[إشكال في مسألة جمع القرآن .. !!!]
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Dec 2006, 11:43 ص]ـ
من المعلوم المتفق على صحته كما عند البخاري وغيره أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة ابن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين وهو قوله {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ... روايةُ البخاري
وفي مسلم: عن أنس: أن حذيفة قدم على عثمان بن عفان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فرأى حذيفة اختلافهم في القرآن فقال لعثمان بن عفان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت حفصة إلى عثمان بالصحف فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت و سعيد بن العاصي و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام و عبد الله بن الزبير أن انسخوا الصحف في المصاحف وقال للرهط القرشيين الثلاثة: ما اختلفتم أنتم و زيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم حتى نسخوا الصحف في المصاحف بعث عثمان إلى كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوا
قال الزهري: وحدثني خارجة بن زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه} فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها ...
الإشكال:
لو كان الحديث في الجمع الأول للقرآن لكان الأمرُ عادياً, أما وقد جمع القرآن في عهد الصديق رضي الله عنه وتم تداول نسخته حتى وصلت لأمنا حفصة رضي الله عنها, ثمّ بعد كل ذلك يقول زيد رضي الله عنه: {نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة ابن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين وهو قوله {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}
فهل معنى ذلك أن الصحف التي جمعت في عهد الصديق كانت خاليةً من هذه الآية .. ؟؟
أم كان يشترط في نسخ الصحف في عهد عثمان اجتماع النقل من الصحف والحفاظ .. ؟؟
أم أن هذا الحديث كان المراد به الجمع الأول وحصل خلطٌ من الراوي فذكره في جمع عثمان .. ؟؟
أم ماذا .. ؟؟
أرجو من المشايخ توضيح الإشكال - إن كان موجوداً - والتنبيهَ بالشرح إلى عدم وجوده حال كونه كذلك ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Dec 2006, 02:46 م]ـ
مما يكثر الخلط فيه في جمع القران هو عدم التفريق بين جمع القران وترتيبه في العرضة الاخيرة وبين جمعه في المصحف زمن ابو بكر رضي الله عنه ونسخ المجموع زمن ابي بكر بعدة نسخ زمن عثمان.
فقد كان الجمع للقران بمعنى حفظه كاملا موجودا زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان من غيره صلى الله عليه وسلم من ذكرهم انس رضي الله عنه:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ أُبَيٌّ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قُلْتُ لِأَنَسٍ مَنْ أَبُو زَيْدٍ قَالَ أَحَدُ عُمُومَتِي.
قال الحافظ ابن حجر: قَوْله: (جَمَعَ الْقُرْآن) أَيْ اِسْتَظْهَرَهُ حِفْظًا.فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 122)
وهذا الحديث متفق عليه.
¥