[الجمع بين قوله تعالى: (في يوم كان مقداره ألف سنة) و (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)]
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 Dec 2006, 07:49 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
أشكل عليّ الجمع بين قوله تعالى: " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْفَ سَنَة " في سورة السجدة , وقوله تعالى: " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة " في سورة المعارج.
فوجدت أن الإمام الطبري رحمه الله تعالى أشار إلى الإشكال، ثم جلاّه لي و لأمثالي، فأردت نقل ماخطته يداه - رحمه الله - مما نقله عن العلماء، حيث قال عند تفسيره لسورة المعارج:
(وقوله: {تَعْرُج الْمَلَائِكَة وَالرُّوح إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة} يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح , وهو جبريل عليه السلام إليه , يعني إلى الله جل وعز ; والهاء في قوله: {إليه} عائدة على اسم الله.
{فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة} يقول: كان مقدار صعودهم ذلك في يوم لغيرهم من الخلق خمسين ألف سنة , وذلك أنها تصعد من منتهى أمره من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمره من فوق السموات السبع. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: 27027 - حدثنا ابن حميد , قال: ثنا حكام بن سلم , عن عمرو بن معروف , عن ليث , عن مجاهد {فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنة ; ويوم كان مقداره ألف سنة , يعني بذلك نزل الأمر من السماء إلى الأرض , ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد , فذلك مقداره ألف سنة ; لأن ما بين السماء إلى الأرض , مسيرة خمسمائة عام.
وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير آية المعارج، والجمع بينها وبين آية السجدة:
(قال وهب والكلبي ومحمد بن إسحاق: أي عروج الملائكة إلى المكان الذي هو محلهم في وقت كان مقداره على غيرهم لو صعد خمسين ألف سنة.
وقال وهب أيضا: ما بين أسفل الأرض إلى العرش مسيرة خمسين ألف سنة. وهو قول مجاهد.
وجمع بين هذه الآية وبين قوله: " في يوم كان مقداره ألف سنة " في سورة السجدة , فقال: " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " من منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات خمسون ألف سنة.
وقوله تعالى في (الم تنزيل): " في يوم كان مقداره ألف سنة " [السجدة: 5] يعني بذلك نزول الأمر من سماء الدنيا إلى الأرض , ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقدار ألف سنة لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام) أ. هـ.
ثم قال رحمه الله:
(وعن ابن عباس أيضا أنه سئل عن هذه الآية وعن قوله تعالى: " في يوم كان مقداره ألف سنة " [السجدة: 5] فقال: أيام سماها الله عز وجل هو أعلم بها كيف تكون , وأكره أن أقول فيها ما لا أعلم).
-
ـ[منصور مهران]ــــــــ[18 Dec 2006, 06:06 ص]ـ
سمعت الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - يقول: أيام الله لا يعلم مقاديرها إلا مُقَدّرها فإذا أخبر عن يوم بأنه كألف ثم أخبر عن يوم بأنه خمسون ألفا فهذا لأنه سبحانه لا يخبرنا عن يوم بعينه؛ فنجد في الإخبارين إشكالا، ولكنه يخبر عن شيئين فلكل شيء خبره الذي يخصه، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول عن ذلك: تلك أيام سماها الله عز وجل فهو أعلم بها وليس لنا إزاءها إلا التسليم.
(منقول من تسجيل لمحاضرة ألقاها الشيخ الشعراوي في إحدى المناسبات الدينية، فمن أرادها فليطلبها من باعة الأشرطة تحت اسم: ذاك يوم ولدت فيه)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Dec 2006, 04:23 م]ـ
بارك الله فيكم
تكلم عن هذا الإشكال العلامة ابن القيم في النونية عند كلامه على أدلة علو الرب تعالى على خلقه ص106:
هَذَا وَرَابِعُهَا عرُوجُ الرُّوحِ وَال = أملاَكِ صَاعِدَةً إِلَى الرَّحمَنِ
وَلَقَد أتَى فِي سُورَتَينِ لِكِلاَهُمَا اش = تَمَلاَ عَلَى التَّقدِيرِ بالأزمَانِ
فِي سُورَة فِيهِ المَعارِجُ قُدِّرَت = خَمسِينَ ألفاً كَامِلَ الحُسبَانِ
وَبِسَجدَة التَّنزِيل ألفاً قُدِّرَت = فَلأجلِ ذَا قَالُوا هُمَا يَومَانِ
يَومُ المَعَادِ بِذِي المَعَارِجِ ذِكرُهُ = وَاليَومُ فِي تَنزِيل فِي ذَا الآنِ
¥