تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Oct 2010, 12:48 م]ـ

لا شك أن اللعن أشد من الغضب، وهذا يحتاج الى دليل أخي الفاضل فالله تعالى لعن بني اسرائيل ولم يعذبهم ولكنهم ما زالوا يعيثون الفساد في الأرض.بينما حينما غضب عليهم مسخهم في الحال قردة وخنازير وكذلك الأمم السابقة فقد هلكوا بسبب غضب الله عليهم فأبادهم عن بكرة أبيهم وماتوا وقتلوا شر قتلة. والله تعالى أعلم وهذا اجتهاد مني إلا إذا جاء ما ينكثه بدليل أقوى وبالله التوفيق.

ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[18 Oct 2010, 01:22 م]ـ

الأخ الكريم تيسير

لو رجعت إلى المعجم المفهرس واستقرأتَ ألفاظ الغضب واللعن لأدركت أن اللعن أشد.

ألا توافق معي أن من يكذب خوفاً من الرجم والموت أخف جرماً ممن يكذب ويفتري ويَبهت متبرعاً.

يقول سبحانه وتعالى:"أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت"، ويقول:" من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير"، وبذلك يتضح أن عقوبة المسخ اجتمع فيها اللعن والغضب.

ويقول سبحانه: "إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة"، وبذلك يظهر أن اللعن يكون دنيوياً ويكون أخروياً.

يقول سبحانه:" ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله"، وبذلك يتضح أن الغضب لا يعني عقوبات فورية.

ولا أظن أن هناك من هو أشد ذنباً من إبليس الذي استحق اللعنة: "ان عليك لعنتي".

ثم إن اللعنة تعني فيما تعني الطرد من الرحمة، أما الغضب فلا يعني أكثر من توقّع العقوبة، ومن غضب يمكن أن يرضى، ومن عاقب يمكن أن يعفو.

عبارة مثل"غضب الله عليه" هل هي عند العلماء مثل عبارة:" لعنه الله"؟! الأولى لا يقول أحد بحرمتها على خلاف الثانية.

ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[18 Oct 2010, 01:32 م]ـ

بارك الله فيكم.

قال الشيخ محمد علي الصابوني في كتابه «روائع البيان في تفسير آيات الأحكام» (2/ 81)، وهو يعدد لطائف التفسير، ما نصُّه:

"اللطيفة الثانية: تخصيص (اللعنة) بجانب الرجل، وتخصيص (الغضب) بجانب المرأة؛ لأن الغضب أشد في العقوبة من اللعنة، والمرأة في اقترافها جريمة الزنى أسوأ من الرجل في ارتكابه جريمة القذف، لذلك أضيف الغضب إلى المرأة.

ومن جهة أخرى فإن النساء كثيرًا ما يستعملن اللعن فربما يجترئن على التفوه به لاعتيادهن عليه وسقوط وقعه من قلوبهن بخلاف غضب الله فتدبره" اهـ كلامه - جزاه الله خيرًا -.

وهذا موافق لما ذكره أخونا الكريم (تيسير الغول) - بارك الله فيه ونفع به -.

ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[18 Oct 2010, 01:59 م]ـ

نحن نعلم ما يقوله الصابوني حفظه الله وغيره من بعض أهل التفسير، ولكن هذا غير صحيح، لأن اللعن طرد من الرحمة والغضب قد يستوجب عقوبة ولكن لا يستوجب الطرد من الرحمة.

التي تزني يدفعها إلى هذا أمر فطري فيذهلها عن أمر ربها، وعندما تكذب في الملاعنة تقصد حفظ نفسها، ويدفعها إلى ذلك فطرة حب الذات والهرب من الموت.

أما المفتري فيخالف الفطرة التي فيها ميل إلى الصدق، وتدعوه خسته إلى اتهام بريء، وهو لا يقيم وزناً لأمر ربه، ولا يوجد في فطرته ما يذهله عن أمر ربه.

يمكن لمتدين أن يزني تحت ضغط الفطرة وذهول عن أمر الرب، أما الافتراء، وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق بالمحصنات فلا يفعله من في قلبه إيمان حقيقي.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Oct 2010, 02:03 م]ـ

بارك الله بك أخي الفاضل محمد بن يوسف على هذا التوضيح المهم. ولا أريد ان أقطع أن هذا هو الجواب الصحيح فقط. فلعل في المسألة ما يستحق التوضيح والبيان أكثر من الأخوة الفضلاء بانتظار مشاركاتهم.

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[18 Oct 2010, 04:19 م]ـ

نقاط ممتازة تستحق التوقف. ولكن أيهما اسرع في العقوبة الغضب أم اللعن؟؟ والسؤال بمعنى آخر: حينما غضب الله تعالى على الأمم السابقة مثلاً فهل كان غضبه عليهم سبباً في اجتثاثهم وإبادتهم؟؟؟.ألم يلعن الله تعالى اليهود في القرآن الكريم؟ فماذا ترتب على لعنهم في الحياة الدنيا؟؟ ولكن أظن أنه حينما غضب الله تعالى على الأمم السابقة فقد كان غضبه مدمراً قاضياً عليهم كما كان غضبه على قوم عاد وثمود وغيرهم من الهالكين.

والنقطة المهمة أيضاً والتي تحتاج الى تبيان هي أن الملاعنة كالمباهلة والكاذب فيها يستحق العذاب السريع في الدنيا قبل الآخرة لأنها عبارة عن محكمة وفض للتخاصم في أمر دنيوي لا يقتضي التأجيل في غالب الظن. فما رأيك؟؟؟

وقت نزول العذاب لا يعلمه إلا الله، وليس بالضرورة أن يكون مقتضى التلاعن من العذاب دنيوياً، ولا أعلم أن المتلاعنين نزل عليهم عذاب إلهي ولا عقاب دنيوي، بل الوارد أن الإسلام تعامل مع المولود (الولد للفراش ... ) ولم ينزل عقوبة بأحد من الوالدين .. إلا التفريق الأبدي بينهما.

وكلام الشيخ الصابوني رحمه الله غير متساوق مع النص القرآني، فاللعن أعنف عذاباً من الغضب، فاللعن مفاصلة قطعية نهائية، بخلاف الغضب الذي قد تطفئه صدقة أو توبة ..

وأما النساء وإكثارهن من اللعن كما في الحديث (تكثرن اللعن .. ) فليس المقصود أن الواحدة تكثر من لعن نفسها كما قال رحمه الله، بل يكثرن من لعن غيرهن، وليس كذلك الملاعنة، كما هو ظاهر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير