تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرية جديدة في التفسير]

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[21 Jan 2007, 01:24 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على أفضاله، والصلاة والسلام على سيدنا رسوله محمد وآله وبعد: يشرفني أن أُحَيّي الإخوة الأعضاء والمشاركين والزوار والمتصفحين لملتقى أهل التفسير والدراسات القرآنية بتحية الإسلام، وأن أضع بتواضع بين يديهم نظرية جديدة في التفسير خرجتُ بها من قراءات في علم الدلالة الحديث والقديم، وأن أطلب منهم باعتزاز نقدها نقدا عِلميا (يسمى النقد الذي يسعى الى الكشف عن المزايا والعيواب على السواء بالنقد الكانطي نسبة الى صاحب كتابي نقد العقل العملي ونقد العقل الخالص أو المحض- وهو النقد العلمي الموضوعي المحايد، أما النقد المُركز فقط على كشف العيوب فهو غير موضوعي وغير علمي أربأ بإخوتي وأحبائي عنه. إذ القصد هو الوصول إلى فهم أمثل وطريقة أقوم لدراسة علم التفسير والمساهمة في تطويره، بتوفيق الله تعالى).

وتصلح هذه النظرية من وجهة نظر كاتب هذه السطور أن تكون أساسًا لكلية للتفسير تقوم بتدريسه في خمس سنوات بعدد الوحدات التفسيرية التي تضعُها، على أن تؤسس قبل قبول الطلبة مركزا للمعلومات التفسيرية يقوم بجمع مصادر الوحدات التفسيرية وترتيبها زمانيّا لتكون مرجعا للطلبة،

كما يمكن لهذه النظرية أن تُفيد الطالب المتطلع الى تعلم علم التفسير والتعمق فيه.

وتصلح أن تكون أساسا لمركز دراسات يختص بالتفسير ويحاول (الترتيب الرقمي الإلكتروني) لكل وحدة تفسيرية * [سيأتي عما قليل توضيح لهذا المفهوم]، ويقوم بتصنيف وجمع جميع ما قيل في هذه الوحدات وترتيبها زمانياً في مكانها من عنوان الوحدة. وهي تقوم على تقسيم علم التفسير الى خمس وحدات تفسيرية، تقابل وحدات علم الدلالة العام إذ التفسير هو علم دلالة القرآن. فلما كانت الأصوات هي وحدات لغوية قبل دلالية لأنها بمفردها الصوتي قبل حملها للمعنى لا تعد وحدة دلالية بل وحدة لغوية فقط. وهكذا يكون علم التجويد هو (علم ما قبل التفسير) لأنه علم أداء الصوت القرآني.

والنظرية قد اكتملت بحمد الله لديَّ وسأعرضها هنا أمام إخوتي الباحثين والقرّاء، مع بقاء شيء واحد افتقرت اليه النظرية وهي وضع علم القراءات في مكانه الحق من علم الدلالة القرآني، وأعد أن أفكر في وضعه في مكانه المناسب منها. وأتشرف بكل من يساهم. أصغر وحدة دلالية هي الكلمة، لأنها أصغر وحدة لغوية تحمل معنى، أما الوحدات اللغوية غير الحاملة للمعنى كالأصوات المجردة فهي ليست وحدات دلالية. (ومن ثم ليست وحدة تفسيرية) وتتفاوت الوحدات الدلالية من حيث السعة والضيق، والصغر والكبر، والأهمية فأصغرها الكلمة وهذه تنقسم إلى قسمين رئيسيين (الكلمات القواعدية) وهي الكلمات التي تدل على معنى ولها وظيفة وعمل. والكلمات ذات المعنى وهي التي تدل على مسمياتها ولكنها لا تحمل وظيفة. ولكل من هذين الصنفين تقسيمات أخرى صغرى. فالكلمات القواعدية تشمل: كلمات معينة محصورة، لا تتجاوز الـ300 في أي لغة من لغات العالم، وهي في العربية بحدود 250. وأحسن من درسها في التراث العربي هو ابن هشام النحوي في كتابه (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) وأسماها الأدوات، ولخصها عنه السيوطي في الإتقان في علوم القرآن، كما تشمل الكلمات القواعدية نوعا آخر عبارة عن صِيغ، وليس كلمات محصورة معدودة تدخل فيها صيغ الأفعال. وهذه الصيغ محصورة معدودة في كل لغات العالم أيضاً. ولولا ذلكم ما كانت اللغة نظاماً.

والوحدة الدلالية الثانية هي العبارة أو شبه الجملة، والثالثة هي الجملة: وكانت عند كثير من القدماء أكبر وحدة دلالية، وقد أدى ذلكم إلى كثير من الأخطاء في فهم المعنى. والوحدة الدلالية الرابعة هي السياق، وقد تسميه الكتابة بالفقرة، وإذا كان تحديد السياق صعباً ومختلفاً فيه فإن السياق في نص معين مكتوب محفوظ كالقرآن العظيم أقل صعوبة بحكم طبيعة تحديد النص. ولكن تحديده يحتاج قراءة كلية شمولية للنص القرآني في ضوء أسباب نزوله وتاريخ تدوينه، [من أحسن من ألقى الضوء على السياق القرآني كتاب صفوة التفاسير للصابوني] مع قاعدة ذهبية وهي أن ترابط أجزاء السياق فيما بينها أعني الكلمات والجمل وأشباه الجمل أولى وآكد في الأخذ بالاعتبار من النصوص المروية في ضوئه، فلا يجوز اقتطاع جملة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير