[الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 4 الشوشاوي]
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Jan 2007, 03:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
الشيخ الشوشاوي (ت899 هـ)
وكتابه
" الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة "
هو أبو علي بن طلحة الرجراجي الواصلي الشُوشَاوِي. ذكر المختار السوسي ـ رحمه الله ـ أن والده الشوشاوي كان من رجالات شيشاوة المشهورين، وله كتاب في القراءات القرآنية.
وينتسب الشوشاوي إلى أحد الرجال السبعة من شرفاء رجراجة، وهو سعيد بن يبقى.
تلقى الشوشاوي تعليمه برجراجة وهي من أشرف قبائل مصمودة، لها سابقة في الدين والعلم والفضل والصلاح.
كانت له علاقة بعبد الواحد حسين الرجراجي شيخ وادي نون، الذي ألف في ظاءات القرآن ودالاته وذالاته. كما رافق يحيى بن مخلوف السوسي (ت 927 هـ).
أتم الشوشاوي تعليمه العالي بجنوب المغرب، مما يؤكد الاستقلال العلمي الذي تمتع به جنوب المغرب بحيث أضحى لايقل شأنا عن المراكز العلمية المغربية كفاس ومراكش. والواقع أن المغرب كانت به مراكز علمية متعدددة من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، كشيشاوة وحاحا وتارودانت، وتازة ومكناس والريصاني وتمكروت، وتادلة والمهدية والعرائش وأصيلا، والشاون ووزان، وتطوان وطنجة وسبتة، وعبدة ودكالة وآزمور، وسلا والصحراء المغربية وبلاد شنقيط. ولكنها للأسف الشديد ظلت مغمورة.
وفاته: توفي الشوشاوي سنة 899 هـ بقرية عين الشيخ بأولاد برحيل، إقليم تارودانت من بلاد سوس بالمغرب الأقصى.
تلاميذ الشوشاوي: مما لا شك فيه أن علما من أعلام العلم ببلاد سوس العالمة، ألف التآليف المشهورة، التي أصبحت عمدة المدرسين بسوس خاصة والمغرب عامة، فضلا عن تصدره للتدريس السنوات ذوات العدد، كان له تلاميذ كثر، ولكن الكتب التي ترجمت له لم تذكر له إلا تلميذا واحدا، ولعله هو أهمهم وأشهرهم، كما أنها لم تذكر له إلا شيخا واحدا.
التلميذ الوحيد للشوشاوي الذي ذكرتنه الكتب التي ترجمت له هو: داود بن محمد بن عبد الحق التملي.
كتبه: ألف الشوشاوي ـ رحمه الله ـ كتبا كثيرة، نذكر منها:
1 - تنبيه العطشان على مورد الظمآن في رسم القرآن على قراءة نافع لمحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الشريسي المعروف بالخراز (ت 718 هـ) مخطوط بالخزانة العامة بالرباط، رقم 676، وهي نسخة كاملة تقع في 371 صفحة. ولها نسخ عديدة بالخزانة الملكية و القرويين.
2 - حلة الأعيان شرح عمدة البيان في ضبط القرآن للخراز.
3 - الأنوار السواطع على الدرر اللوامع في أصل مقرإ نافع لابن بري (ت 731 هـ).
4 - رفع النقاب عن تنقيح الشهاب، وهو شرح لتنقيح الفصول في الأصول لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس القرافي المالكي (ت684هـ).
5 - الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة: حققه الأستاذ الدكتور إدريس عزوزي، ونشرته وزارة الأقاف المغربية سنة 1409 هـ /1989 م. وقد خصصه الشوشاوي ـ رحمه الله ـ لعلوم القرآن، وهو مشابه في كثير من موضوعاته وقضاياه لكتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (ت 911هـ) ـ رحمه الله ـ.
قسم الشوشاوي كتابه هذا إلى عشرين بابا، إثنان منها خصصهما للحديث عن أحكام المعلمين والمتعلمين، ولمناقشة قضية خلق القرآن.
6 - فهرس موضوعات كتاب الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة:
أ. نزول القرآن.
ب. كتابة القرآن.
ت. قراءة القرآن.
ث. مشكلات القرآن في التفسير.
ج. أحوال حامل القرآن.
ح. أحكام المعلمين والمتعلمين.
خ. فضائل القرآن.
د. ختم القرآن.
ذ. وعيد القرآن.
ر. أسماء القرآن.
ز. أصناف القرآن.
س. العدد.
ش. خلق القرآن؟.
ص. الحلف بالقرآن.
ض. المفاضلة بين سور وآي القرآن.
ط. السور التي تلقى على العلماء في المناظرات.
ظ. الآيات التي تلقى في المناظرات.
ع. الحديث المسلسل في فضل كل سورة.
غ. المكي والمدني.
اعتمد الشوشاوي في كتابه هذا أسلوب المناظرة، حيث بناه على طرح السؤال أو الإشكال، ثم يعقبه بالجواب. وقد أجاد بذلك وأبدع، وأوجز وأفاد.
كانت للشوشاوي اختيارات موفقة، وترجيحات سديدة، مع إرفاق كل ذلك بالحجة والدليل، مما جعل من كتابه عمدة تدريس علوم القرآن بالمغرب الأقصى.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Feb 2007, 03:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشوشاوي ـ رحمه الله ـ: " أما كيفية إلقاء كلام الله تعالى على من أراد إلقاءه عليه، فإلقاؤه على و جهين: إما بإلهام لملك، و إما بكتابة في صحيفة أو لوح.
وأما هل تختلف عبارة النازل به إلى الأرض أو لا تختلف؟ فاعلم أنها تختلف، فإن نزل به على عربي عبر عنه بلغة العرب، و إن نزل به على عجمي عبر عنه بلغة العجم، و إن نزل به على عبراني فبلغته أيضا، و إن نزل به على سرياني فبلغته كذلك، لقوله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) (سورة إبراهيم، الآية 14). و المعنى واحد و لكن الألسنة مختلفة ".الفوائد الجليلة على الآيات الجليلة، ص 148/ 149.
¥