تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي المجمع عن الصادق - عليه السلام - مثله، وفي "الاحتجاج" سأل رجلٌ عليَّ بن أبي طالب - صلوات الله عليه - عن أفْضل منْقَبة له، فقرأ الآية، وقال: إيَّاي عَنَى بمن عنده علْم الكتاب، وفي "المجالس" عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إنَّه سُئِل عن هذه الآية قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب - عليه السلام.

والعياشي عن الباقر - عليه السلام - إنَّه قيل له: هذا ابْن عبدالله بن سلام يَزْعم أنَّ أباه الذي يقول الله: ? قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ? [الرعد: 43] قال: كذَب، هو: علي بن أبي طالب - عليه السلام - وعنه - عليه السلام -: نزلت في علي - عليه السلام - إنَّه عالِمُ هذه الأمة بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم".

وهذا التخصيص المذْكُور عنْهم بعلي - رضي الله عنه - لا دليل عليه ولا برهان، وقد تكلَّم أهْلُ التفسير في هذه الآية وذكَروا خلافًا أنَّه عبدالله بن سلام، وحَكَوا قولاً أنَّه علي بن أبي طالب وغيرهما، ولكنَّ جُلَّها تدلُّ على أهل الكتاب على وجْه العموم، أمَّا الروايات ففي حاجة إلى تمحيص كما ساقها الطبري وابن كثير والقرطبي - رحمهم الله جميعًا.

خلاصة القول:

1 - أنَّ تفسير "الصافي" لملاَّ محسن الكاشاني هو: من جمْلة تفاسير الشيعة الإمامية التي غالَتْ في التعصُّب العقَدِي والمذهبي لِمَا يعتقدونه ويؤمنون به في آل البيت ووِلاَيتهم، وأفضليتهم على سائر الصحابة الكرام.

2 - أنَّ الكاشاني متعصِّب جَلد لمذهبه في الولاية والعصمة لعلي، والقول بولايته دون غيره.

3 - ذِكْر الروايات والأحاديث الموضوعة والمخْتلَقَة حول سيِّدنا عليٍّ والصَّحابة - رضي الله عنهم - جميعًا، والزَّج بها في كل مناسبة تَعْرِض أمامه.

4 - عدم تمحيص الروايات التي يسوقها لتفسير الآيات، وبيان ما صحَّ منْها مما لا يَصِحُّ، بل هو يَقْبلها دون معارضة، وكأنَّها نصٌّ صريح لا يَقبل النِّقاش ولا الاعْتِراض.

5 - تأويل الكاشاني للقرآن وتفسيره بغير الأصول الاستدلالية الصحيحة في التفسير، ومحاولة صرْف الآيات عن ظاهرها الواضح، إلى تفْسيرات باطنيَّة بعيدة عن أصْل المعْنى المُرَاد.

6 - التقليد في نقْل التفسير دون الترجيح في الثابت منه أو ما يحْتَمل صحَّته، وما رواياته ونقْله عن تفسير القمي وغيرِه إلاَّ أوْضحَ دليل على ذلك.

هذا ما تيَسَّر الوقوفُ عليه من تدليس القوم في التفسير لآيات القرآن، والعمل الدَّؤُوب على إقْحام معتقَدِهم الفاسد في عليٍّ وآل البيت - رضي الله عنهم، في كلِّ مناسبة وفي غير مناسبة، وقد هالني حقًّا ما وقَفْتُ عليه هنا من هذا العبث الواضح بالتفسير، في تفسير سورة الرعد.

فكيف لو أخذْنَا نستقرِئُ سور القرآن وآياته المحْكَمة واحدةً تِلْوَ الأخرى؟! إذًا لخَرَج لنا من الفوادح والقوادح من التفاسير والشروح وأسباب النُّزول الَّتي لا صحَّة لها ولا برهان، ما الله به عليم.

ولا يفوتني بعد كلِّ هذا أنْ أقول: إنَّ معْتَقَد أهْلِ السُّنة والجماعة في آل البيت - رضي الله عنهم - هو معتقد وسطِيٌّ صحيح؛ فهم يحبُّون أهل البيت ويقدرُونهم حقَّ قدرهم، ويُعْلُون من شأنهم، ويتقرَّبون إلى الله - تعالى - بذلك الحُبِّ لهم، إلاَّ أنَّهم في ذات الوقْت لا يرفعونهم فوق ما أمر الله به ورسولُه، ولا يقدِّسونهم إلى مرتبة الغلوِّ المنهيِّ عنه، والإطراء الكاذب الذي لا دليل عليه ولا برهان، وإنَّ أهْل السُّنة من كمال حبِّهم واتِّباعهم للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُصَلُّون على آل البيت في كلِّ صلاة، يتعبَّدون لله بها فرضًا كانت أو نفلاً، ويقولون: "اللَّهم صلِّ على محمَّد، وعلى آل محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم".


[1] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref1#_ftnref1) هي فِرْقة من فرق الشِّيعة الرَّوافض، ولها تاريخ أسْود طويل، ويمكن معرفتُه من كتب الفِرَق والمذاهب.
[2] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref2#_ftnref2) " الأديان والفِرَق والمذاهب"، عبدالقادر شيبة الحمد، 146.
[3] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref3#_ftnref3) انظر "الثَّورة الإيرانيَّة في الميزان"، 192.
[4] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref4#_ftnref4) " منهج الاستنباط من القرآن"، فهد الوهبي.
[5] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref5#_ftnref5) " التفسير والمفسرون"، (2/ 29 - 28) بتصرف.
[6] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref6#_ftnref6) " الأنوار النُّعمانية"، (ج2/ 287).
[7] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref7#_ftnref7) " الكافي"، ج/ 1239.
[8] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref8#_ftnref8) " مرآة العقول"، 253.
[9] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref9#_ftnref9) " الأنوار النعمانية"، ج2/ 357.
[10] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref10#_ftnref10) " كشف الأسرار"، 114.
[11] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref11#_ftnref11) " أصول الكافي" للكليني، المجلد الأول.
[12] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref12#_ftnref12) نفْس المصدر.
[13] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref13#_ftnref13) هو تفسير "الصافي"؛ لمحمد مرتضى، المعروف بملا محسن الكاشاني، أحد الغُلاَة من الإمامية الاثني عشرية.
[14] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref14#_ftnref14) سبقَت الإشارة إليه.
[15] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref15#_ftnref15) انظر "تفسير الطبري" لسورة الرعد.
[16] ( http://www.alukah.net/Sharia/1045/24589/#_ftnref16#_ftnref16) انظر "تفسير ابن كثير".

عاطف الفيومي
المصدر: موقع الألوكة
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير