ما موقع غيره منه؟ وما موقعه من غيره؟ أين الأصل وأين الفرع؟ أم هما فرعان فأين الأصل؟ أم أصلان فأين الأحق والأولى بالدراسة والإظهار والتبيين للناس والدعوة إليه وإهدار الأوقات والجهود فيه؟؟؟.
لاحظ أخي أنك نقلت فيما سلف هذه المقولة:
((لا نرى بأسا من فتح أبواب جديدة لفهم الرموز التى جاءت فواتح لبعض سور القرآن الكريم، والتى لم تعد تفسيرات القدماء لها مقنعة للعقل المسلم فى العصر الذى نعيش فيه. . . ان بقاء الباب مفتوحا لاكتشاف المعانى الجديدة والأسرار غير المسبوقة لهذه الحروف والرموز هو الطبيعى، فنحن أمام كتاب لا تنقضى عجائبه ولا تنفد مكتشفات أسراره، ولسناأمام نص قد طوت الأفهام - حتى ولو كانت أفهام الصحابة - كل أسراره ومعانيه ومراميه)) انتهى الإقتباس
أكرر
(( .. والتى لم تعد تفسيرات القدماء لها مقنعة للعقل المسلم فى العصر الذى نعيش فيه .. ))
كيف لا تكون مقنعة مع أنك تقول الآن:
الإعجاز البيانى هو المقدم عندى على كل وجوه الإعجاز الأخرى
كيف يجتمع كل هذا؟
فهل فى هذا جريرة أو إثم؟!!
الجريرة في إهمال أضخم الوجوه الإعجازية تأثيراً في الحياة البشرية وتقديم غيرها عليها منفلتة من محورها الذي يجب أن تدور فيه وتخدمه .. وحتى يصير الذي هو أدنى هو الشغل الشاغل ويترك الذي هو خير.
ولقد طالعت لك اليوم مشاركة فى الملتقى عن الإعجاز العلمى الرائع فى قوله تعالى: " يخرج من بين الصُلب والترائب "
وهذا يعنى أنك تؤيد الإعجاز العلمى ولا تتنكر له
فلماذا الإعتراض على كلامى إذاً؟!!
مشاركتي تلك داخلة في دائرة العلم المتحقق في الآفاق والأنفس والذي كلفنا الله النظر فيه والتفكر فيه آناء الليل وأطراف النهار.
وهي معجزة منذ نزول الوحي بسورة الطارق، ومنذ سمعها العرب من نبيئهم الكريم، وفهموها فهماً مجملاً معجزاً أن الماء الدافق يخرج من بين الصلب والترائب، فجاء العلم الحديث وقال نعم هي من بين الصلب والترائب .. العجز الجديد هو هو العجز القديم .. مع زيادة اعتماد الجديد على قوته العلمية، وتسليم القديم بفطرته المرهفة (وشتان). لا يجوز أن نقول إنها صارت معجزة الآن فقط كما يعتقد بعضهم، لقد كانت معجزة أمس واليوم وغداً، ظاهرة في أنها معجزة أمس واليوم وغداً ..
أليس كذلك؟؟
وأرجو أن تعتبره سؤالا استنكاريا لا استفهاميا، لأنى لا أرغب فى مواصلة الحديث الآن عن مسألة الإعجاز لإبتعادها عن مسار الموضوع الرئيس
لا أراه خروجاً عن المسار كما تراه .. أراه أمراً يتعلق بقضية موضوعنا: الحسم وعدمه، وبما يشغل الملتقى هذه الأيام: الإعجازات، ولكن كما تشاء.
تقبل تحياتى
وتحياتي ومودتي واحترامي ...
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Nov 2010, 06:43 ص]ـ
الرد على قولك الكريم، واغفر لي بعض التكرار الذي لابد منه:
((فأظن أن ذلك ليس صحيحاً لأن العجم ربما يملكون آلات وقواميس وحواسيب لصناعة الجمل وإنشاء التعابير ... ))
1. ما كان يملكه العرب من تلك الآلات البيانية التي ذكرتَ كان أضخم مما تملكه جامعات الغرب الأعجمية قاطبة ..
2. لا يدخل العجم في قوله تعالى (((الإنس والجن))) .. إلا إذا تعلموا اللسان العربي الذي نزل به القرآن، وهذا أول شرط يمكنهم من إنشاء كلام عربي يضاهون به القرآن العربي، وإذا تعلموا لسان العرب صاروا عرباً "من تعلم لسان العرب فهو عربي"، فسقط أن يكون العجم داخلين في مضمون الآية أصلاً وفصلاً.
3. إذا عجز العرب وهم أبلغ الناس بياناً، وتراثهم الأدبي خير شاهد، عن الإتيان بقرآن عربي، وهذا أمر مسجل عليهم، فغيرهم عن ذلك أعجز .. وما زال التحدي قائماً رغم كل التقدم المادي التقني والبياني الذي طرأ على الغرب الأعجمي.
فليخلقوا ذباباً وليجتمعوا له، وليأتوا بحديث من مثله، وليتظاهروا وليتعاونوا .. إن كانوا صادقين.
هذه هي أقوى معركة فاز فيها القرآن عبر القرون.
أحسنت أخي عصام وقد أقنعتني بقولك هذا. بارك الله بك. وزادك علماً.