(ب) واتَّهموا القرآن نفْسَه بأنَّه كتاب وقَع فيه التحريف، وليس هو كتابَ الله الصحيح: فقالوا: "إنَّ القرآن الذي جمَعه عليٌّ - عليه السلام - وتوارَثَه الأئمَّة من بَعْده، هو القرآن الصحيح، الذي لَم يتطرَّق إليه تحْريف ولا تبديل، أمَّا ما عدَاه فمُحَرَّف ومبدَّل، حُذِف منه كلُّ ما ورد صريحًا في فضائل آل البيت، يَروي الكافي عن الصَّادق: أنَّ القرآن الذي نَزَل به جبريلُ على محمَّد سبعَةَ عشر ألْف آية، والَّتي بأيْدينا منْها ستَّة آلاف ومائتان وثلاث وسِتُّون آيةً، والبواقي مَخْزونة عند أهْل البيت فيما جمَعه عليٌّ" [5] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftn5#_ftn5).
( ج) ويقول نعمة الله الجزَائري: "إنَّنا لا نَجتمع معهم - يقصد أهل السنَّة - على إلهٍ ولا على نبيٍّ ولا على إمام؛ وذلك أنَّهم يقولون: إنَّ ربَّهم هو الَّذي كان محمَّدٌ نبيَّه، وخليفتُه من بعده أبو بكر، ونحن نقول: إنَّ الربَّ الَّذي خلق خليفةَ نبيِّه أبا بكرٍ ليس ربَّنا، ولا ذلك النبيُّ نبينا" [6] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftn6#_ftn6).
( د) وكذلك جاء في "الكافي" عن جعفر بن محمد الصَّادق قولُه: "عندنا مصحف فاطمة - عليها السَّلام - وما يُدْريهم ما مُصْحف فاطمة؟! مصْحفٌ فيه مِثْل قرآنِكم هذا ثلاثَ مرَّات، واللهِ ما فيه من قرآنِكم حرْفٌ واحد" [7] ( http://www.alukah.net/Sharia/Culture/0/19718/#_ftn2#_ftn2).
( هـ) ويقول محمَّد باقر المجلسي: "إنَّ كثيرًا من الأخبار صريحةٌ في نقْص القرآن وتغْييره، ومتواتِرَةُ المعْنَى" [8] ( http://www.alukah.net/Sharia/Culture/0/19718/#_ftn3#_ftn3). (http://www.alukah.net/Sharia/Culture/0/19718/#_ftn3#_ftn3)
( و) وقال نعمة الله الجزائري: "الأخْبار مسْتفيضة بل مُتواتِرة، وتَدلُّ بصريحِها على وقوع التَّحريف في القرآن كلامًا ومادَّةً وإعرابًا" [9] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftn9#_ftn9).
( ز) ويقول الخميني: "لقد كان سهلاً عليهم - أيْ: على الصحابة الكِرَام - أن يُخْرِجوا هذه الآيات من القرآن، ويتناولوا الكتابَ السماويَّ بالتحريف، ويُسْدِلوا السِّتار على القرآن، ويُغيِّبوه عن أعْين العالَمين، إنَّ تهمة التَّحريف الَّتي يوجِّهها المسلمون إلى اليهود والنَّصارى، إنَّما ثبتتْ على الصَّحابة" [10] ( http://www.alukah.net/Sharia/Culture/0/19718/#_ftn5#_ftn5) . (http://www.alukah.net/Sharia/Culture/0/19718/#_ftn5#_ftn5)
( ح) وجاء في "فصْل الكتاب" عن النوري الطبرسي أنَّ الصَّحابة ما صانوا أمانةَ القُرآن، حتَّى أسْقَطوا آيةَ الولاية من سورة الشَّرح، ? أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ? [الشرح: 1]، وهي: "ورفعنا لكَ ذِكْرك، بعليٍّ صِهْرك".
ثالثًا: تحريفهم لمعاني القرآن:
وهنا أسوق مثالاً واضحًا مِن تَحْريفهم العمَلِي لمعاني القرآن، ومحاولة إنزال عقائدهم في الإمامة والعصْمة، والطَّعْن في الصحابة - رضي الله عنهم - عليها، فمن ذلك ما جاء في "أصول الكافي" في قوله - تعالى -: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً ? [النساء: 137]: "إن هذه الآية نزَلَت في أبي بكْر وعُمَر وعثمان، آمَنُوا بالنبِيِّ أوَّلاً، ثم كفروا حيْثُ عُرِضت عليهم ولاية علي، ثم آمَنوا بالبيعة لعلي، ثم كفَروا بعْدَ موت النبي، ثم ازدادوا كفرًا بأخذ البيعة من كلِّ الأمَّة" [11] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftn11#_ftn11).
وهذا نص رواية الكليني: "الحسين بن محمَّد، عن معلَّى بن محمَّد، عن محمَّد بن أورمة وعليِّ بن عبدالله، عن عليِّ بن حسَّان، عن عبدالرَّحمن بن كثير، عن أبي عبدالله - عليه السلام - في قول الله - عزَّ وجلَّ -: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا ? [النساء: 137]- لن تُقبَل توبتهم - قال: نَزَلت في فلان وفلان وفلان، آمَنُوا بالنَّبيِّ - صلى الله عليه وآلِه - في أوَّل الأمْر، وكفَروا حيث عُرِضت عليهم الولاية، حين قال النَّبي - صلى الله عليه وآله -: ((مَن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه))، ثمَّ
¥