تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مامعنى هذه الجملة:]

ـ[المنصور]ــــــــ[20 Jan 2007, 01:27 م]ـ

الإخوة الفضلاء:

أحتاج من يشرح لي عبارة الماوردي التي ذكرها في مطلع تفسيره:

(الاسم: كلمة تدل على المسمى دلالة إشارةٍ، والصفة كلمة تدل على الموصُوف دلالة إفادة، فإن جعلت الصفة اسماً، دلَّت على الأمرين: على الإشارة والإفادة).

وآمل أن يكون الشرح بذكر المصدر لوأمكن ذلك,

شاكرا لكم سلفا.

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Jan 2007, 04:08 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.

الأخ المنصور ـ حفظه الله ـ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد، فإني رجعت إلى تفسير الماوردي فلم أجد النص الذي أشرتم إليه. طبعة " دار الكتب العلمية " بلبنان 1412 هـ / 1992 م.

أما بخصوص استفساركم فإن الاسم علامة دالة على معنى في ذاته، دون اقتران هذه الدلالة بزمن، مثل محمد، عائشة، كتاب، جمل، حجر، شجرة. ومن علاماته الجر و النداء، والإسناد إليه، والتنوين، وقبول (أل).

فالعلاقة بين الاسم والمسمى هي علاقة اعتباطية أي غير ضرورية، فليس في المسمى ما يوجب تسميته بالاسم المصطلح عليه من قبل مجموعة لغوية منسجمة.

أما الصفة فهي تدل على الموصوف دلالة إفادة، بمعنى أنها اسم دال على بعض أحوال الذات، وذلك نحو: طويل، وقصير، وعاقل، وقاعد ... فالعلاقة بين الصفة و الموصوف علاقة مباشرة، أي إن الموصوف يتضمن ما يوجب وصفه بتلكم الصفة على وجه الحقيقة أو المجاز، وهو يفيد معنى يمكننا من التمييز بين المشتركين في الاسم، ويقال إنها للتخصيص في النكرات، وللتوضيح في المعارف." شرح المفصل لابن يعيش ج 3، ص 46 ".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[المنصور]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:20 ص]ـ

أشكر لفضيلتكم التفاعل، وإفادتي بالمصدر المهم.

والكلام موجود عند كلام الماوردي على البسملة أثناء تفسيره لها بعد الاستعاذه في أول التفسير.

نرجع لمعني الجملة: هل إذا قلت: صالح: لرجل ما، فإن أردت الصفة فهي دلالة إفادة وإن أردت الاسم فهي دلالة إشارة، بمعني أنها كصفة فهي تفيد أن الرجل صالح فعلا، أما إذا كانت اسما فهي تشير إشارة فقط قد تصح وقد لاتصح دلالتها على صلاح الرجل.

هل هذا الفهم مني صحيح.

آمل إفادتي، وفقكم الله تعالى لكل خير، مكررا شكري لكم.

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Jan 2007, 02:05 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.

الأخ الفاضل المنصور ـ حفظه الله ـ.

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

ما أشرتم إليه موجود فعلا في تفسير الماوردي، ج 1، ص 48. وقد أورد فيه تعريف الكوفيين والبصريين للاسم، مع الانتصار لاعتباطية علاقة الاسم بالمسمى، حيث يقول: " وزعم قوم أن الاسم ذات المسمى، و اللفظ هو التسمية دون الاسم، وهذا فاسد، لأنه لو كان أسماء الذوات هي الذوات، لكان أسماء الأفعال هي الأفعال، وهذا ممتنع في الأفعال فامتنع في الذوات ". (تفسير الماوردي ج 1، 48).

وما ذهبتم إليه من أن الصفة تدل على الموصوف دلالة إفادة، وإن أردت الاسم فإنه يدل دلالة إشارة، فإنه صحيح على العموم، مع التنبيه إلى أن الصفة تدل على الموصوف بحيث تميزه عما يناظره بسمات مميزة، وذلكم معنى الإفادة.

ولما كانت الصفة من باب الخبر، فإنها تحتمل الصدق و الكذب، فإذا وصفنا رجلا ب " صالح " فإن صفة الصلاح تفيد أن الرجل متصف بذلك على جهة الحقيقة، إذا كان متصفا بمواصفات الصلاح فعلا. فالاستعمال اللغوي مرتبط بالواقع الذي يحيل عليه، وطبيعة المتخاطبين، وواقعهم الثقافي، ومن ثم فصدق الصفة في الدلالة على الموصوف مرتبط بحقيقة الموصوف، ونسبية الأحكام.

وقد تخرج الصفة عن الاستعمال الحقيقي إلى الاستعمال المجازي فيقصد بها خلاف الواقع الذي تحيل عليه، وذلك لتحقيق أغراض تواصلية أو جمالية كالاستهزاء و السخرية و المدح، أو تحقيق الانسجام و الاتساق بين مكونات الخطاب اللغوي.

أما الاسم فإنه يحيل على المسمى، وهذا هو معنى الإشارة، أي إنه علامة لغوية تحيل على مدلول، فالعلاقة بين الدال و المدلول، الاسم و المسمى هي علاقة اعتباطية. فليس في المسمى ما يوجب تسميته بذلكم الاسم المتعارف عليه من قبل المجتمع اللغوي. ذلك أنه من الناحية النظرية كان بإمكان المجموعة اللغوية المنسجمة أن تصطلح على مسمى معين بأي اسم. يقول أبو حاتم الرازي (ت322هـ) في كتابه الشهير و المفيد " الزينة في الاصطلاحات الإسلامية ": " إن كل شيء يعرف باسمه، ويستدل عليه بصفته من شاهد يدرك أو غائب لا يدرك. وربما دُعِيَ الشيء باسم لا يعرف اشتقاقه من أي اسم هو، بل يكون مصطلحا عليه، وقد خفي على الناس ما أريد به، ولأي شيء سمي بذلك الاسم كقولك: الفرس و الحمار، والجمل و الحجر و أشباه ذلك " (الزينة 1/ 33).

ومن هنا استقر لدى اللغويين مفهوم اجتماعية الدلالة اللغوية وعرفيتها، أي اكتسابها حركتها وفاعليتها بفضل الاصطلاح بين أبناء المجتمع اللغوي. (علم الدلالة العربي، فايز الداية، ص 17).

هناك دراسة قيمة أعدها الأستاذ الدكتور المنصف عاشور بعنوان: ظاهرة الاسم في التفكير النحوي، منشورات كلية الآداب منوبة، تونس 2004 م.

والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير