أستاذنا علامة الديار الشامية أحمد راتب النفّاخ
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[02 Nov 2006, 07:25 م]ـ
منذ زمن أعمل في ترجمة أستاذنا العلامة أحمد راتب النفّاخ ـ رحمه الله، وبرّد مضجعه ـ
ووجدت لزاما علي التعريف به ريثما ينتهي ويطبع كتابي هذا
ففزعت إلى مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق
ووجدت هذه الفصلة من مطبوعات المجمع؛ فاستحسنتها
وهأنذا أقدمها وفاء وتذكرة ...
مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق
حفل تأبين
فقيد المجمع
الأستاذ أحمد راتب النفاخ
1927 - 1992م
مطبعة الصباح
1413هـ-1992م
حفل تأبين فقيد المجمع
الأستاذ العلامة أحمد راتب النفاخ
أقام مجمع اللغة العربية بدمشق حفلاً تأبينياً بمناسبة انقضاء أربعين يوماً على وفاة عضو المجمع الفقيد الأستاذ أحمد راتب النفاخ رحمه الله، وذلك في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء السادس من شوال 1412هـ/ 8 نيسان 1992 في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد بدمشق.
وقد حضر الحفل ثلة من كبار العلماء والأدباء والمثقفين ومن محبي الأستاذ النفاخ وطلابه وذويه.
افتتح الحفل بتلاوة من آي الذكر الحكيم، ثم تلاها كلمة المجمع ألقاها الأستاذ الدكتور شاكر الفحام نائب رئيس المجمع، ثم كلمة الزملاء الجامعيين (جامعة دمشق) ألقاها الأستاذ الدكتور عادل العوّا، ثم كلمة أصدقاء الفقيد للأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر، ثم كلمة طلاب الفقيد للدكتور محمد الدالي، وفي الختام كلمة آل الفقيد ألقاها الأستاذ نزار النفاخ شقيق الفقيد.
وننشر فيما يلي كلمات الحفل:
كلمة مجمع اللغة العربية
فقيد المجمع
الأستاذ أحمد راتب النفاخ
(1927 - 1992م)
الدكتور شاكر الفحام
شاءت إرادة الله العلي القدير أن يفارقنا الأخ الصديق الأستاذ أحمد راتب النفاخ إلى جوار ربه الكريم أوفر ما كان نشاطاً، وأكثر ما كان عطاء.
ما زلت أتمثل صورته في جلسات المجمع الأخيرة، وهو يناقش معنا بكل الجد والحيوية مشروع خطة جديدة ترسم وجوه نشاط المجمع في المستقبل، لتفسخ له أن يكون أقدر على تأدية أغراضه وتحقيق مقاصده في ميادين اللغة والأدب وإحياء التراث وإقرار المصطلح ووضع المعجمات، ولتتيح له المشاركة الواسعة في الحركة الثقافية بإلقاء المحاضرات وعقد الندوات وإقامة المؤتمرات وتوثيق الصلات بالمجامع والمؤسسات اللغوية والثقافية.
وكان أشدّ ما كان تفاؤلاً بما توفره الخطة المقترحة من افتتاح صفحة جديدة في العمل المجمعي المثمر.
وشهد معنا جلسة يوم الأربعاء في 12/ 2/1992م، واتعدنا على اللقاء صباح الأحد في لجنة المجلة والمطبوعات، ولكن القدر لم يمهله، لقد نهض صباح يوم الجمعة (11/ 8/1412هـ - 14/ 2/1992م) كعادته، فأدى صلاته أحسن أداء، ثم التلاوة، فقرأ ما شاء الله له أن يقرأ من سورة البقرة، ولكن الصوت المرتّل لم يلبث أن خفت وسكت، وهرع الأهل إلى الطبيب. وبذل الأطباء ما بذلوا فما أنجحوا، وكان أمر الله قدراً مقدوراً، فأسلم الروح إلى بارئها، راضياً مرضيا. رحمه الله الرحمة الواسعة، وأسكنه فسيح جناته، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
لقد ترك بوفاته ثلمة لا تسدّ، وإن الخسارة بفقده جسيمة لا تعوّض.
فما كان قيسٌ هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدّما
* * *
ولد رحمه الله عام 1927م في أسرة كانت قد وفدت على دمشق من بعلبك في أوائل القرن الماضي، وعرفت بالصلاح والتقوى.
وبدأ التعلم في سنّ مبكرة، وكان المجلّي في دراسته الابتدائية والثانوية، فأحبه مدرسوه، وأشادوا به. وقد مهر بالعربية، وبرّز في معرفتها تبريزاً أفرده بين لداته، وطالما فاخر به أستاذه محمد البزم وأثنى عليه.
ولما التحق بقسم اللغة العربية في كلية الآداب (جامعة دمشق) وجد المجال رحباً لتفتح مواهبه، والتفوق على أقرانه. وشهد له أساتذته بالمقدرة والفضل، وأحلّوه المحلّ الأرفع، وتخرّج من كلية الآداب عام 1950م، ونال من بعد شهادة أهلية التعليم الثانوي من كلية التربية عام 1951م. وقضى سنتين يدرّس العربية في المدارس الثانوية بحوران.
واستقبلته كلية الآداب بجامعة دمشق معيداً (1953 - 1955م) لتوفده إلى جامعة القاهرة، فنال درجة الماجستير (عام 1958م) وكان موضوع رسالته: دراسة حياة الشاعر ابن الدمينة وشعره وتحقيق ديوانه.
¥