تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كنت أظن أنه سيذكر بعد ذلك أثر هذه العوامل والبيئة على شخصيته, وعلى تفسيره –المقصود بالدراسة-؛ لأنَّ ذلك يَتعلق بموضوع هذا الكتاب.

فإذا به لم يذكر إلا ترجمة مختصرة جداً, أشبه ما تكون بسرد تاريخي مختصر, دون الإشارة إلى ثمرة هذا المبحث وهو أثر بيئته الخاصة والعامة على شخصيته وعلى تفسيره.

وإن كان -جزاه الله خيراً- قد أشار إلى عوامل نبوغه إشارة عامة مختصرة.

خ - حينما ترجم الباحث لابن العربي, لم يتكلم على قضيتين هي مِن أهم القضايا التي لها أثر على منهج المُفسر وشخصيته, الأولى: مذهبه الفقهي ومدى تعصبه له, وإن كان قد أشار إلى شيء مِن ذلك في ثنايا البحث, وخص مدى تعصبه للمذهب المالكي في مطلب بعنوان (الروح العلمية لابن العربي) , وكان الأولى ذكر هذا في ترجمته عند تخصيص مطلب يُبيّن فيه مذهبه الفقهي ومدى تعصبه له, وأثر ذلك على تفسيره.

والثانية: مذهبه العقدي, وإن كان قد تكلم عن موقفه مِن عدد مِن المسائل الاعتقادية عند الكلام على استنباط ابن العربي للأحكام العقدية, وكان الأولى أن يخص ذلك بمطلب يُبين فيه مذهب ابن العربي العقدي وأثره في تفسيره.

د - ذكر الباحث في المبحث الثاني كتب تفسير الأحكام التي سبقت كتاب ابن العربي, وذكر أنّ منها ما هو مفقود, ومنها ما هو مطبوع متداول, ثم ذكرها ولم يُبين المفقود مِن المطبوع منها.

ذ - عندما بَيّن الباحث مصادر ابن العربي في الفقه, ذكر كتب المذهب المالكي فقط, ولم يُحاول أن يُبين مصادره في المذاهب الفقهية الأخرى, التي كان يذكرها في تفسيره.

ر - عندما تكلّم الباحث عن مصادر ابن العربي مِن كتبه التي أحال عليها في تفسيره, ظهر لي في كلامه نظرٌ, وأنّه لم يُحقق هذا المبحث جيّداً, ومِن ذلك:

أنه قال عندما ذكر إحالة ابن العربي إلى بعض كتبه, بعد ذكره لمسألة فقهية أوجز ابن العربي الكلام عليها, وكان هذا الكتاب المحال إليه في ختام كلامه للاستزادة في المسألة مفقوداً, قال الباحث ما معناه: أنَّ القارئ لتفسير ابن العربي لا يتحصل على المقصود منه. وفي هذا نظر؛ ذلك أنَّ مقصود ابن العربي مِن بيان الحكم الفقهي والإشارة إليه حاصلة, وهو ما أراده كما ذكر ذلك في مقدمته ونقله الباحث عنه أيضاً, فهو أراد بيان الأحكام المستنبطة مِن القرآن, وقد تحقق ولله الحمد, أما أنَّ القارئ لا يجد بغيته ومقصوده, فهذا فيه تفصيل؛ إن كانت بغية القارئ بحث المسألة الفقهية واستيعاب الأقوال والأدلة, فقد لا يُحصّل بغيته؛ لأن هذا مظنته في كتب الفقه, وإن كانت بغية الباحث معرفة الأحكام التي دلت عليها الآية فقد حصّل القارئ بغيته وطلبته والحمد لله.

ز - عند كلام الباحث على منهج ابن العربي في التفسير بالمأثور, ذكر أنّ ابن العربي يستشهد بالحديث مع ذكر سنده ومصدره من كتب السنة تارة, لكن المثال الذي ذكره ليس فيه إلا ذكر الصحابي دون بقيّة رجال السند, فإن كان قصده أنه يذكر أحد رجال السند فنعم.

س - عدم الدقة والجودة في صياغة عناوين بعض الفصول والمباحث.

هذا ما يسّر الله تعالى تقييده مما ظهر لي أثناء قراءتي وتصفحي لهذا الكتاب النافع, فما كان مِن صواب فيه فمِن الله تعالى, وما كان مِن خطأ فمِن نفسي والشيطان.

والله أسأل أن يرزقني والباحث والقارئ العلم النافع والعمل الصالح, وأن يهدينا للحق وإلى صراطه المستقيم بمنه وكرمه آمين.

وكتبه الفقير إلى عفو ربه/فهد بن عبد اللطيف بن فهد الوصيفر

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Oct 2010, 01:28 م]ـ

بارك الله فيك يا أبا عبداللطيف وجزاك خيراً.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير