[(اذكرني عند ربك .. )]
ـ[يوسف السليم]ــــــــ[16 Dec 2006, 01:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
س / هل من مأخذ على قول الكريم للذي ظن أنه ناج من السجينين (اذكرني عند ربك .. )؟
س / هل تعقيب الآية بقوله تعالى: (فلبث في السجن بضع سنين) كان على وجه الجزاء؟
للمدارسة العلمية ..
رفع الله أقداركم
ـ[روضة]ــــــــ[16 Dec 2006, 09:00 م]ـ
هل من مأخذ على قول الكريم للذي ظن أنه ناج من السجينين (اذكرني عند ربك .. )؟
جمهور المفسرين جعل هذا القول من سيدنا يوسف عليه السلام سبباً في استحقاق العتاب بل العقاب بتطويل مدة الحبس، وكان قوله تعالى: (فأنساه الشيطان ذكر ربه) سبباً في قوله: (اذكرني عند ربك)، والنتيجة: (فلبث في السجن بضع سنين).
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» ***** «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} يوسف42
طلب سيدنا يوسف عليه السلام من الساقي ـ الذي علم أنه سيعود إلى سيده ـ أن يذكر له حاله، وأنه مظلوم في القضية التي من أجلها حُبس، أو أن يذكره بعلمه ومكانته، أو بما رأى منه من معالي الأخلاق والشيم الدالة على بعده عما اتُّهم به، أو أن يذكره بكل ما ذكر.
والمقصود بـ (ربك): سيدك.
قال أبو حيان: " وهذا من يوسف على سبيل الاستعانة والتعاون في تفريج كربه، وجعله بإذن الله وتقديره سبباً للخلاص كما جاء عن عيسى عليه السلام: {من أنصاري إلى الله}، وكما كان الرسول يطلب من يحرسه. والذي أختاره أن يوسف إنما قال لساقي الملك: اذكرني عند ربك ليتوصل إلى هدايته وإيمانه بالله، كما توصل إلى إيضاح الحق للساقي ورفيقه".
ثم قال تعالى: {فَأَنْسَاهُ ?لشَّيْطَـ?نُ ذِكْرَ رَبّهِ} وفيه قولان: القول الأول: أنه راجع إلى يوسف، والمعنى أن الشيطان أنسى يوسف أن يذكر ربه ويلجأ إليه، وجنح إلى الاعتصام بمخلوق، وعلى هذا القول يكون تمسكه بغير الله مستدركاً عليه، حيث إنه عرض حاجته على سوى الله، {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} أي يوسف عليه الصلاة والسلام عقوبة على هذا النسيان، كما قال بعض المفسرين، "واعلم أن الاستعانة بالناس في دفع الظلم جائزة في الشريعة، إلا أن حسنات الأبرار سيئات المقربين، فهذا وإن كان جائزاً لعامة الخلق، إلا أن الأولى بالصديقين أن يقطعوا نظرهم عن الأسباب بالكلية وأن لا يشتغلوا إلا بمسبب الأسباب". [تفسير الرازي]
يقول صاحب الظلال: " وقد شاء ربه أن يعلمه كيف يقطع الأسباب كلها ويستمسك بسببه وحده، فلم يجعل قضاء حاجته على يد عبد ولا سبب يرتبط بعبد. وكان هذا من اصطفائه وإكرامه.
إن عباد الله المخلصين ينبغي أن يخلصوا له سبحانه، وأن يدعوا له وحده قيادهم، ويدعوا له سبحانه تنقيل خطاهم. وحين يعجزون بضعفهم البشري في أول الأمر عن اختيار هذا السلوك، يتفضل الله سبحانه فيقهرهم عليه حتى يعرفوه ويتذوقوه ويلتزموه بعد ذلك طاعة ورضى وحباً وشوقاً .. فيتم عليهم فضله بهذا كله .. ".
القول الثاني: قوله: {فَأَنْسَاهُ ?لشَّيْطَـ?نُ ذِكْرَ رَبّهِ} راجع إلى الساقي، والمعنى: فأنسى الشيطان الساقي ذكر يوسف لربه، أي للملك، حتى طال الأمر {فَلَبِثَ فِى ?لسّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} بهذا السبب، وإنساء الشيطان له بما يوسوس إليه من اشتغاله حتى يذهل عما قال له يوسف، لما أراد الله بيوسف من إجزال أجره بطول مقامه في السجن.
و (ربه) على هذا القول بمعنى الملك والسيد.
والقول الثاني هو ما ارتضاه أبو حيان، وذكر القول الأول بصيغة التمريض، وعقب عليه بقوله: "ورتبوا على ذلك أخباراً لا تليق نسبتها إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام".