تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهي عبارة عن بيوت هيئت أو أفرغت لهذا الغرض، أو المساجد نفسها يؤخذ منها محل تابع لها، أو مكان الصلاة نفسه في غير وقت الصلاة وخصوصا في بعض البوادي، أو بيوت المعلمين أنفسهم في بعض الأحيان، فهي إذن أماكن قد تكون صالحة لتلقي العلم والمعارف وقد لا تكون. وفي الوقت الحالي، بدأ النظر يتغير الى هذا الموضوع، حيث بدأ يتم بناء الكتاتيب القرآنية مع بناء المساجد الجديدة خصوصا التي تبنى من طرف المحسنين.

2 - واقع الزمن التعليمي:

وهو الوقت المعروف منذ القديم، بحسب كل بيئة وكل منطقة، فقد يأخذ اليوم كله، ويبتدئ من بعد صلاة الصبح الى صلاة العصر وتنعقد في كل أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة، وفي بعض القرى ما عدا يوم التسوق، قد يكون يوم الأحد أو غيره. وكذا أيام المناسبات الوطنية والدينية. والذي يلاحظ هو طول الفترة الدراسية خلال اليوم، فهي تستمر ساعات طويلة لا يتخللها شيء من وقت الراحة إلا ما أخذ لوجبة الغذاء، أو للصلاة، أو لمحو اللوحة الخشبية قصد تجديد الكتابة عليها. وهو نظام قد يناسب البعض دون آخرين، ونظام أيضا قد يكون مناسبا لزمن غير زمننا، إذ يأخذ من التلميذ جل وقته، دون أن يستطيع الاستفادة من شيء آخر في حياته، أو يستفاد منه.

3 - واقع المتعلمين:

أغلبهم من الأطفال الصغار، اختار لهم آباؤهم هذا الطريق بإرادتهم أم بدونها، اختيار له ما يبرره واقعا ومستقبلا، فمن حيث الواقع، فلأن هذه الرغبة نابعة من صميم ذوات الأسر وعميق إيمانهم. ومستقبلا لأن قارئ القرآن وحافظه مهما صعبت الظروف، له المكانة المحترمة في حواضرنا وقرانا. وبالتأكيد أن ما يتعلم في الصغر يبقى هو الأساس في تكوين الفرد المسلم.

وقد يكونون أيضا من الشباب الذين تأخروا في اختيار هذا المسار، فيتوجهون إليه بعد أن يكونوا قد تجاوزوا سن العاشرة أو أكثر، وهذا أحيانا يكون باختيارهم وإرادتهم، وهو منتشر بقوة في بلدنا.

ومما يلاحظ في هذا الجانب، بُعد الفتاة عن هذا الفن من التعليم إلا ما ندر، إضافة الى الانقطاع الذي يحصل لعدد لا يستهان به من هؤلاء المتعلمين عن مواصلة الدراسة لعدة أسباب، منها: عدم استغناء الأسرة عن خدمات البعض منهم في كثير من أعمال الزراعة والرعي والسقي، كما هو الشأن في البوادي، أو الخروج للبحث عن العمل ومساعدة الأهل في لقمة العيش.

4 - واقع منهج التلقين:

يختلف من كتاب الى آخر، بحسب البيئة ومستوى ثقافة الملقن.

-حيث يجلس المعلم على الارض في مواجهة المتعلمين الذين يجلسون أمامه في صفوف منتظمة على شكل حلقات يختلف حجم الواحدة منها عن الأخرى، يتجمع التلاميذ المبتدئون على مسافة قريبة من المعلم حيث يقوم مساعد له بإرشادهم في التلاوة، بينما يكون التلاميذ الآخرون مع المعلم نفسه يعين لتلميذ سورة أو مجموعة من السور لقراءتها خلال ذلك اليوم ويتلوها مرة أولى أمامه، ويحاول عند تلاوة المعلم تتبع تلاوته بالاشارة الى الكلمات في النص الموجود أمامه. وبعدما ينتهي المعلم من التلاوة يذهب التلميذ الى مكانه ليقرأ سورته تلك مرارا وتكرارا، وبين الحين والآخر ينادي عليه المعلم ليعيد عليه ما قرأ ويصحح له أخطاءه إذا ما دعت الحاجة لذلك.

-وغالبا ما يعتمد التحفيظ على وسائل معروفة، من ألواح خشبية وأقلام، وعندما ينتهي التلميذ من حفظ ما كتب يؤذن له بمحو " البالية " الوجه القديم، ويكتب " الجديدة ". ما كتب جديدا ولم يقرأ بعد أو يحفظ، وهي وسائل أصيلة خدمت القرآن وخدمت الانسان.

-أما نظام العقوبات، فالتلاميذ هم أبناء المعلم، لهذا فإن له الحرية المطلقة في التصرف في تربيتهم وتأديبهم، وذلك ناتج كما قلنا سابقا عن الثقة الكاملة في تربية المعلم وفقهه وعلمه.

وكثيرا ما سمعنا من آباء قالوا لمعلمي أبنائهم: " أنت تقتل وأنا أدفن ".

وعندما يلاحظ المعلم بعض التلاميذ غير المنتبهين فإنه يحذرهم أولا، فإن لم يجد التحذير والعتاب كانت العصا هي العلاج، فيضربهم على ظهورهم فيتعلم التلاميذ من أخطائهم السابقة حتى لا يقعوا فيها خوفا من العقاب. وكذلك في حال تأخر التلميذ في الحفظ أو تهاونه في ذلك فإنه يعرض نفسه للعقاب بالضرب أو باستبقائه في المسجد أو الكتاب وقتا من الأوقات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير