تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والعجيب أنهم قد تجاهلوا هذا الأثر برغم أنه ثابت صحيح عن ابن مسعود، وقد صححه الشيخ أحمد بن شعبان بن احمد، والشيخ محمد بن عيادي بن عبد الحليم في مختصر تفسير ابن كثير.

كما أن الحافظ ابن كثير قد قال فيه: ذكره ابن عطية والقرطبي ووجهه ابن عطية ونصره بحديث " لقد رايت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها " لقول رجل " ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه " من أجل أنها بضعة وثلاثين حرفا وغير ذلك.

فهذا إقرار من الحافظ ابن كثير والحافظالمفسر القرطبي وابن عطية أنها تسعة عشر حرفا كما قال ابن مسعود رضى الله عنه، فقد صح الإسناد إليه.

وقد عثرت على فتوى رسمية تؤكد صحة هذا الأثر، وقد جاء فيها:

هذا الأثر ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 92) وابن كثير في "تفسيره" (1/ 18) عن وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه، وهذا سند صحيح من وكيع إلى ابن مسعود.

والأعمش وإن كان مدلساً إلا أنه يقبل منه ما رواه عمَّن لازمهم كأبي وائل وابراهيم النخعى، وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال كما قال الذهبي في ترجمة الأعمش من "ميزان الاعتدال" (2/ 224)

والآن بعد أن تثبتنا من صحة هذا الأثر الوارد عن الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود يصبح فى إمكاننا أن نستنبط منه معالم منهجه فى احصاء حروف القرآن الكريم، ولعل من أهم ما يمكن استنباطه أنه – رضى الله عنه – كان يعد الحروف وفقاً للمرسوم فحسب، أى ملتزماً كل الإلتزام برسم المصحف الشريف

ومنها كذلك أنه لم يكن يحتسب فى عده الحرف المُضعف (المُشدّد) إلا حرفاً واحداً فحسب، أى أن عده كان يأتى موافقاً للمرسوم، لا للملفوظ

هذا هو ما أردت التنبيه عليه نظراً لأهميته الفائقة للباحثين فى الإعجاز الإحصائى، حيث إنه يبين لهم منهجية السلف الصالح فى عد حروف القرآن، وهى والحمد لله نفس المنهجية التى وجدنا أغلب الباحثين المعاصرين يأخذون بها ويسيرون على هَديها

فهذا الشاهد يَصلُح بالتالى دليلاً معتبراً على قِدَم وأصالة المنهج الإحصائى المُتَبع اليوم فى عد الحروف لدى أغلب الباحثين، حيث يثبت أنهم قد ساروا بالفطرة على هَدى السلف الصالح رضوان الله عليهم فى هذا الصدد، والموفق هو الله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير