[مالمراد بالعدل والإحسان في سورة النحل؟؟؟؟؟؟؟؟]
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[24 Nov 2006, 02:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى:: " إن الله يأمر بالعدل والإحسان .... " الآية. من سورة النحل
مالمراد من العدل والإحسان في هذه الآية الكريمة؟ وما هو القول الصحيح فيها؟ حيث وردت فيها عدة أقوال.
نرجو منكم التكرم بالرد
ولكم منا جزيل الشكر
وجزاكم الله خير
وأثابكم الجنة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2006, 06:41 ص]ـ
العدل الذي أمر الله به في هذه الآية هو الإنصاف والقسط بكل صوره في الأقوال والأفعال، وإعطاء الحقوق لأصحابها، والصواب حمله على العموم في هذه الآية، وقد جاء هذا الأمر في آيات أخرى في القرآن، مثل (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} [سورة الأنعام: 152]، وقال تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} وغير هذه الآيات. وما ذكره المفسرون من أقوال هو داخل تحت المعنى العام للعدل. ومثله لفظ الإحسان فهو عام في كل صور الإحسان.
قال الإمام المفسر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: يقول تعالى ذكره: إن الله يأمر في هذا الكتاب الذي أنزله إليك يا محمد بالعدل، وهو الإنصاف، ومن الإنصاف: الإقرار بمن أنعم علينا بنعمته، والشكر له على إفضاله، وتولي الحمد أهله. وإذا كان ذلك هو العدل، ولم يكن للأوثان والأصنام عندنا يد تستحقّ الحمد عليها، كان جهلا بنا حمدها وعبادتها، وهي لا تنعِم فتشكر، ولا تنفع فتعبد، فلزمنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولذلك قال من قال: العدل في هذا الموضع شهادة أن لا إله إلا الله ....
وقوله والإحسان، فإن الإحسان الذي أمر به تعالى ذكره مع العدل الذي وصفنا صفته: الصبر لله على طاعته فيما أمر ونهى، في الشدّة والرخاء، والمَكْرَه والمَنْشَط، وذلك هو أداء فرائضه).
وقال ابن عاشور في تعريفه للإحسان والمقصود به في الآية:
وأما الإحسان فهو معاملة بالحسنى ممن لا يلزمه إلى من هو أهلها. والحسَن: ما كان محبوباً عند المعامَل به ولم يكن لازماً لفاعله، وأعلاه ما كان في جانب الله تعالى مما فسّره النبي بقوله: الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. ودون ذلك التقرّب إلى الله بالنوافل. ثم الإحسان في المعاملة فيما زاد على العدل الواجب، وهو يدخل في جميع الأقوال والأفعال ومع سائر الأصناف إلا ما حُرم الإحسانَ بحكم الشرع.
ومن أدْنى مراتب الإحسان ما في حديث الموطأ: «أن امرأة بَغِيّا رأت كلباً يلهث من العطش يأكل الثّرى فنزعت خُفَّها وأدْلَتْه في بئر ونزعت فسقته فغفر الله لها».
وفي الحديث " إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبْحة ". ومن الإحسان أن يجازي المحسَنُ إليه المحسِن على إحسانه إذ ليس الجزاء بواجب.
والله أعلم.