تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القول الخامس: الباء للملابسة

وهذا القول قدمه أبو السعود والشوكاني على غيره من الأقوال، وقال به: الألوسي، والقاسمي.

قال أبو السعود: (وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {بِاسْمِ رَبِّكَ} مُتَعَلِّقٌ بِمُضْمَرٍ، هُوَ حَالٌ مِنْ ضميرِ الفاعلِ؛ أَي: اقْرَأْ مُلْتَبِساً بِاسْمِهِ تَعَالَى؛ أَيْ: مُبْتَدِئاً بِهِ؛ لِتَتَحَقَّقَ مُقَارَنَتُهُ لِجَمِيعِ أَجْزَاءِ المَقْرُوءِ)

قال الشوكاني: (وَقولُهُ: {بِاسْمِ رَبِّكَ} مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ، هوَ حالٌ؛ أي: اقْرَأْ مُلْتَبِساً بِاسْمِ رَبِّكَ أَوْ مُبْتَدِئاً باسمِ رَبِّكَ، أَوْ مُفْتَتِحاً)

قال الألوسي: (بلْ هيَ أصْلِيَّةٌ ومعناها الملابَسَةُ، وهيَ مُتعلِّقةٌ بما عندَها أوْ بمحذوفٍ وَقَعَ حالًا)

وقال الألوسي أيضاً: (ورُجِّحَت الملابَسَةُ بسلامتِها عنْ إيهامِ كونِ اسمِهِ تعالَى آلةً لغيرِهِ، وقدْ تَقَدَّمَ ما يَتَعَلَّقُ بذلكَ أوَّلَ الكتابِ).

القول السادس: الباء للمصاحبة

ذكره ابن عاشور.

قال ابن عاشور: (الثاني: أن تكون الباء للمصاحبة، ويكون المجرور في موضع الحال من ضمير (اقرأ) الثاني مقدماً على عامله للاختصاص، أي: اقرأ ما سيوحى إليك مصاحباً اسم ربك، فالمصاحبة مصاحبة الفهم والملاحظة لجلاله، ويكون هذا إثباتاً لوحدانية الله بالإلهية، وإبطالاً للنداء باسم الأصنام الذي كان يفعله المشركون، يقولون: باسم اللات، باسم العزى، كما تقدم في البسملة، فهذا أول ما جاء من قواعد الإسلام قد افتتح به أول الوحي).

القول السابع: الباء للدلالة على الملازمة والتكرار

قال به مكي بن أبي طالب القيسي.

قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} دَخَلَتِ الْبَاءُ فِي اسْمٍ لِتَدُلَّ عَلَى الْمُلازَمَةِ وَالتَّكْرِيرِ، وَمِثْلُهُ: أَخَذْتُ بِالْخِطَامِ، فَإِنْ قُلْتَ: اقْرَأْ اسْمَ رَبِّكَ، وَأَخَذْتُ الْخِطَامَ، لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلامِ مَا يَدُلُّ عَلَى لُزُومِ الْفِعْلِ وَتَكْرِيرِهِ).

القول الثامن: الباء للإهلال

قال الرازي: (وثالثُها: أنَّ قولَهُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}؛ أي: اجْعَلْ هذا الفعلَ لله وافْعَلْهُ لأجْلِهِ، كما تَقولُ: بَنَيْتُ هذه الدارَ باسمِ الأميرِ، وصَنَعْتُ هذا الكتابَ باسمِ الوزيرِ ولأَجْلِهِ؛ فإنَّ العِبادةَ إذا صارتْ للَّهِ تعالَى، فكيف يَجترئُ الشيطانُ أن يَتصرَّفَ فيما هو للَّهِ تعالَى؟)

وذكره النيسابوري، ومحمد عبده المصري، والقاسمي بمعناه.

القول التاسع: الباء بمعنى (على)، والمعنى اقرأ على اسم الله

ذكره السمعاني، والقرطبي، وابن عاشور، وعزاه أبو حيان ومن تبعه للأخفش.

قال أبو حيان: (وقالَ الأخفشُ: الباءُ بمعنى عَلَى؛ أي: اقْرَءِ على اسمِ اللَّهِ، كما قالُوا في قَوْلِهِ: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ}؛ أيْ: على اسمِ اللَّهِ)

قلت: لم أجد لهذه المسألة ذكراً في معاني القرآن للأخفش، حتى في تفسير قوله تعالى: (وقال اركبو فيها).

قال ابن عاشور: (الثالث: أن تكون الباء بمعنى (على) كقوله تعالى: (من إن تأمنه بقنطار) أي على قنطار، والمعنى: اقرأ على اسم ربك، أي: على إذنه، أي أن الملك جاءك على اسم ربك، أي مرسلاً من ربك، فذِكْرُ (اسم) على هذا متعين).

القول العاشر: الاسم صلة، أي: اذكر ربك

ذكره أبو الليث السمرقندي.

وعزاه أبو حيان، والسمين الحلبي، والشوكاني لأبي عبيدة، ولم أجده في كتاب أبي عبيدة.

قال أبو الليث السمرقندي: (ويقال: معناه: (اقرأ باسم ربك) كقوله: (واذكر ربك إذا نسيت) يعني اذكر ربك الذي خلق الخلائق)

قال أبو حيان: (وقالَ أبو عُبيدةَ: الباءُ صلةٌ، والمعنى: اذْكُرْ رَبَّكَ، وقالَ أيضاً: الاسمُ صلةٌ، والمعنى: اقْرَأْ بعَوْنِ رَبِّكَ وتَوْفِيقِهِ).

القول الحادي عشر: المعنى اقرأ بذكر ربك

قاله ابن جرير، وابن الملقن

قال ابن جرير: (اقرأ يا محمد بذكر ربك الذي خلق)

قال ابن الملقن: ((باسم ربك): أي بذكر ربك)

القول الثاني عشر: المعنى اقرأ بأمر ربك.

قال به ابن وهب الدينوري، وأبو الليث السمرقندي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير