[قول أهل النفاق (أنؤمن كما آمن السفهاء) هل كان بلسان الحال أم بلسان المقال؟.]
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 Jan 2007, 05:37 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
في قول الله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ).
هل كان ذلك بلسان حالهم أم بلسان مقالهم؟.
قال هذا الإشكال الشيخ المبارك / صالح المغامسي وفقه الله ثم أعقبه بقول: وهذه الآية من أكثر الآيات في كتاب الله إشكالا - فيما يبدو -.
ثم أجاب عن الإشكال؟.
فقال (فيما معناه): إن ذلك القول كان بلسان الحال، وإلا لكان كفرهم كفرا صريحا ظاهرا، وكانوا في عداد الكفار الذين لا يَشتبه أمرهم على أحد من المسلمين.
ثم قال:
وهذا نظير قول الله تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا)، فإنهم لم يقولوا ذلك بلسان مقالهم بل بلسان حلهم.
ولقد بحثت بحثا سريعا عن من قال بقول الشيخ - وفقه الله - فلم يتيسر ليس الوقوف على أحد.
فهل أجد عند الفضلاء إفادة؟.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[13 Sep 2008, 07:56 ص]ـ
قال العلامة الالوسى رحمه الله فى تفسيره روح المعانى
وقد استشكل هذه الآية كثير من العلماء بأنه اذا كان جواب المنافقين هكذا يلزم ان يكونوا مظهرين للكفر فاين النفاق؟
واجيب بان هذا الجواب كان فيما بينهم وحكاه الله تعالى عنهم ورده عليهم
وقيل (اذا) فى قوله تعالى (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) بمعنى لو وتقدير الآية ولو قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا 00 الآية
تحقيقا لابطانهم الكفر اى انهم على حال تقتضى انهم لو قيل لهم كذا قالوا كذا
كما يقال _ واذا لمته لمته وحدى _
وقيل كان قولهم بحضرة المسلمين ولكن مسارّة بينهم واظهره عالم السر والنجوى
وقيل كان قولهم عند من لم يفش سرهم من المسلمين لمصلحة بينهم او قرابة
وقال مفتى الديار الرومية
الحق الذى لامحيد عنه ان قولهم هذا وان صدر بمحضر من الناصحين لهم لايقتضى كونهم من المجاهرين بالكفر لان قولهم فن من فنون النفاق لان قولهم محتمل للشر كما سبق تفسيره وايضا يمكن حمله على الخير
فيحمل على ادعاء الايمان كإيمان الناس وانكار ما اتهموا به من النفاق على معنى
_ انؤمن كما آمن السفهاء والمجانين الذين لا اعتداد بايمانهم لو آمنوا ولانؤمن كايمان الناس _
وقد خاطبوا به الناصحين استهزاء بهم مرائين بهذا المعنى الثانى وهم معولون فى باطنهم على المعنى الاول
والشرع ينظر للظاهر وعند الله تعالى علم السرائر ولهذا سكت المؤمنون ورد الله تعالى عليهم ماكانوا يسرون 000 انتهى كلام الالوسى بتصرف بسيط
قال كاتبه الفقير ابو معاذ المصرى
الذى يقوى انه ليس بلسان الحال ان القرآن حين يحكى مافى الباطن يعلن ذلك من باب التحدى كقوله تعالى (ويقولون فى أنفسهم) وهنا نسب لهم القول ولو كان بلسان الحال لربما تبجحوا وقالوا ماقلنا
والله تعالى اعلم