[سؤالان عاجلان]
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Nov 2006, 09:49 ص]ـ
السؤال الاول: يرى بعض من يتعاطى علم التفسير بان قوله تعالى عن آكلي الربا (لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) انها تدل على ما يسميه بعض المتأخرين وبعض المتقدمين بتلبس الجن للانسان ويعنون بذلك ان يدخل الجني الى بدن الانسان فيسيطر عليه ويسيره كما يشاء. والسؤال اين هو الدليل من الاية على هذا وما هو وجه الاستدلال وهل جاء في كلام العرب ما يشهد لهذا المعنى المبتكر؟
السؤال الثاني: جاء في الحديث الصحيح (ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) ما الفرق في التعبير بين العبارة النبوية وبين ان نقول - يجري في ابن آدم- مع العلم ان السائل ينكر القول تماما بتناوب حروف الجر
افيدونا مأجورين
ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 Nov 2006, 11:39 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أستاذي الكريم (جمال) جمَّلك الله بالمعتقد الصالح والعلم والعمل النافع.
هذا السؤال قد أجاب عليه كثير من أهل العلم وقالوا بإثباته، ولم ينكره إلا المعتزلة والعقلانيون، وهم قِلَّة، والحق بالدليل مع الكثرة. وهي مشهورة مستفيضة.
ونقولاتهم على اختلاف مذاهبهم الاعتقادية تثبت هذا خلا المعتزلة كما ذكرت.، ومنها:
_ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة))
_ وقال أيضاً: ((وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادَّعى أن الشرع يُكَّذِبُ ذلك، فقد كَذَبَ على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفى ذلك)) المجموع (24/ 276 - 277)
وانظر لمزيد بسط:
جامع البيان للطبري (3/ 101)
وتفسير القرطبي (وتعلم مذهبه!) (3/ 355) وقد عاب على من أنكر ذلك وقال قد مضى الرد على من فساد من أنكر ذلك في آية المس وأخبرتني أنك لم تهتدِ لإحالته، وأقولك لك الآن تجدها عند تفسيره لأية نبي الله سليمان (آية 102) من سورة البقرة؛ الفائدة الرابعة عشر (على ما أذكر)
وتفسير البغوي (1/ 261)
وتفسير ابن كثير (1/ 326)
وحكى الإجماع على ذلك من المفسرين ابن جزي الكلبي في التسهيل (1/ 98)
وقد تعترض على الإجماع ولكن ليس ثمة ناقض معتبر، ومتى فعلت بناقض معتبر يكون أمراً آخر.
وألَّف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في إثبات ذلك ((إيضاح الحق في دخول الجني بدن الإنسي))
ثم أعلم رحمني الله وإياك: أن نكرانه من بعض أهل العلم! مما لا يقوم عندهم دليل سوى رده للتوهم واستحالة ذلك عقلاً!!
ولو نظر المسلم بتمعُّنٍ وإنصافٍ وتريُّثٍ في المسألة، وتجردٍ للحق من غير تعجّل لبان له الحق شرعاً، وصدَّقه المحسوس المشاهد القائم على تصديقه.
وبعض العقلانيين (كحسان عبد المنان العابث بالمكتبة الإسلامية) حين ألَّف رسالته (الأسطورة الكاذبة) جاء بأكاذيب وحِيَلٍ في ردِّ الأحاديث، وشابه بصنيعه صنيع حسن السقاف عليه من الله ما يستحق من التلاعب بالنصوص والبتر والتدليس على القراء (وهكذا أهل البدع والأهواء يفعلون) فردَّ عليه غير واحد، ونقضتُ رسالته بحمد الله في كتابي: ((فتح الكريم الرحمن بنقض علاقة الجان بالإنسان)) وأصلتها تأصيلاً أحمد ربي أني لم أسبق إليه، والتوفيق من الله وحده.
ثم لمَّا خرجتَ _ غفر الله لك _ في قناة الجزيرة (ولم أكن قد التقيتُ بك) عجبتُ كلَّ العجب من أجوبتك التي تدل على عدم الإحاطة والإلمام بالمسألة! وقلت: سبحان الله!
كيف يقبلُ هذا الرجل أن يخرج على ملأٍ ويُعرِّف الناس على عقله بهذا التفكير الغريب، والقول بالعُمومِيَّات والكليات بقولك (لا. لا. لم يصح شيء) في نفيك للأحاديث! وتنقيصك لقدر بعض العلماء بعبارات فيها بعد عن الأدب، وأنت _ أيها الرجل _ لم تقتل المسألة بحثاً. وتعلم علم اليقين أن الحكم بالعموم والكل دونما بحث ودراسة مظنة الخطأ.
ولكن رحم الله العلامة المفسر الشنقطي؛ فقد كان كثير التذكير بهذه الأبيات (العذب النمير (1/ 53):
إذا ما قتلتَ الشيء علماً فقل به ... ولا تقلِ الشيءَ الذي أنتَ جاهلُهْ
فمَنْ كان يهوى أن يُرى متصدرا ... ويكره ((لا أدري)) أُصِبتْ مقاتلُهْ
¥