قالَ ابْنُ وَهْبٍ الدِّينَوَرِيُّ: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، في قَوْلِهِ تَعَالَى: {اقْرَأْ} يَقُولُ: اقْرَأْ يا مُحَمَّدُ الْقُرْآنَ وهو أَوَّلُ ما نَزَلَ عَليْهِ جِبْرِيلُ {بِاسْمِ رَبِّكَ} بِأَمْرِ رَبِّكَ {الَّذِي خَلَقَ} الْخَلائِقَ).
قالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ: (قولُه تبارَكَ وتعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. يقولُ: اقْرَأْ القُرآنَ بأمْرِ رَبِّكَ).
القول الثالث عشر: المعنى اذكر التسمية في ابتداء كل سورة.
وهذا القول هو ما اعتمده الواحدي في الوجيز، وذكره ابن عطية عن الثعلبي، وذكره أبو حيان.
قالَ الْوَاحِدِيُّ: ({اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} يَعْنِي: اقْرَأِ القُرآنَ بِاسْمِ رَبِّكَ، وهو أَنْ تَذْكُرَ التَّسْمِيَةَ في ابتِداءِ كُلِّ سُورَةٍ، {الَّذِي خَلَقَ}: الأشياءَ والمخْلُوقَاتِ).
قال ابن عطية: (ووجه آخر في كتاب الثعلبي أن المعنى: اقرأ في أول كل سورة وقراءة: (بسم الله الرحمن الرحيم))
تنبيه: ليس في تفسير الثعلبي المطبوع ذكر لهذه المسألة فلعله نقله عنه بواسطة الواحدي.
القول الرابع عشر: اقرأ كلمة (باسم ربك الذي خلق) كأنه أمر بقراءة هذه اللفظة
ذكره وجها ابن عطية، وابن جزي.
قال ابن عطية: (ووجه آخر أن يكون المقروء الذي أمر بقراءته هو: (باسم ربك الذي خلق) كأنه قال له: اقرأ هذه اللفظة)
قال ابن جزي: (والوَجْهُ الثاني أنَّ معناه: اقرأْ هذا اللَّفْظَ وهو {بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فيكونُ {بِاسْمِ رَبِّكَ} مَفعولًا وهو الْمَقروءُ).
القول الخامس عشر: اقرأ ما يوحى إليك متحدثاً باسم ربك ناسباً ما تقرؤه إليه
قال عطية سالم: (والذي يَظهَرُ - واللَّهُ تعالى أعلَمُ - أنَّ قولَه: {بِاسْمِ رَبِّكَ}؛ أيْ: أنَّ ما تَقْرَؤُهُ هو مِن ربِّك، وتُبَلِّغُهُ للناسِ باسمِ ربِّكَ، وأنتَ مُبَلِّغٌ عن ربِّكَ، على حَدِّ قولِه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}، وقولِه: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ}؛ أيْ: عن اللَّهِ تعالى، وكقولِه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ}، ونَظيرُ هذا في الأعرافِ الحاضرةِ: خِطابُ الحُكْمِ، أو ما يُسَمَّى خِطابَ العَرْشِ، حينَما يقُولُ مُلْقِيهِ: باسمِ الْمَلِكِ، أو: باسمِ الأُمَّةِ، أو باسمِ الشَّعْبِ، على حَسَبِ نِظامِ الدولةِ؛ أيْ: باسمِ السُّلطةِ التي منها مَصدرُ التشريعِ والتوجيهِ السياسيِّ).
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 Oct 2010, 02:07 م]ـ
تصحيح كتابة الآية في سؤال السائل.
وقال تعالى (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله) ما المراد من هذه الآية؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Oct 2010, 02:37 م]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل عبد العزيز هذه الإجابة الوافية التي جمعت أقوال العلماء الأفاضل وجزاك الله تعالى عني وعن السائل خيرًا.
بالنسبة للآية التي صححتها فلقد كتبها السائل بهذا الشكل فظننت أن فيها قراءة بالباء (بما) لذلك أبقيتها كما هي لأني اعتبرت أنه يسأل عن الباء فيها أيضًا والله أعلم.