ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 Sep 2010, 04:41 م]ـ
أي سلف صالح أختي الكريمة؟!!
هذه المسألة لا يحفظ الكلام فيها عن أحد من السلف أصلاً ..
وإنما تكلم فيها واحد أو اثنان من علماء أهل السنة في منتصف القرن الثالث الهجري ثم تبعهم عليه قوم آخرون، وما كان كذلك = فليس اتفاقاً وإنما هو قول علمي يرد بالحجة والبرهان ..
وهل علماء القرن الثالث ليسوا من أئمة السلف الصالح المتفق على إمامتهم؟
مثل الإمام الشافعي والإمام أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم كثير ممن عاشوا في القرن الثالث وتوفوا فيها؟
يكفي أنهم تلاميذهم (على القول بأن القرن هو الجيل) وإمامتهم وحسن اعتقادهم متفق عليه
وقد كانوا يعتبرون إنكار إطلاق "شيء" على الله من عقيدة الجهمية
قال الحافظ أبو عاصم خُشيْش بن أصرم (توفي 253 هـ) شيخ أبي داود والنسائي، في كتابه الإستقامة عند حديثه عن الفرق:
"ومهم الجهمية وهم ثماني فرق
منهم: صنف من المعطلة يقولون إن الله لا شيء وما من شيء ولا في شيء ولا يقع عليه صفة شيء ولا معرفة شيء ولا توهم شيء ولا يعرفون الله فيما زعموا إلا بالتخمين فوقعوا عليه اسم الألوهية ولا يصفونه بصفة يقع عليه الألوهية
وقال الله عز و جل في كتابه قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيدا بيني وبينكم فأخبر أنه شيء وقال أيضا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون."
وما دام أن هناك أئمة متفق على إمامتهم وحسن اعتقادهم قالوا بهذا، ولم يرد عن أي ممن كان قبلهم من الأئمة الثقات خلاف ذلك ولا اعتراض ولا إنكار، فمعناه أنه الحق والصواب ... خاصة وأنهم ذكروا بأن مخالفة هذا الاعتقاد هو من صفات الجهمية، ولم يكن هناك مخالف ولا معارض في زمن الأئمة الذين أثبتوا هذا ولا قبلهم، سوى من بعض الفرق الضالة كالمعتزلة والجهمية.
ولم تفهمي معنى أنه لم يؤمر بسؤلهم وإنما المراد أن هذا جواب النبي صلى الله عليه وسلم وهو جواب مبتدأ لا صلة له بكلمة شيء فالواحد سيجيب منهم بشيء مما عهده في الخلق فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أكبر شهادة من أي شيء سيظنوه أكبر شهادة، ولا يعني هذا أن الله شيء.
كيف لا صلة له بكلمة "شيء" وهو ما ورد في السؤال الذي كان جوابه من النبي صلى الله عليه وسلم -بأمر من الله- (الله شهيد بيني وبينكم)
قال ابن سيده في "المحكم والمحيط الأعظم":
(قل أى شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بينى وبينكم) وذلك أن أيا اذا كانت استفهاما لا يجوز أن يكون جوابها إلا من جنس ما أضيفت إليه، ألا ترى أنك لو قال لك قائل: "أى الطعام أحب إليك" لم يجز أن تقول له: الركوب، ولا المشي، ولا غيره، مما ليس من جنس الطعام.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:03 م]ـ
بارك الله فيك ..
المقصود أن السلف (القرون المفضلة) لم يتكلموا في هذا، ومن بعدهم تكلم واحد واثنان وليست إجماعاً، وعقيدة الجهمية المذمومة هي قولهم أن الله معدوم وليست مجرد منع إطلاق (الشيء) على الله،والجواب منقطع عن السؤال، فالسؤال من تعرفون من الاشياء أكبر شهادة والجواب الله أكبر شهادة من كل شيء تعرفونه ولا يقتضي هذا أن الله من الأشياء؛ ولذا لم يفسر الآية واحدة من الصحابة أو التابعين بأن الله شيء، وابن سيده ليس من أهل السنة ..
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 07:30 م]ـ
بالنسبة لأصل المقال ففيه كلام طيب حسب اجتهاد صاحبه وفقه الله وزاده علما وعليه بعض الملحوظات التي لا تخفى على مرتادي الملتقى المبارك.
أما الخلاف في اطلاق الشيء على الله تعالى فهذا مقال مفيد من موقع الشيخ عبدالعزيز الراجحي وفقه الله
قولهم الجهمية الله شيء لا كالأشياء قول الجهمية الله شيء لا كالأشياء.
قال أحمد وقلنا: هو شيء؟ فقالوا: هو شيء لا كالأشياء، فقلنا: إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء، فعند ذلك تبين للناس لأنهم لا يثبتون شيئًا بشيء، ولكنهم يدفعون عن أنفسهم الشُّنعة لما يقرون من العلانية.
الشُّنعة بضم الشين يقال شنُع شناعة: قبح، فهو شنيع، والاسم: الشُّنعة، وقيل: المراد به: الفظاعة، يدفعون عن أنفسهم القبح والشناعة والفظاعة بهذا.
¥