اعلم - وفقك الله - أن الكثير عند العرب يقابل القليل .. وأن لكل كثير حقيقة .. فما حقيقة هذا الكثير؟؟؟ الحقيقة أنه لا كثير ولا حاجة.
وقبلها كان تراجع من أن الكلمة القرآنية حورانية إلى درجة أقل حدة فقال:
الكلمة قد انبجست من أرض حوران العربيّة كما يذكر القرطبي وغيره
هذا مسخ لكلام القرطبي رحمه الله (لم أجد لفظ الانبجاس في القرطبي في هذا الموضع؛ دلالة المسخ)، الذي هو اختصار متصرف لكلام ابن جرير ومحذوف الأسانيد ..
ولماذا لم تذكر أن في القرطبي ذكر: "وقال مجاهد وغيره: هي لغة عربية تدعوه بها إلى نفسها، وهي كلمة حث وإقبال ... " .. فهذا الانتقاء منك غير جيد.
ثم طرح الأخ أبو سعد سؤاله الأول متأثراً بوهم ألقاه تيسير:
هل فعلا امرأة العزيز كانت تتكلم العربية؟
فكان الجواب عن الألفاظ التي هي أصل الموضوع:
ظاهر القرآن يقول بعربية تلك الألفاظ
وليس فيه أن امرأة العزيز تتكلم العربية، ولم يخطر بالبال هذا المعنى عند الرد؛ لأن الكلام كان عن الألفاظ المفردة (هيت لك) ونحوه.
وسؤاله الثاني:
وهل حكاية القرآن لحوار ما يدل على أنه كان بالعربية؟
فكان الجواب يدعو إلى التمهل في البحث:
فموضوع جدير بالتفكير بعيداً عن ضجة المستشرقين وصبيانهم وتشويشهم .. وهذا ما نحاول بحثه .. ولا نستبق النتائج إن شاء الله
جدير بالتفكير = لا جواب الآن .. وسيأتي على مهل بعد استيفاء المقدمات اللازمة.
فإذا نحن نستبق النتائج، وننتقل من الألفاظ المفردة إلى التراكيب المؤلفة! إلى منطق الطير والنمل!.
هل كان سليمان يتحدث بالعربية؟
هل كان فرعون يتكلم العربية؟
هل كان أولئك القوم الذي لا يكادون يفقهون قولا يتكلمون العربية؟
فهل كانت النملة والهدهد يتكلمان العربية بهذه الدقة والفصاحة؟
وبهذه الطريقة ضاع النقاش وضلت الفائدة وتأخرت الإجابة الشافية .. ونصل إلى ذروة سوء الفهم وسوء الظن معاً:
سبحان الله!
ومتى أصبحت ترجمة كلام أحد من الناس تقويلا له ما لم يقل؟
يتبع
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Oct 2010, 12:06 ص]ـ
(وأوتينا من كل شيء)
هذا إخبار من سليمان عليه السلام أن الله استجاب دعاءه في قوله الذي قصه الله تعالى علينا: (رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب).
وكان - مما نحن بصدده - أن علمه الله اللغات كلها بما لا يلحقه فيه أحد من بعده .. فعلمه الله منطق الطيور، وكان له معرفة بهدهدة الهداهد، وكان له معرفة بلغة النمل أيضاً، كما في سورة النمل ..
فإذا كان ذلك كذلك .. أفلا يعلمه العليم الخبير لغة العرب؟ .. أفلم تكن بلاد العرب تحت ملكه؟.
قرأت أن المكان (وادي النمل) الذي سمع فيه سليمان مقالة النملة كان بموضع من بلاد العرب (بين فلسطين واليمن) اسمه " قديد " [150 كم شمال مكة].
فما المانع من أن يتكلم سليمان بالعربية؟.
يتبع
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Oct 2010, 12:30 ص]ـ
(كانوا لا يفقهون قولاً)
(كانوا لا يفقهون قولاً) الكهف، هي مثل قوله تعالى: (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً) النساء.
وهما لا يعنيان أن القوم كانوا خرساً أو عاجزين عن التلفظ .. لم تكن مشكلتهم مشكلة لغة فحسب (فصاحة وبلاغة) كما ذكرت أخي أبا سعد .. بل تخلف حضاري شامل (الفقه)، لم يكن لديهم من مقومات الحياة إلا المال فقط.
كانوا لا يحسنون النظر في شؤونهم ولا التعبير عما يصلح حضارتهم وعمرانهم، ولم يكونوا من أهل الرأي الذي هو قبل شجاعة الشجعان، فلا حكمة لهم ولا علوم لديهم ... كما أذكر من كلام ابن خلدون وغيره.
مثلما يختلط نظام الحياة لدى من لا يؤمن بالقدر ولا يحسن التعامل معه (لا يفقهون حديثاً) النساء ..
وكفاهم عجزاً عن فقه القول أنهم عجزوا عن صناعة حل يعالج قضيتهم الوطنية علاجاً حاسماً ..
وهؤلاء القوم لم يكونوا من أهل الإقليم المقصود بالكلام (موطن العربية) .. قيل: في الصين، وقيل: في أفريقية.
وألفاظ كلامهم عربية ليس فيها ما يثير الاستغراب:
(القرنين مثنى قرن / ياجوج / ماجوج / خرج / سدا) ..
(وآتيناه من كل شيء سبباً)
ولا تنس أن الكلام في ذي القرنين مماثل للكلام في سليمان، وهما ممن ملك الأرض كلها، فقد آتاه الله تعالى (من كل شيء سبباً)
فلا غرابة أن تشرح له تراجمه مقصد أولئك القوم الذي فهمه فعمل لهم ما يصلح به شأنهم من إقامة السد .. فيقص الله علينا ذلك القول.
يتبع
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Oct 2010, 01:19 ص]ـ
(واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي)
نشأ موسى ذي النسل الإبراهيمي في قصر فرعون (القبطي / الحامي)، وفي أحضان أمه (الإسرائيلية / السامية)، وهاجر إلى مدين (العربية / السامية)، وحين وصل موسى ماء مدين، لم يكن ثم ترجمان يفسر قوله للمرأتين المدينيتين (العربيتين) اللتين وجدهما معتزلتي الناس، ولا ترجمة ردهما عليه، وذلك في قوله تعالى:
(قال ما خطبكما؟ قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل ... فجاءته إحداهما ... قالت: إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، فلما جاءه ... قال لا تخف نجوت من القوم الظلمين) .. لم تكن المخاطبة إشارة إذ ن لقال الله: (فأشارت إليه).
وعاد بعد حجج عشر من جديد إلى مصر؛ ليخرج بقومه إلى فلسطين الكنعانية (السامية / العربية) .. وهي في جوار مدين.
وهذا يدعو إلى التأمل في شأن تلك اللغات التي كانت في ذلك العصر وفي ذلك الإقليم، في أقل تقدير هي لغات متقاربة، بل هي لهجات أكثر منها لغات، على حد عبارة ابن حزم آنفاً ..
ملاحظة:
كانت الطريق من اليمن إلى فلسطين عامرة منذ عهد مملكة سبأ التي كان لها اتصال بسليمان عليه السلام: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين)، وحتى البعثة: (رحلة الشتاء والصيف). فالأمر موصول.
وإلا ... فحسبي أن اجتهدت فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فأستغفر الله.
والحمد لله أولا وآخراً.
¥