ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[29 Nov 2010, 06:59 م]ـ
(2)
(منهجية عد الحروف عند السلف الصالح)
عدّ واحصاء حروف القرآن الكريم يعتبر من المناهج الأساسية فى الإعجاز الإحصائى للقرآن، ويوجد أكثر من شاهد على أن هذا المنهج تعود أصوله الأولى إلى السلف الصالح رضى الله عنهم، ولنتأمل فى الشاهدين التاليين على سبيل المثال:
الشاهد الأول:
وهو يخص الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه – وذلك حين ربط بين عدد حروف البسملة التّسعة عشر " بسم الله الرحمن الرحيم "، وعدد خزنة سقر المذكورة في سورة المدّثّر، فقال – رضي الله تعالى عنه -: من أراد أن ينجّيه الله من الزّبانية التّسعة عشر فليقرأ: بسم الله الرّحمن الرّحيم؛ ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جُنّة من كل واحد
فعدد حروف البسملة يبلغ تسعة عشر حرفاً على عدد زبانية سقر الّذين قال الله فيهم: " عليها تسعة عشر " (المدّثّر 74/ 30)
الشاهد الثانى:
ويستمد هذا الشاهد قوته المطلقة من كونه قد ورد على لسان النبى نفسه صلى الله عليه وسلم، وهو يتعلق بعدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل: " ربّنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه "، فإنّ هذا القول مُكوّن من بضعة وثلاثون حرفاً، فلذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (لقد رأيت بِضعة وثلاثين مَلَكاً يبتدرونها أيّهم يكتبها أوّلَ) (رواه الإمام البخاريّ – رحمه الله – بإسناده عن رِفَاعَةَ بن رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ – رضي الله تعالى عنه- قال: كنّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - فلمّا رَفَعَ رَأْسَهُ من الرَّكْعَةِ، قال: " سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ " قال رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فيه. فلمّا انْصَرَفَ قال: "من الْمُتَكَلِّمُ؟ " قال: أنا. قال: " رأيت بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ"، أنظر: البخاريّ، الجامع الصّحيح المختصر، كتاب صفة الصّلاة، باب فضل اللهمّ ربّنا ولك الحمد، رقم الحديث: 766)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[29 Nov 2010, 07:11 م]ـ
(3)
كما أعجبتنى المقالة التالية والتى طالعتها فى أحد المواقع، حيث قال كاتبها:
((إن أصل المسألة وهي العمليات الحسابية لها وجود عند السلف الصالح رضى الله عنهم، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (جميع حروف القرآن ثلاثمئة ألف وعشرون ألف حرف وستمئة حرف وسبعون حرفا)، فالكلام على عدد الآيات وعدد الأحرف معروف قديما
ثم إن بعض القراء ذكروا أن للقرآن أنصاف باعتبارات ......
وقد ذكر الزمخشري والباقلاني في الأحرف المقطعة في القرآن الكريم ما يدل على هذا التناسق العددي لحروف الفواتح، وقد أفاضوا فى تقسيمها عدديا إلى مجموعات متناسقة
فالقول بأن الإعجاز العددى أمر مُحدَث هو قول فيه نظر، وذلك بالنظر إلى اصل المسألة من حيث الكلام على استخدام أرقام الحساب في القرآن. . . ففرق بين الابتداع بالدين وإحداث أمر لم يكن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه والقياس عليه، مع أمر كانت بذوره موجودة في عصرهم وهو ذلك التناسب العددي، وأما معرفته بتفصيل واسع من بعد عصرهم فلأنه لم تكن هناك حاجة لذلك فى ذلك الوقت لأن الله تحداهم بما عرفوا، ولم تكن هذه المعرفة موجودة عندهم حينئذ ولم تكن وسائلها متاحة لهم
ثم إننا في هذا العصر قد عرفنا أموراًقد أشار إليها القرآن منذ اكثر من الف وأربعمئة سنة مما يُعرف الآن باسم الإعجازالعلمي للقرآن الكريم، فهل يقال أيضا أن هذا أمر محدث لأن المفسرين لم يتكلموا عليه في تفسيرهم أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته لم يذكروه؟!
((ملحوظة من عندى للتأمل فيها: إن الإعجاز العلمى للقرآن قد قوبل بالمعارضة من قبل، والآن يعترف به أغلب المسلمين، وسيأتى كذلك بمشيئة الله الوقت الذى يصبح فيه الإعجاز العددى معترفا به على أوسع نطاق مثلما حدث مع الإعجاز العلمى))
وهذا يذكرني تماما بإحداث التنقيط بالقرآن وكذلك ترقيم الآيات فلم يكن هذا ولا ذاك معروفا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا معمولا به فلما وضع أبو الأسود الدؤلي هذه الطريقة وجدناهم استعملوها، فهل هناك من يقول الآن أن التنقيط أوالترقيم في القرآن أمر محدث بالمعنى الشرعي؟!!
وانظر ما يقول ابن عباس لتعرف حقيقة الأمر قال رحمه الله:
(جمع الله في هذا الكتاب علم الأولين والآخرين وعلم ما كان وما سيكون. .)
فتنبه إلى قوله: (وعلم ما كان وما سيكون) والأمر عام لم يختص بأمر دون أمر
ثم اني لأعجب ممن ينكر هذا التناسق الحسابي؟!!
لأنه إذا كان قد تبين لنا أن القرآن معجز من كل الوجوه (البياني والتشريعي والبلاغي والتاريخي) فهل نقول أن الأسلوب الرقمي وحده كان ناقصا بالقرآن فلم يكن له وجه يذكر؟!، وإذا كان الجانب الحسابي هو أحد الوجوه التى تربط بين سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه فما هو وجه الإعتراض عليه والتنكر له؟؟، وهل يصح حينئذ مع ما تبين أن نقول أن هذا الذى رأيناه من شواهد الإعجاز العددى قد جاء بطريق الصدفة والعياذ بالله، فيكون قدحا في كلام الله، نعوذ بالله من ذلك))
كتبه / أحمد بوادي.
المصدر:
شبكة الصراط المستقيم و شبكة أنا المسلم
¥