تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[متن حديثي لعلوم القرآن]

ـ[ابن أحمد]ــــــــ[03 Nov 2006, 04:17 م]ـ

السلام عليكم و رحمته الله و بركاته

و بعد

فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك و الذي أتشرف أن أكون في زمرة القارئين و إن استطعت المشاركين فيه.

و احب أن أشكر كل القائمين على المنتدى حيث فتحوا بابا من ابواب العلم و الخير عظيم أسأل المولى أن ينفع به و أن يجعله من الصدقة الجارية عليهم.

ثم اشكر الشيخ الفاضل محمد العبيدي على ان سهل و يسر لي الإشتراك في هذا المنتدى المبارك.

مشاركتي هي هل هناك متن حديثي في علوم القرآن أي متن حديثي يجمع ما ورد من أحاديث في أبواب علوم القرآن مثل الوحي و نزول القرآن و الناسخ و المنسوخ و جمع القرآن و هكذا.

الذي أعرفه ان هناك محاولات مثل كتاب فضائل القرآن في صحيح البخاري و مثل صنيع ابن كثير في أول تفسيره لكن هذه المحاولات قد لا تكون قد أتت على كل أبواب القرآن و علومه.

هل هناك متن في مثل هذا الباب؟

ثم ما هي القيمة العلمية لمثل هذا العمل؟

محبكم/ زياد بن أحمد خمبشي

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Nov 2006, 10:19 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر الأخ الكريم زياد بن أحمد خمبشي على هذا التنبيه.

وهذا الموضوع من الموضوعات التي أرى أنها من الأهمية بمكان لتأصيل علم "علوم القرآن"، وقد كنت أشرت إلى أهميته في رسالتي للماجستير ـ ومما قلته في ذلك:

(وأودُّ التأكيد هنا أيضاً على أهمية تأصيل مباحث وموضوعات علوم القرآن، وذلك بالرجوع إلى أصول العلم بدلاً من الرجوع إلى آراء الرجال وما كتبوه من مؤلفات، وقبولِ أقوالهم وأخذها على أنها من المسلّمات.

ولو أننا نظرنا نظرة فاحصة في مؤلفات علوم القرآن - وخاصة المتأخرة - لوجدنا أنّ أكثرها ترجع في الغالب إلى ما كتبه كل من الزركشي في (البرهان في علوم القرآن) والسيوطي في (الإتقان في علوم القرآن) دون الرجوع إلى المصادر التي اعتمدوا عليها ورجعوا إليها.

ومن أهم الأصول التي لابُدّ من الرجوع إليها ونحن نبحث في موضوعات علوم القرآن، كتب السنة، ولو أن العلماء وطلبة العلم جَرَدُوا كتب السنة واستخرجوا ما فيها من أحاديث تتعلق بموضوعات ومباحث ومسائل علوم القرآن لوجدوا علماً طيباً مباركاً، يغنيهم عن كثير من الأقوال والآراء التي لا مستند لها من نقل صحيح، وقد تخالف في كثير من الأحيان ما تدل عليه النصوص الصحيحة الثابتة.

وهذا يقودنا إلى الحديث عن الأمر الثاني الذي يتفرع عن أهمية الاعتماد والرجوع إلى أصول العلم المعتبرة وهو: وجوب ردّ الأقوال المخالفة لهذه الأصول، فإذا ورد قول في مسألة من مسائل علوم القرآن أو في أي علم آخر، وهذا القول يخالف مخالفة صريحة كتاب الله تعالى وسنة نبيه r وما أجمع عليه سلف هذه الأمة الصالح من الصحابة والتابعين ومَن تبعهم بإحسان من الأئمة المهديين - فإنه يجب رده، ولايُلتفت إليه؛ بل لايُعدُّ قولاً من الأقوال - ولا كرامة -.

قال ابن عبدالبر - رحمه الله -: (قال أبو عمر: ماجاء عن النبي r من نقل الثقات، وجاء عن الصحابة، وصح عنهم فهو علمٌ يدان به، وما أحدث بعدهم ولم يكن له أصل فيما جاء عنهم فبدعة وضلالة) ([1]).

ومن أمثلة الأقوال التي ذكرت في كتب علوم القرآن واشتهرت مع مخالفتها لنصوص القرآن الكريم الصريحة، قولهم: إن القرآن له نزولان:

الأول: نزول من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.

الثاني: نزوله من السماء الدنيا على النبي r ([2]) .

فهذا القول بعضه صحيح وبعضه ضعيف مردود، فالصحيح هو أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا؛ لثبوت ذلك في آثار صحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، كما سيأتي - إن شاء الله -، والضعيف المردود هو قولهم: إن القرآن نزل على النبي r من السماء الدنيا.

فهذا قول يخالف مخالفة صريحة ماجاء في آيات كثيرة من أن القرآن نزل على النبي r من الله مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام، كما قال سبحانه وتعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} [الشعراء: 192 - 194]، وقوله جلَّ وعلا: {وَالَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَبِّكَ بِالْحَقِّ} [الأنعام: 114]، وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} [المائدة: 67]. فهذه الآيات - وغيرها كثير - تدل بوضوح أن القرآن نزل على النبي r من ربه جلّ وعلا، لا من السماء الدنيا ولا من اللوح المحفوظ ولا من غير ذلك ...

ثُمَّ إن ذكر مثل هذه الأقوال المخالفة للأصول المعتبرة فيه تكثير للأقوال، وتسويدٌ للصفحات بدون فائدة تذكر، وأقرب مثال على ذلك ما ورد من أقوال في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف حتى أوصلها بعضهم إلى أكثر من خمسة وثلاثين قولاً، وأكثرها أقوال مبنية على اجتهادات عقلية لايدلّ عليها دليل، بل كثير منها يخالف مخالفةً صريحة دلالة الأحاديث الصحيحة كقول من قال: إن العدد {سبعة} لا مفهوم له وإنَّما يراد به التكثير والمبالغة من غير حصر.

فهذا قول ضعيف مردود - وإن كان له مستند في اللغة - لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي دلت على أن العدد سبعة الذي بعد الستة وقبل الثمانية هو المراد، كما سيأتي بيانه - إن شاء الله - في موضوع نزول القرآن على سبعة أحرف.)


([1]) جامع بيان العلم وفضله 2/ 946.

([2]) هكذا قال مؤلف كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم الدكتور محمد أبو شهبة ص 46.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير