متى يُقدم حمل نصوص الوحي على العموم على السياق القرآني؟
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[17 Dec 2006, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم.
وفقكم الله وسددكم على طريق الخير آمين.
إذا اختلف المفسرون في معنى آية فمنهم من حملها على السياق القرآني ومنهم من حملها على العموم فمتى يقدم العموم على السياق؟
مثلا: قوله تعالى ((ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون))
فسر بعض المفسرين قوله تعالى ((أولي بأس شديد)) بأنهم بنو حنيفة بناء على سياق الآية ((تقاتلونهم أو يسلمون))
وفسرها ابن جرير رحمه الله بقوله: ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال إن الله تعالى ذكره أخبر عن هؤلاء المخلفين من الأعراب أنهم سيدعون إلى قوم أولي بأس شديد في القتال، ونجده في الحروب ولم يوضع لنا دليل من خبر ولا عقل على أن المعنى بذلك هوازن، ولا بنو حنيفة، ولا فارس، ولا الروم، وأعيان بأعيانهم، وجائز أن يكون عني بذلك بعض الأجناس، وجائز أن يكون عني بهم غيرهم، ولا قول فيه أصح من أن يقال كما قال الله جل ثناؤه إنهم سيدعون إلى قوم أولي بأس شديد)) تفسير الطبري 26/ 83
فأي المعنيين يكون مقدم، مع العلم _فيما أعلم _ أنه ليس هناك دليل على تخصيص المعنى بقوم معينين.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[17 Dec 2006, 11:12 ص]ـ
الحمد لله، وبعد
مثل هذه المسائل كثيرة في كتب التفسير، سِيَّما ليس هناك نصٌّ يُبيِّن أولى الأقوال بالصواب.
وإذا كان ذلك كذلك؛ فيظهر لي والعلم عند الله أن على طالب العلم أن يجمع المسألة بأطرافها ويُعمل قواعد الترجيح المتكاثرة في المسألة ويناقشها.
فحتماً ولا بد أن يظهر له مرجح، ويرجِّح لحيثيات قواعد الترجيح المعتبرة التي استند إليها.
وعليك بكتاب قواعد الترجيح عند المفسرين للحربي فهو نفيس.
والله أعلم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Dec 2006, 07:31 م]ـ
الأخ الكريم:
الحمل على العموم لا ينافي الحمل على المعنى الذي اقتضاه السياق، إذ المعنى الذي اقتضاه السياق داخل في العموم، والترجيح بينهما ليس من باب رد قول منهما، بل من باب بيان الأولى والأرجح
وقول بعض المفسرين إن المراد بالآية بنو حنيفة هو من قبيل التفسير بالمثال، والقائل بهذا لا ينفي دخول غيرهم ممن شابههم في معنى الآية، ولا تنافي بين المثال والعموم
فالترجيح بين الأقوال على ضربين:
1. ترجيح يراد به قبول قول، ورد ما عداه
.2. ترجيح يراد به بيان المعنى الأولى، مع قبول بقية الأقوال واعتبارها
هذه إشارة موجزة، والله الموفق