الأخ الدكتور محمد الفقي أستاذ في الدعوة والثقافة الإسلامية وليس أستاذا في التفسير وعلوم القرآن، وله آراء جيدة في فنه الدقيق لكنه ليس حجة في غير تخصصه الدقيق ولو أنه عرض فكرته دون جزم بل للنقاش فحسب لأصاب، لكن لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة ولكل عالم هفوة.
وفيما كتبه الأحبة خير كثير وتحقيق مفيد والله من وراء القصد.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[29 Nov 2010, 11:16 م]ـ
فعلا أهل الاختصاص هم أولي الناس بالسؤال وأجدرهم علي الإجابة.
والنية الصالحة غير كافية عند الحديث عن كتاب الله
في كتاب النبأ العظيم للدكتور عبد الله دراز يقول في بيان مصدر القرآن:
مخالفة القرآن لطبع الرسولصل1 وعتابه الشديد له في المسائل المباحة:
وأخري كان يجيئ القول فيها علي غير ما يحبه ويهواه. فيخطئه في الرأي يراه،
ويأذن له في الشيء لا يميل إليه، فإذا تلبث فيه يسيرا تلقاه بالتعنيف الشديد، والعتاب القاسي، والنقد المر، حتي في أقل الأشياء خطرا: (((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ)))
(((وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)))
(((عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ)))
(((مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)))
(((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)))
(((أَمَّا مَنْ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى)))
أرأيت لو كانت هذه التقريعات المؤلمة صادرة عن وجدانه، معبرة عن ندمه ووخز ضميره حين بدا له خلاف ما فرط من رأيه. أكان يعلنها عن نفسه بهذا التهويل والتشنيع؟ ألم يكن له في السكوت عنها ستر علي نفسه، واستبقاء لحرمة آراؤه؟
إن الذي يفهمه علماء النفس من قراءة النص أن -ها هنا- البتة شخصيتين منفصلتين، وأن هذا صوت سيد يقول لعبده: لقد أسأت ولكني عفوت عنك وأذنت لك.
بتصرف
اذن من إعجاز القرآن ورود العتاب فيه للرسول صل1ولا ينقص ذلك من قدر النبي صل1