"وأما قوله:"عدْوانًا"، فإنه يعني به تجاوزًا لما أباح الله له، إلى ما حرمه عليه ="وُظلمًا"، يعني: فعلا منه ذلك بغير ما أذن الله به، وركوبًا منه ما قد نهاه الله عنه"
قال البغوي رحمه الله:
" {عُدْوَانًا وَظُلْمًا} فالعدوان مجاوزة الحدّ والظلم وضع الشيء في غير موضعه."
وبعد التأمل رأيت أن الجمع بين الوصفين ليس من باب التكرار أو التأكيد أو عطف الخاص على العام وإنما من أجل الاحتراز:
فالعدوان: حتى يخرج الخطأ والنسيان والجهل
والظلم: يخرج العدوان بحق
والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Oct 2010, 10:32 ص]ـ
قوله تعالى: (وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)
وردت في أربع آيات من كتاب الله تعالى:
في آيتين في سورة النساء
وآيتين في سورة الأحزاب
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30))
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169))
(أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19))
(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) (30)
قدرة الله تعالى على خلقه ليست أمرا خافيا، ولهذا أرى أن مجيء هذا التعبير ليس لبيان أن الله لا يعجزه شيء كما ذكر بعض المفسرين، وإنما فيه دلالة أخرى أرجو من الأفاضل تأمل ذلك لعلنا نصل إلى الدلالة الأنسب؟