تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ترجيح الطبري أن الكرسي هو العلم ...]

ـ[الميموني]ــــــــ[29 Nov 2006, 12:06 ص]ـ

ترجيحات الأئمة الكبار في التفسير ينبغي أنْ يتأمّلها من أراد التمكّن من التفسير وينظر إلى ما فيها من دقائق الترجيح و الاستدلال، و لنضرب مثلا لذلك فإمام المفسرين الطبري له ترجيحات غاية في الأهمية و النفاسة تدلّ عظيم منزلته من العلوم الشرعية و تبرهن على إمامته أيضاً في اللغة والنحو وتشير إلى عبقريته الفذّة و من ترجيحات الإمام الطبري ترجيحات قد يضعفها بعض العلماء و قد لا يفهما على وجهها من لم يمعن النظر فيها و يقلب الفكر في اختلاف المفسرين. والمهمّ هو تفهّم وجه استدلاله رحمه الله ووجه ترجيحه قبل التعجّل في الحكم ثمّ من المعلوم أنّ الإمام الطبري قد يرجّح القول ولا يلزم من ترجيحه له في موطن أن يرجحه في موطن آخر لاختلاف السياق فمثلا يرجّح في معنى قوله تعالى (وسع كرسيه السموات و الأرض) أن معنى كرسيّه هنا كرسيه عِلمُهُ و قال: إنه الذي يدلّ على صحته ظاهر القرآن و استدلّ بقوله تعالى بعده: (وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا): 4/ 540 لكن ليس معنى هذا أنّ الطبري لا يثبتُ الكرسيّ إذا ثبت عنده من طريق آخر؛ وإنّما رجّح رحمه الله ما يراه أصحّ هنا بحسب سياق الكلام و استدلّ على ذلك، و أمّا معنى الكرسي فقيل الكرسيُّ هو موضع القدمين أو هو العرش و هو وهو أصحّ عن ابن عباس رضي الله عنه قال: الكرسي موضع القدمين والعَرْش لا يقدِرُ قَدْرَهُ إلا الله. (السنة لعبد الله بن أحمد 2/ 454 وتفسير ابن أبي حاتم2/ 491 (2601) و الدارمي في الرد على بشر لمريسي: ص67 والإبانة لابن بطة: 3/ 339 و الصفات للدارقطني: صـ 30 والحاكم 2/ 282.

وممن قال إن المراد بالكرسيّ العرش الحسن البصري رواه عن الطبري: 4/ 539 من طريق جويبر وبه قال الضَّحاك و السدي وغيرهما.

و أمّا القول بأنّ المراد بالكرسي علمه تعالى فمروي عن ابن عباس في روايةٍ عنه: رواه الطبري:4/ 537 و ابن أبي حاتم2/ 490 (2599) و اللالكائي في اعتقاد أهل السنة: 3/ 405 والبيهقي في الأسماء والصفات: ص233 لكنّ في سند هذا القول ضعفا قال ابن منده: (وهذا حديث مشهور عن مطرِّف عن جعفر بن أبي المغيرة لم يتابعْ عليه) اهـ. وقال أيضا: (ورواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسيُّ علمه ولم يتابَع عليه جعفرٌ وليس هو بالقويّ في سعيد بن جُبير) اهـ. الردّ على الجهمية:1/ 21 وينظر: ميزان الاعتدال: 1/ 417 ترجمة جعفر بن أبي المغيرة. وينظر: السنة لعبد الله بن أحمد:2/ 500 و به قال مجاهد و سعيد بن جبير: وهو في تفسير ابن أبي حاتم2/ 490 عن سعيد بن جبير وتفسير الثعلبي: 2/ 232 عن ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير (2599) وممن رجح أنّ المراد بالكرسي العرش الزجاج:1/ 288 و ابن الأنباري وقال: (الذي نذهب إليه ونختاره: القول الأول؛ لموافقته الآثار، ومذاهب العرب، والذي يحكى عن ابن عباس: أَنَّه عِلْمُه، إنما يروى بإسناد مطعون وقيل إن كرسيه قًدْرَتَهُ التي بها يُمسك السماوات والأرض, من قولهم: اِجْعَلْ لهذا الحائطِ كرسياً أي اِجعَلْ له ما يعمِدُه ليمسكه حكاه الزجاج و غيره. وينظر: تهذيب اللغة و لسان العرب: (كرس) و القرطبي:3/ 277 و مجموع الفتاوى: 6/ 584 والعلو للذهبي: ص117 و عمدة القاري:18/ 126.

فالمقصود أنّ ترجيح الإمام الطبري أنّ المقصود بالكرسي هنا العلم لا يفهم منه نفيه صحة ما ورد من الأخبار في الكرسي الذي هو من أعظم المخلوقات.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2006, 06:31 ص]ـ

السلام عليكم

قولك أخي الكريم (ثمّ من المعلوم أنّ الإمام الطبري قد يرجّح القول ولا يلزم من ترجيحه له في موطن أن يرجحه في موطن آخر لاختلاف السياق فمثلا يرجّح في معنى قوله تعالى (وسع كرسيه السموات و الأرض) أن معنى كرسيّه هنا كرسيه عِلمُهُ و قال: إنه الذي يدلّ على صحته ظاهر القرآن و استدلّ بقوله تعالى بعده: (وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا): 4/ 540 لكن ليس معنى هذا أنّ الطبري لا يثبتُ الكرسيّ إذا ثبت عنده من طريق آخر؛ وإنّما رجّح رحمه الله ما يراه أصحّ هنا بحسب سياق الكلام و استدلّ على ذلك)

ليس معلوما لنا على الأقل---لم استسغ - مع الإحترام الشديد لك- أن تقول أنّ ما يرجّحه الإمام الطبري في موقع لا يرجّحه في موقع آخر---هذا الأمر لو حصل من واحد منّا لانتقده النّاس عليه أشنع انتقاد فكيف بالإمام الطبري--

ـ[الميموني]ــــــــ[29 Nov 2006, 07:18 ص]ـ

المقصود أنه لا يلزم من ترجيح الإمام الطبري هنا أنه ينكر وجود الكرسي الوارد في بعض الأخبار.

و أما اختلاف الترجيح إذا اختلف سياق الكلام فلا مانع منه. لأن المعنى قد يختلف - حفظك الله -.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2006, 07:25 ص]ـ

السلام عليكم

نحن نتعامل مع كلام قاله الطبري---أنا متلهف لرؤية كلام له هو بالذات عن ترجيح في موطن خالفه في موطن آخر---أرجو أن تفيدنا اقتباسا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير