تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- وكذلك قوله تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}

- وكذلك قوله تعالى: {ولينصرن الله من ينصره}، وقوله: {إن تنصروا الله ينصركم}

والآيات في هذا النوع كثيرة.

النوع الآخر: ما يحتاج فيه إلى بيان وجه المناسبة بين الجزاء والعمل، ومن أمثلته:

- ما تفضلت بذكره من قوله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين}

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فلما مسخ أولئك المعتدون دين الله بحيث لم يتمسكوا إلا بما يشبه الدين في بعض ظاهره دون حقيقته مسخهم الله قردة يشبهونهم في بعض ظاهرهم دون الحقيقة).

- ومنها: قوله تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية} فالميثاق المتصل بين العبد وربه، هو من قبل العبد بالطاعة والإيمان، ومن قبل الله بالرحمة والإنعام، فلما نقضوه من قبلهم استحقوا اللعنة والطرد من الرحمة.

وعظ أبو الوفاء ابن عقيل مرة فقال: (يا من وجد في قلبه قسوة انظر لعلك نقضت عهداً بينك وبين الله فإن الله يقول: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}

- ومنها قوله تعالى: {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} وهذا فيه مناسبة ظاهرة لحال المنافقين لما كانوا يظهرون من الإسلام ويخفون من الكفر.

- ومنها قوله تعالى: {يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت}

قال ابن القيم رحمه الله: (فإذا كان يوم القيامة جازى الله سبحانه من يشاء من الكاذبين الكاتمين بطمس الوجوه وردها على أدبارها كما طمسوا وجه الحق وقلبوه عن وجهه جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد).

- ومنها قوله تعالى: {بل طبع الله عليها بكفرهم} فكما أن الكفر جامع لمعنى التغطية والنكران والجحد عوقبوا بالطبع على قلوبهم فلا ينفذ إليه الهدى.

- ومنها قوله تعالى: {فكلا أخذنا بذنبه} ثم ذكر الله تعالى من عقوباتهم ما ناسب إجرامهم.

- وقال الإمام الشنقيطي: (وأما قوم لوط فلكونهم قلبوا الأوضاع بإتيان الذكور دون الإناث فكان الجزاء من جنس العمل قلب الله عليهم قراهم والعلم عند الله تعالى).

قال ابن القيم - رحمه الله - في تهذيب السنن: (قالوا وقد دل الكتاب والسنة في أكثر من مائة موضع على أن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر كما قال تعالى جزاء وفاقا أي وفق أعمالهم وهذا ثابت شرعا وقدرا).

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Sep 2010, 06:31 م]ـ

شكر الله لك يا صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز على هذه المشاركة الضافية الثمينة فقد تنزهت في رياضها وكرعت من سلسبيل حياضها، ولو لم يكن من خير في هذه المشاركة إلا مداخلتك لكفى. وأظن أمتع الله بكم أن عندكم المزيد الذي ننتظره بشغف.

ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[24 Sep 2010, 06:47 م]ـ

بارك الله فيكم، ونفع بكم.

ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[24 Sep 2010, 10:18 م]ـ

أحسنت وجزاك الله خيرا أخي الكريم الشيخ / فهد على هذا الموضوع.

وكثيراً ما كنت أسمع شيخنا أ. د /عبد الله الأمين الشنقيطي حفظه الله يقول: العالم يحكمه قانون المعاوضة (وهو يقصد هذا المعنى)

ثم يردد قول الشاعر:

لولا المشقة ساد الناس كلهم **** الجود يفقر والإقدام قتال

ولذا كان من القواعد التي قررها القرآن قوله تعالى: (((لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)))

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Sep 2010, 01:02 م]ـ

أمة الوهاب، ريم: شكر الله لكما وحفظكما وجزاكما خير الجزاء.وجزى الله الشيخ الحبيب أبا عبدالرحمن على إضافته الطيبة وفقه الله وحفظه، وننتظر إضافة كريمة أخرى منكم لاحرمكم الله الأجر والمثوبة.

ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[25 Sep 2010, 02:33 م]ـ

بارك الله فيك لو استعنت بمعجم جمع لك كل الآيات التي أردت بهذا الباب ثم سرت إلى التفاسير وغيرها ممن تحدث عن هذه الآيات ..

لم آتي بجديد لكن أحببت التذكير .. !!

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Sep 2010, 05:34 ص]ـ

وفيكم بارك يا أبا سلطان، شكر الله لك وحفظك.

ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:26 ص]ـ

هناك كتاب في هذا الموضوع بتأليف الدكتور/ سيد حسين العفاني، وتقديم فضيلة الشيخ/ أبوبكر الجزائري وآخرون.

وقد استهل الكتاب بموضوع: الجزاء من جنس العمل في القرآن الكريم، وذكر تحته إحدى وأربعين آية، يورد تحت كل آية أقوال بعض المفسرين فيها.

ثم أتبع ذلك بعناوين كثيرة بعضها مأخوذة من آيات القرآن كـ:

- جزاء النبيين والمرسلين.

- ذلك جزيناهم بما كفروا.

- فكلاً أخذنا بذنبه.

وبعدها عناوين أخرى كثيرة بعض عناصرها مستفادة من آيات القرآن الكريم.

فلعلّ الكتاب يغني في هذا الموضوع، أو يفتح - على الأقل - آفاقاً لمن أراد إفراد موضوع: الجزاء من جنس العمل في القرآن الكريم بالبحث والدراسة، والله تعالى أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير