تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى) هل يدل على أفضلية التأخر لليوم الثالث عشر؟.]

ـ[المسيطير]ــــــــ[01 Jan 2007, 01:54 م]ـ

المشايخ الفضلاء /

في قوله تعالى: " فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ".

أشكل عليّ قوله تعالى: (لمن اتقى).

هل القيد للأخير؟.

فيكون المتأخر اتقى لله من المتعجل؟.

أم أن الحاج متى اتقى الله تعالى في حجه فلم يرفث ولم يفسق فقد حاز على الأجر الذي وُعد به؟.

بداية أنقل لكم - مشايخي الأفاضل - ما ذكره الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى: (لمن اتقى) ثم أنقل ما تيسر مما خطته أيدي العلماء في تفسيرها، منتظرا توجيهاتكم وإضافاتكم.

قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى بعد ذكره لجملة من الأقوال في الآية:

(وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال:

تأويل ذلك: فمن تعجل في يومين من أيام منى الثلاثة فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه , لحط الله ذنوبه , إن كان قد اتقى الله في حجه فاجتنب فيه ما أمره الله باجتنابه، وفعل فيه ما أمره الله بفعله وأطاعه بأدائه على ما كلفه من حدوده.

ومن تأخر إلى اليوم الثالث منهن فلم ينفر إلى النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الأول , فلا إثم عليه لتكفير الله له ما سلف من آثامه وأجرامه , وإن كان اتقى الله في حجه بأدائه بحدوده.

وإنما قلنا أن ذلك أولى تأويلاته لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ومن حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق , خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ".

وأنه قال صلى الله عليه وسلم: " تابعوا بين الحج والعمرة , فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة "

3136 - حدثني عبد الله بن سعيد الكندي , قال: ثنا أبو خالد الأحمر , قال: ثنا عمرو بن قيس , عن عاصم , عن شقيق , عن عبد الله , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة , وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة ".

* حدثنا ابن حميد , قال: ثنا الحكم بن بشير , عن عمرو بن قيس , عن عاصم , عن زر , عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

3137 - حدثنا الفضل بن الصباح , قال:. ثنا ابن عيينة , عن عاصم بن عبيد الله , عن عبد الله بن عامر بن ربيعة , عن أبيه , عن عمر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تابعوا بين الحج والعمرة , فإن متابعة ما بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث , أو خبث الحديد ".

3138 - حدثنا إبراهيم بن سعد , قال: ثنا سعيد بن عبد الحميد , قال: ثنا ابن أبي الزناد , عن موسى بن عقبة , عن صالح مولى التوأمة , عن ابن عباس , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قضيت حجك فأنت مثل ما ولدتك أمك ".

وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول بذكر جميعها الكتاب , مما ينبئ عنه أن من حج فقضاه بحدوده على ما أمره الله , فهو خارج من ذنوبه , كما قال جل ثناؤه: {فلا إثم عليه لمن اتقى} الله في حجه.

فكان في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوضع عن أن معنى قوله جل وعز: {فلا إثم عليه} أنه خارج من ذنوبه , محطوطة عنه آثامه , مغفورة له أجرامه.

وأنه لا معنى لقول من تأول قوله: {فلا إثم عليه} فلا حرج عليه في نفره في اليوم الثاني , ولا حرج عليه في مقامه إلى اليوم الثالث ; لأن الحرج إنما يوضع عن العامل فيما كان عليه ترك عمله فيرخص له في عمله بوضع الحرج عنه في عمله , أو فيما كان عليه عمله , فيرخص له في تركه بوضع الحرج عنه في تركه.

فأما ما على العامل عمله فلا وجه لوضع الحرج عنه فيه إن هو عمله , وفرضه عمله , لأنه محال أن يكون المؤدي فرضا عليه حرجا بأدائه , فيجوز أن يقال: قد وضعنا عنك فيه الحرج.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير