تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ب –الطرق البيداغوجية: من أجل تبني الصالح منها، وتصحيح السلبي أو المتجاوز منها، وهذا ليس عيبا، بل هو عين الحقيقة وعين الواقع، فلكل زمان منهجه ونهجه التربوي، وقديما قيل:" لا تكرهوا أولادكم على آثاركم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)

فقديما كان التحفيظ من أجل التحفيظ، واليوم ينبغي أن يحدد الهدف من التحفيظ، والهدف الأكبر الذي يطمح للوصول إليه.ومهما اختلفت مناهج التلقين، فإن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب معين على تجاوز صعوبات المنهج، واختلاف الطرق التربوية ...

ج-وضع دليل عام - كما فعلت الوزارة المعنية مع الأئمة، بحيث قامت بإنجاز دليل للامام قبل إعداد دورات تكوينية لهم - يقدم جملة من الملاحظات والتوجيهات التربوية والمنهجية، الهدف منه الاسهام في رفع مستوى المربين معرفيا منهجيا.

6 - آفاق التسيير والتدبير:

وهذا موضوع لا يجب الاستهانة به، فالتنظيم هو أساس كل تنمية، وعملية الكتاتيب هي عملية تنموية للموارد البشرية، وتنظيمها وحسن إدارتها هو إسهام في التنمية البشرية وضبطها ...

فكما هو معلوم ف" لا عقل كالتدبير". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8) وتدبير الأشياء عامل في نجاحها، وحافظ لها مما قد يلم بها ...

وقد قدمت بعض هذه الاقتراحات حين معالجة المكونات الست التي تقوم عليها الكتاتيب القرآنية، وأضيف إليها الآن أمرين اثنين:

أ-بعد إحصاء الموجود من الكتاتيب إحصاء دقيقا، ووضع أرشيف للمؤطرين، ومستواهم العلمي، يتم إعداد دليل علمي عليه يسير الجميع، مع مراقبة تنفيذ هذه الإجراءات من طرف المجالس العلمية وفروعها، بتنسيق مع مندوبيات الشؤون الاسلامية.

ب-وهذا أمر يجب الانتباه إليه ووضعه في الحسبان، ويتمثل في أسئلة أساسية ينبغي وضعها، تبعا لهذا الاهتمام، وتتمثل الأسئلة في:

-ما هو مستقبل خريجي الكتاتيب القرآنية؟ وكيف يمكن التنسيق بين الموجود من الكتاتيب والمعاهد الاسلامية.؟.وكيف يمكن التنسيق أيضا بين الكتاتيب والمدارس القرآنية والعتيقة؟. وما هي علاقة هذا التعليم كله بالتعليم الأصيل الذي شهد إصلاحات جوهرية بداية من شهر شتنبر 2005.

بالتأكيد أن هذا الموضوع يحتاج الى تدبير إداري وعلمي، إذا رغبنا في السير قدما بالتعليم الديني والعتيق في بلدنا، وذلك ب:

-ربط الصلة بين هذه المؤسسات جميعها ربطا محكما، بحيث تصب كل واحدة في الأخرى.

-وأمر آخر يجب ان لا ينسى أو يهمل، ويتمثل في البحث عن كيفية استفادة المتعلمين بالكتاتيب من قناة محمد السادس للقرآن الكريم؟. وكذا الدروس التي تعدها وزارة الأوقاف للأئمة في المساجد.؟.

هذه إذن إشارات وددت بها تقديم اقتراحات في موضوع الكتاتيب، إسهاما مني في التنمية البشرية التي يسير في ضوئها بلدنا الحبيب في جميع الميادين، والرغبة في العمل شيء إيجابي، يحتاج من بعد الى إتقان العمل المطلوب، حتى لا يضيع الوقت ويضيع الجهد، فرقي الأمم اليوم يقاس بمدى استغلالها للجهد والوقت والعاطفة، وهو ما بينه الرسول الكريم في سنته حيث قال: " إن الله يحب إذا عمل العبد عملا أن يتقنه". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9).

خلاصة:

هذه هي التنمية البشرية التي نسعى إليها، والانسان هو محورها ونواتها وأصلها وقاعدتها، فبدون الانسان الصالح، لن نستطيع أن نخلق تنمية ولا أن نبني حضارة، ولا أن نشيد صرحا.

هذا ما يجب أن يفهمه الخاص والعام من أبنائنا، ويعمل الجميع من أجله، وربنا يقول: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون "."سورة التوبة/105".فإما أن نعمل لنكون، وإما أن الحضارة ستتجاوزنا، والركب سيسبقنا، ولن يكون النادم غيرنا، فحي على العمل حتى نحقق للتنمية تنميتها.

د/أحمد العمراني

الجديدة المغرب

[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- صحيح البخاري رقم الحديث:4739

[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- بواسطة كتاب: الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية للندوي.

[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)- كتاب نشرة الأئمة العدد السادس: 1424/ 2004.ص/28.

[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)- المستطرف في كل فن مستظرف لشهاب الدين أبي الفتح محمد بن أحمد الأبشيهي: 2/ 519 - 520.

[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)- الوافي في الوفيات: 1/ 903.

[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6)- كما حصل في شهر مارس من سنة 2006 بإقليم دكالة، من اختيار سبعة أفراد من خمس جهات يدرسون بالمدارس العتيقة، بحيث تبادلوا المعارف والتجارب، كما تلقوا توجيهات وتدريبات موحدة ستعمل بكل تأكيد على تجديد نظرتهم للتعليم العتيق.

[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)- إغاثة اللهفان:2/ 265. والملل والنحل للشهرستاني:2/ 82.

[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8)- سنن ابن ماجه:2/ 1410/4218، والمعجم الكبير للطبراني:2/ 157/1651، ومجمع الزوائد للهيثمي:4/ 392/7113، وصحيح ابن حبان:2/ 76/361. وضعفه الألباني في الضعيفة .. :4/ 382/1910.

[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9)- المعجم الكبير للطبراني:24/ 306/ والسلسلة الصحيحة:3/ 106.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير