(((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ)))
فقد عانى أهل الإخلاص من هذا وأول من عانى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، لذلك قال صلى الله عليه وسلم عن الوساوس:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
(((سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْوَسْوَسَةِ قَالَ تِلْكَ مَحْضُ الْإِيمَانِ)))
لذلك كانت تكملة الحديث:
(((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ وَعِنْدَهُ أَزْوَاجُهُ فَرُحْنَ فَقَالَ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ لَا تَعْجَلِي حَتَّى أَنْصَرِفَ مَعَكِ وَكَانَ بَيْتُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا فَلَقِيَهُ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَنَظَرَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَجَازَا وَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَالَيَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ قَالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ فِي أَنْفُسِكُمَا شَيْئًا)))
مع أن الوساوس محض الإيمان إلا أن المؤمن يعاني من ذلك وتجنب وضعه في هذا الوضع أولى.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
قَالَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ فَقَالُوا أَيْ رَسُولَ اللَّهِ كُلِّفْنَا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}
فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}
قَالَ نَعَمْ
{رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا}
قَالَ نَعَمْ
{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}
قَالَ نَعَمْ
{وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
قَالَ نَعَمْ" أهـ
إن الوساوس والخواطر لا مناص منها، والله سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها، هذا والله أعلم وأحكم.
أعتقد هذا الرابط مفيد.
موضوع: آية وحديث شرط عجيب (5):
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5546
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Oct 2010, 09:30 ص]ـ
أحسنت أخي الشيخ أبا فهر على هذه النقول القيمة، وبارك فيك ...
ـ[زمرد]ــــــــ[03 Oct 2010, 04:40 م]ـ
أشكر الجميع على ردودهم
د. فهد الوهبي: تفريق جيد فلابد من النظر في زمن العصمة (قبل النبوة أو بعدها)، وفي متعلق العصمة وهو (التبليغ، والوقوع في كبائر أم صغائر).
أ. مهند شيخ يوسف: بالنسبة للصغائر فقد أجمع أهل السنة على عصمتهم في تبليغ الرسالة، وعصمتهم من الكبائر، وصغائر الخسة التي تزري بصاحبها كسرقة الحبة والحبتين، والتطفيف ونحو ذلك.
(واختلفوا فيما عداها من الصغائر والخطأ والنسيان والسهو وجمهورهم على جوازها عليهم مع كونهم لايقرون عليها، ولايصرون على عملها، بل لابد أن يتنبهوا لها ويتوبوا منها. مجموع الفتاوى (4/ 320) لوامع الأنوار البهية (2/ 304)، شرح العقيدة السفارينية لابن عثيمين (573 - 574)).
أ. أبو فهر السلفي: نقول نفيسة سأفيد منها بإذن الله.
أ. أم عبدالله الجزائرية: ليست نقطة البحث لكن استفدت من نقلك في موضوعه.
وشكر الله لكم.
ومرادي الروايات المردودة من العلماء المحققين كابن تيمية وابن كثير، والتي تتنافى مع العصمة بعد ثبوت النبوة، والتي لاتقع من رجل صالح فضلا عن نبي كقصة داود عليه السلام ورؤيته المرأة التي كان زوجها في الجهاد.
¥