:

للإمام برهان الدين إبراهيم بن محمد القيسي الصفاقسي (ت: 742هـ): وهو من أصحاب أبي حيان، وقد ألف هذا الكتاب في حياة أبي حيان أيضا، وهو أكثر اختصارا من "الدر المصون" (انظر: نيل الابتهاج: 43). ويتميز هذا الكتاب عن المختصرين السابقين بأن الإمام أبا حيان لم يرض عنه، بل انتقده انتقادا لاذعا، كما يروي الإمام أبو زكرياء السراج في فهرسه، عن الإمام منديل بن أبي عبد الله محمد بن آجروم الصنهاجي، أنه لقي أبا حيان فأملى عليه ما يلي: (نيل الابتهاج: 613 - 614): "يعلم واقفه أن شخصا يسمى إبراهيم الصفاقسي، وقف على نسخة سقيمة غاية [كذا] الرداءة والتصحيف والتحريف من كتابي "البحر المحيط"؛ فنقل منه مسائل في كتب [كذا] جمعه من الإعراب، وغيَّرَه، وزاد من كلام أبي البقاء، وإنما ذكر كلامي ليروج به كتابه، وأنا بريء من عهدة ما نقل عني؛ إذ لم ينقل كلامي بلفظه ولم ينتقه، وليس بأهل لفهم كلامي لضعفه جدا في العربية، مشتغل [كذا] بفروع مذهب مالك وشيء من أصول الفقه، مع صغر السن وعدم الأصيل [كذا] ومنشإ يعرفه من يعرفه، وقد عاتبته على ذلك".

وقد نقل الإمام ابن غازي كلام أبي حيان بالمعنى وجعل راويه هو أبا عبد الله بن آجروم لا ولده منديل، كما يقول: (نيل الابتهاج: 42 – 43): "ولما حج الأستاذ الأكبر أبو عبد الله بن آجروم الفاسي استجاز أبا حيان فأجازه، وكان من من أدرج في إجازته تعريفا لأهل الغرب، وقال: "إن فتى يقال له إبراهيم الصفاقسي لا يحسن النظر في العربية، وإنما يحسن شيئا من فقه مذهب مالك، قد تسور على ديواني "البحر المحيط"؛ فسلخ ما فيه من الإعراب بغير إذني وقولني فيه ما أقل، فإني بريء منه. أو ما هذا معناه".

وقد علق التنبكتي على خلط ابن غازي بين منديل وأبيه هنا بقوله (نيل الابتهاج: 614): "قلت: وتقدمت هذه الحكاية في ترجمة الصفاقسي عن أبي المترجم به هنا، وما هنا هو الصواب".

ثم علق ابن غازي على انتقاد أبي حيان لاختصار الصفاقسي لـ"لبحر المحيط"، بأن المغاربة لم يقتنعوا به، بل تقبلوا اختصار الصفاقسي بقبول حسن (نيل الابتهاج: 614): "ومع هذا فقد أعطاه الغرب [كذا] الأذن الصماء، وأكبوا على تصنيف الصفاقسي:

والناس أكيس من أن يمدحوا رجلا=ما لم يروا عنده آثار إحسان".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير