المقدِّم: طبعاً كلمة (عَدَل) ذكر الآيات كلّها في العَدل، وذكر معنى العَدل وما يتبعها
الضيّف: نعم،طبعاً هناك بعض الكلمات في القرآن الكريم تكرَّرت كثيراً فهذه يُطيل فيها.
المقدِّم: لكن إذا كانت الكلمة خُماسية كيف أرُجع الكلمة وأعرف أنّها موجودة.
الضيّف: ممتاز، تُرجعها إلى أصله،
المُقدِّم: ولكن كيف أرجِعها إلى أصلها مثل كلمة الحكمة
الضيف: حَكَم، لابد أن يكون لديك معرفة بالصَّوت، ولذلك (نُزهة القلوب) للسَّجستاني أسهل منه، فإنّها رتّبها ترتيباً ألف بائياً لكن لم يُرجعها إلى أصولها، فمثلاً كلمة (أقامُوا) لا تجدها في مادة (قَوَمَ) وإنَّما في مادة الألف (أقام) وهكذا فهذه طريقته، وحقيقةً طريقته مميَّزة.
وأيضاً من مميزات الرَّاغب الأصفهاني التي أجَادَ فيها وهي أنّه لا يكتفي بالمعاني التي يذكرها أصحاب اللُّغة، يعني يرجِع إلى كُتُب معاجم اللُّغة يستفيد منها كثيراً مثل كتاب (المُجمل) كما قلت لابن فارس ومن سبقه ككتاب (العين) للخليل بن أحمد الفراهيدي. لكن هناك معاني في المفردات القرآنية يدُّل عليها السِّياق في القرآن لا يذكرها علماء اللُّغَة، فهذا يَلتقط المعاني التي يدُّل عليها السِّياق ويُضيفها هنا، ولذلك تميّز بهذه المِيزة، ولذلك يُعتبر من أجود كُتب المفردات على الإطلاق.
المُقَدِّم: وطريقته في التفسير طريقة محمودة يا شيخ
الضيَّف: طبعاً، فهو على مذهب أهل السُّنة والجماعة كما ثبتَ في ترجمته، وكان يَرُد على القدرية وعلى المرجئة والمعتزلة فهو سُنِّي كما يظهر من كتابه. طبعا ميزة الكتاب لمّا طُبِع بهذا المستوى في مجلد واحد، الآن لمّا تُريد أن تبحث عن أيّ آية لابد أن تُرجِعها إلى أصلها، ثمَّ تبحث عنها في المادة، وقد صنع الأخ المحقق (صفوان داودي) جزاه الله خير، طبعاً الكتاب له تحقيقات كثيرة حقّقها الدكتور محمد أحمد خَلَفَ الله عام 1390 وطبعه مرّة أخرى، وحقَّقَه نور محمد كَرَاجي في باكستان، وحُقِّقَ تحقيقات في بيروت وطُبِعَ طبعات كثيرة جِدّاً، فهذا الكتاب من أكثر الكتب طباعةً في غريب القرآن. ثمّ حقّقها الأخ صفوان داودي 1412 من الطبعة التي عندي هنا هذه هي (الطبعة الأولى) دار القلم، فأجاد فيها أيَّما إجادة جزاه الله خيراً، فهو أجود تحقيق موجود الآن هو هذا التّحقيق وجمعه في مجلّد واحد، فعندما تحمله الآن في يدك تستطيع أن تُراجع أيّ مفردة بكل سهولة وتُرجعه إلى أصله
المقدِّم: ولا يعني من سيرجع لهذه اللّفظة سيرجع إلى معناها فقط بل سيعرف اشتقاقها وماذا يُستعمل له
الضيف: بالضّبط، لاحظ الآن من المؤخذات الآن – و الحقيقة هي ليست بملحوظات عميقة- فقد فاته ثمان مفردات كلمة (زَبن) في قوله (سندعُ الزّبانية) ومادة (قَرَشَ) في قوله (لإيلافِ في قريش) ومادة (كَلَحَ) في قوله (وهم فيها كالحون) ومادة (قَدَوَ) في قوله (فبهُداهمُ اقتده، وفي مادة (نَضَخَ) في قوله (فيهما عينان نضَّاختان)، كان المفترض أن يذكرها، كلمتي خردل، وفَنِيَ في قوله (كلّ ُ من عليها فانٍ) هذا استدركها المحقق على السَّمين الحلبي صاحب (عمدة الحُفَّاظ) لعلّنا نذكره
أيضاً كان يَحصل عنده خلل نادراً في ترتيب بعض المفردات، نادراً أحياناً يختار اختيارات ضعيفة في معاني المفردة، وينسى بعض التقسيمات فيقول وهي على أربعة أنحاء ثمّ يذكر ثلاثاً. وهي أمور شكلية.
المُقدِّم: لكن بالنسبة للمفردات بهذا العدد وهذه الكمية الضَّخمة، هل هناك كتاب استوعبه أو قريب من استيعابه
الضيف: نعم هناك كتاب استدرك عليه وهو كتاب (عمدة الحُفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ) للسَّمين الحلبي تلميذ أبِّي حيَّان الغرناطي له كتاب بهذا العنوان في أربعة مجلّدات حقَّقه الدكتور محمد آل تونجي وهو قد بناها على هذا، بنى كتابه على هذا الكتاب ولكنّه أضافه إضافات جيّدة، السّمين الحلبي له إضافات في الاشتقاق، له إضافات في الاستشهادات، في البيان، فالسّمين الحلبي عالم، حتى المراجع التي رجع إليها بعضها مفقود ممّا يَدُّل على أنّه رجلٌ لا يُشَّكُّ في علمه، وله (كتاب الدُّر المصون في علم الكتاب المكنون)
المقدِّم: من يقرأ هذا الكتاب يا شيخ.
¥