تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أشكلت علي هذه الآية، فمن لها؟]

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[12 Oct 2006, 02:43 م]ـ

أشكل علي معنى قوله تعالى: "أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ" (هود: 17)

فراجعت بعض كتب التفاسير فوجدت معتركا في هذه الآية في بيان معناها لكثرة الاحتمالات واختلاف مرجع الضمائر – وأخص منها ابن عطية وابن عاشور-، فأرجو من إخواننا المتخصصين الممارسين للتفسير والخلاف فيه أن يلخص معنى الآية مهذبا مع توجيه ذلك وتطبيق قواعد التفسير وقرائن الترجيح، وأنا جازم أنه سيفيد ويستفيد كثيرا، وله منا الثناء والدعاء.

والسلام عليكم،،،

ـ[طالب العلم1]ــــــــ[12 Oct 2006, 06:57 م]ـ

بسم الله وحده نسترفد منه العون والمدد وتستجير به من براثن الغواية وطول الأمد والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق ورحمة الكون من فرق بين الحق والباطل وتلاه شاهد منه .... محمد رسولاالله ... وبعد فهذا تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية في الأيات التي أشكل الفكر بمراد ضمائرها واستوى خصوص فكرها ونظائرها بين مثبت ونافِ وباسط في القول ومتجافِ فقال رحمه الله:

فصل وأما من قال: {أفمن كان على بينة من ربه} إنه محمد صلى الله عليه وسلم كما قاله طائفة من السلف فقد يريدون بذلك التمثيل لا التخصيص فإن المفسرين كثيرا ما يريدون ذلك ومحمد هو أول من كان على بينة من ربه وتلاه شاهد منه وكذلك الأنبياء وهو أفضلهم وإمامهم والمؤمنون تبع له وبه صاروا على بينة من ربهم.

والخطاب قد يكون لفظه له ومعناه عام كقوله: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} {لئن أشركت ليحبطن عملك} {فإذا فرغت فانصب} {قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي} ونحو ذلك وذلك أن الأصل فيما خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به ونهي عنه وأبيح له سار في حق أمته كمشاركة أمته له في الأحكام وغيرها حتى يقوم دليل التخصيص فما ثبت في حقه من الأحكام ثبت في حق الأمة إذا لم يخصص هذا مذهب السلف والفقهاء ودلائل ذلك كثيرة كقوله: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} الآية ولما أباح له الموهوبة قال: {خالصة لك من دون المؤمنين} الآية.

فإذا كان هذا مع كون الصيغة خاصة فكيف تجعل الصيغة العامة له وللمؤمنين مختصة به؟ ولفظ " من " أبلغ صيغ العموم ; لا سيما إذا كانت شرطا أو استفهاما كقوله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} {ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} وقوله: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} وقوله: {أومن كان ميتا فأحييناه} وقوله {أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله}.

و " أيضا ": فقد ذكر بعد ذلك قوله: {أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده} وذكر بعد هذا: {مثل الفريقين} وقد تقدم قبل هذا ذكر الفريقين وقوله: {أولئك يؤمنون به} إشارة إلى جماعة ولم يقدم قبل هذا ما يصلح أن يكون مشارا إليه إلا (من والضمير يعود تارة إلى لفظ (من وتارة إلى معناها كقوله: {ومنهم من يستمع إليك} {ومنهم من يستمعون إليك} {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى} {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} الآية.

وأما الإشارة إلى معناها فهو أظهر من الضمير. فقوله: {أولئك يؤمنون به} دليل على أن الذي على بينة من ربه كثيرون لا واحد قال ابن أبي حاتم: ثنا عامر بن صالح عن أبيه عن الحسن البصري: {أفمن كان على بينة من ربه}. قال: المؤمن على بينة من ربه وهذا الذي قاله الحسن البصري هو الصواب والرسول هو أول المؤمنين كما قال: {وأمرت أن أكون من المؤمنين}.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير