[نسيان القرآن بعد حفظه كبيرة (دراسة فقهية)]
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[08 Jan 2007, 01:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن نسيان القرآن مذموم ولكن ما حكم هذا النسيان؟ ذهب جمهور الفقهاء إلى أن نسيان القرآن الكريم بعد حفظه لغير عذر حرام وعده بعضهم من الكبائر.
وإليك بعض أقوالهم في ذلك
من أقوال الحنفية
قال الخادمي في بريقة محمودية 4/ 194:
(ومنها نسيان القرآن بعد تعلمه) ... لأن المعدود هنا ذنب التفريط في محفوظه لعدم تعاهده ودرسه) اهـ
وفي كشف الأسرار لعبد العزيز البخاري 4/ 276:
(قال الشيخ رحمه الله: إنما يصير النسيان عذرا في حق الشرع إذا لم يكن غفلة فأما إذا كان عن غفلة فلا يكون عذرا كما في حق آدم عليه السلام وكنسيان المرء ما حفظه مع قدرته على تذكاره بالتكرار فإنه إنما يقع فيه بتقصيره فيصلح سببا للعتاب ولهذا يستحق الوعيد من نسي القرآن بعدما حفظه مع قدرته على التذكار بالتكرار) اهـ
من أقوال المالكية:
في الاستذكار لابن عبد البر 2/ 487:
(عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت في هذا الحديث الحض على درس القرآن وتعاهده والمواظبة على تلاوته والتحذير من نسيانه بعد حفظه وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم من حديث سعد بن عبادة أنه قال من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة أجذم
قال أبو عمر: ومن حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي أجور أمتي حتى يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية من القرآن أوتيها رجل ثم نسيها وحديث بن مسعود أنه كان يقول تعاهدوا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها ... ) اهـ
من أقوال الشافعية:
وفي مغني المحتاج 1/ 39:
(ونسيانه أو شيء منه كبيرة والسنة أن يقول أنسيت كذا لانسيته ويندب ختمه أول نهار أو ليل والدعاء بعده وحضوره والشروع بعده في ختمة أخرى وكثرة تلاوته) اهـ.
وفي حاشية البجيرمي على شرح المنهج 1/ 447:
(قال حج في حاشية الإيضاح ظاهر كلامهم توقف التوبة على تمام حفظ ما نسيه من القرآن وتمام قضاء الفوائت وإن كثرت حيث قال وخروج من المظالم بردها أو برد بدلها إن تلفت لمستحقها ما لم يبرئه منها ومنها قضاء نحو صلاة وإن كثرت ويجب عليه صرف سائر زمنه لذلك ما عدا الوقت الذي يحتاج لصرف ما عليه من مؤنة نفسه وعياله وكذا يقال في نسيان القرآن أو بعضه بعد بلوغه ا هـ) اهـ
وفي طرح التثريب 3/ 102
(الخامسة): فيه الحث على تعاهد القرآن بالتلاوة والدرس والتحذير من تعريضه للنسيان بإهمال تلاوته. وفي الصحيحين عن ابن مسعود مرفوعا {بئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي. استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقلها}.
وفي الصحيحين أيضا عن أبي موسى الأشعري مرفوعا {تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها}.
وفي سنن أبي داود والترمذي عن أنس مرفوعا {عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها} , تكلم فيه الترمذي , وفي التنزيل {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}
وفي سنن أبي داود عن سعد بن عبادة مرفوعا {من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة أجذم} ,قيل معناه مقطوع اليد وقيل مقطوع الحجة وقيل منقطع السبب وقيل خالي اليد من الخير صفرها من الثواب وقد ذكر صاحب العدة وهو أبو المكارم الروياني من أصحابنا: أن نسيان القرآن من الكبائر) اهـ
وفي أسنى المطالب 1/ 64:
(ونسيانه كبيرة) , وكذا نسيان شيء منه لخبر {عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها} وخبر {من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله - عز وجل - يوم القيامة أجذم} رواهما أبو داود) اهـ.
وفي حاشية الرملي عليه:
(قوله: (ونسيانه كبيرة) موضعه إذا كان نسيانه تهاونا وتكاسلا) اهـ
وفي أسنى المطالب أيضا 3/ 340 قال وهو يعدد الكبائر:
¥